يمر الشباب العربي بحالة إحباط شديد في وطننا العربي الذي أصبح حلبة للصراعات والدمار والدماء. إذ لم يعد الحضن الذي يستوعب أبناءه؛ فقد فقدوا فيه الشعور بالأمن والإستقرار إضافة إلى خوفهم مما تحمله الأيام القادمة من بطالة وتزايد في تدني مستوى الأحوال الإقتصادية. فبات حلمهم الكبير في الهجرة إلى بلاد الغرب. وتظل أمريكا بالذات هي الحلم الأكبر لغالبية شبابنا العربي.. لكن الوصول إلى أرض الأحلام كما يسميها البعض ليس سهلا نظرا لصعوبة قوانين دائرة الهجرة، فالحصول على الفيزا التي قد تمكن الشباب من زيارة أمريكا لها شروط تكاد تكون مستحيلة أحيانا.. وإن تواجدت تظل فرص العمل محدودة جدا عند الوصول إلى أمريكا . إذ أن معظم الشركات تشترط في قبول موظفيها أن تكون لديهم إقامة أو أن يكون مصرحا لهم بالعمل في أمريكا وهذا ما لا توفره الفيزا العادية سواء فيزا الطالب أو فيزا السياحة. ونظرا لأن تكاليف المعيشة مرتفع جدا في فإن معظم الشباب يضطرون إلى العمل بالخفاء تحت ظروف صعبة وبمعاشات متدنية لا تكفي تكاليف العيش الكريم. لهذا يسعى بعضهم إلى محاولة الحصول على الإقامة الأمريكية المسماة (الجرين كارد) فيصبح حلمهم الأكبر هو الزواج من فتاة تحمل الجنسية الأمريكية لأن ذلك سيمكنهم فيما بعد من الحصول على الجرين كارد ثم الجنسية؛ وهذه الوسيلة هي الأسهل في الوصول إلى هذه الغاية. ومن هنا تبدأ معاناة من نوع آخر يمر بها الشباب وهي التعرف على فتاة عربية من حملة الجنسية بقصد الزواج . تبدأ المشكلة أولا في صعوبة ايجاد عائلة عربية للتعرف عليها؛ حيث لا يوجد تجمع معين للجالية العربية. قد تكون المساجد والكنائس وبعض الجمعيات هي أكثر الأماكن التي يمكن التعرف من خلالها على االأسر العربية. ولكن رغم هذا التواجد فإن إتمام الزواج يواجه بعض العقبات منها صعوبة التفاهم بين الشباب والشابات نظرا لاختلاف البيئة التي نشأ فيها كل منهم..فبعض الشباب يجد بأن الفتيات اللاتي ولدن في أمريكا أكثر انفتاحا من قريناتهن في البلدان العربية وطبعا هذا لا يشمل الجميع فقد يتوفق البعض في ايجاد الشريكة المناسبة دون عقبات. ولا شك أيضا أن أسرة الفتاة تكون حذرة جدا من زواج ابنتها من الشخص الذي لا يحمل الإقامة نظرا لبعض التجارب السلبية التي قد مرت بها بعض الفتيات فهناك من يتزوج من أجل الإقامة فقط ، وعند حصوله على غايته يقوم بالإنفصال عن الفتاة تاركا إياها تواجه صعوبات الحياة وحدها. ولهذا السبب يغالي بعض الآباء في المهر الذي يرهق الشاب وذلك لضمان مستقبل ابنتهم حسب ظنهم، أي بمعنى آخر تنقطع أحبال الثقة بين جميع الأطراف مما يبني أسرة على أساس ضعيف يشوبه الظن والشك والريبة. وكثيرا ما ييأس بعض الشباب من ايجاد الفتاة العربية المناسبة مما يضطره إلى الزواج من الأمريكية الأصل. ... ،للأسف الشديد ما تزال هذه مشكلة اجتماعية تعاني منها جالياتنا العربية، وضحيتها الأسرة بكل أفرادها فالزواج مسؤولية كبيرة إن لم يستند على أساس قوي فإن مصيره الفشل بلا أدنى شك. لهذا تقترح بعض الأسر أن تكون هناك أندية تتماشى مع تعاليم ديننا وعاداتنا وتقاليلدنا يتم من خلالها تعارف الشباب والشابات من أجل إنشاء أسرة متماسكة في بلاد الغربة.. نتمنى التوفيق الدائم لشبابنا وأسرة سعيدة إن شاء الله.