أكاذيب تائهة ومشاعر عابرة تتناثر داخل حجرات الدردشة الألكترونية حتى اصبح الحب فى زمن الفيس بوك عبارة على like والفراق أصبح block لدرجة ان مشاعرنا اصبحت عبارة عن ضغطات على أزرار ال Keyboard تعلمنا من خلالها التعبير عما يجيش فى قلوبنا من مشاعر واحاسيس ونحن من وراء حجاب وكأننا أدباء نمتلك الكلمة حتى ان تلاقت العيون فى الواقع يكون الهروب هو الملاذ لشعورنا بالعجز والضعف والتلعثم وعدم القدرة على ايجاد كلمات بعد ان تعودنا الاختفاء وراء شاشة صماء واكتفينا بقضاء ساعة او اثنين من الدردشة نتقمص فيها ادوار لا تمت لنا بصلة حتى نصبغ كلماتنا بالوان الحقيقة. عدم القدرة على المواجهة جعلتنا نستسلم لصفحات المحادثة ووجدنا فيها مايشبعنا دون عناء فما ان ترى أحدهما يجلس امام شاشة الكمبيوتر الا وترى تغييرات على ملامحه فتراه يبتسم احيانا ويعبس احيانا آخرى وربما تضفى المحادثة على وجهه بريقا وتوردا وتعرقا والمزيد من النبضات وفوضى درجات الحرارة عندها تدرك انه فى حالة انهيار عاطفى حالة لم يشهدها فى واقعه ويحاول الاستمتاع بها قدر المستطاع على صفحات الحلم الوردى صفحات الفيس بوك فمن السهل الاختباء وراء الاحرف الصامتة من السهل ان تترك العنان لخيالك دون ان يشعر من يحادثك بارتجاف صوتك او يرى بريق عينيك. فماذا جنينا من واقع افتراضى سوى ان اصبحت مشاعرنا زائفة ؟؟ مشاعر الكترونية … ثرثرة ليس إلا … ماذا جنينا من اختصار المسافات سوى اضمحلال الامل فى اللقاء بمن نحب ؟؟ ماذا جنينا من اخفاء مشاعرنا الحقيقة وراء ضحكة طويلة تكتب على الشاشة بتكرار حرف الهاء ( ههههه ) ونحن نختنق من الالم ؟؟ ماذا جنينا من الوحدة والابتعاد عن الاهل والاقارب والاحساس بالود والعطف الحقيقى ممن يحبوننا ؟؟ ماذا جنينا من زيف المشاعر . دعونا نعترف فى لحظة صدق اننا اسأنا بحق انفسنا وبحق كل من حولنا حينما استبدلنا واقعنا بمحيط كاذب وهمى يخلو من الصدق .. يخلو من المشاعر الحقيقة … فقد فقدنا كل شىء .. وصار كل شىء مؤقتا افتراضيا … فقدنا كل المعانى الانسانية… فاصبح لاشىء فى حياتنا يسعدنا كما كنا من قبل … وأحزاننا تنهش قلوبنا بعد ان فقدنا مساندة بعضنا البعض … فلا طبطبة على الاكتاف … ولانظرة تضامن واحتواء … ولاتصافح بشوق … لاشىء يحركنا اصبحنا … كالالات التى نحملها … اصبحنا كبطاريات تليفوناتنا المحمولة حين ينفذ مخزونها …