الاسبلة …….. الأسبلة منشآت معمارية عمرانية كان لها دورها المهم في المجتمع الإسلامي., ويعد عملاً من أعمال الخير والإحسان, الغرض منه خدمة جماعة المسلمين. ….. كان الحكام من خلفاء وسلاطين وملوك, والأمراء وكذلك أثرياء المسلمين ينشئون تلك الأسبلة تقربًا إلى الله تعالى وأملاً في الثواب وذلك بتوفير ماء الشرب للمارة في الطرقات حتى لا يتعرضوا للعطش أثناء ممارسة أنشطتهم وأعمالهم المختلفة. كما بنيت الاسبلة فى المناطق المزدحمة بالناس والبشر مثل الأسواق والاحياء الكثيفة السكان وفى طرق الحج او السفر لسقاية المسافرين …… والسبيل عبارة عن مبنى يحتوي على ثلاثة طوابق : الطابق الأول : الصهريج عبارة عن بئر محفور في الأرض بها ماء الأمطار أو ماء النيل يعلوه غطاء أو سقف من الرخام ، أما الطابق الثاني : فيرتفع عن سطح الأرض وتسمى حجرة التسبيل أو المزملة لتوزيع الماء على الراغبين اما الطابق الثالث : ويعلو حجرة التسبيل فهو الكُتاب أو المكتب, ليتعلم فيه أبناء المسلمين مبادئ القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم ،وهى السمة المميزه للاسبلة فى مصر …. ويقوم المزملاتي وهو الشخص المسئول عن السبيل والمعين من قبل منشئ السبيل برفع المياه من فتحة البئر بواسطة قنوات يجرى تحت البلاط المصنوع من الحجر الصلب وينتهي الماء إلى فتحات معدة لرفع الماء , حيث كان الماء يرفع من تلك الفتحات بواسطة كيزان مربوطة بسلاسل مثبته بقضبان النوافذ . …. أما طريقة التشغيل فكانت تتم بواسطة بكرة فوق البئر محمولة على خشبه مربوط بها حبل ، وكان بطرف الحبل سطل يرفع به المزملاتي الماء إلى القنوات الموجودة تحت بلاط المزملة فيجرى إلى النوافذ القائمة عند فتحات القنوات، وكان طالب الماء يصعد على سلالم موجودة أسفل كل نافذة إلى حيث يجد الماء فيحصل على حاجته بالكوز " ….. ويشترط فى المزملاتى ان يكون نظيفا فى هيئته وشكله … يخلو من الامراض المعدية .. ان يكون ذو مرؤة".. ويتحلى بالصبر فىىتعامله مع الناس . ………. انبهر الرسامون والرحالة الذين زاروا مصر بالاسبلة فرسموها وحكوا عنها الكثير والكثير وجاء فى وكتاب وصف مصر فى الجزء الخاص بالقاهرة انه يوجد فى مصر اكثر من ثلاثمائة سبيل وابدى المشاركين فى هذا الكتاب انبهارهم واعجابهم بهذا النوع من العمارة كما ابدوا اعحابهم بالكتاتيب ومجانية التعليم فيها . ………….. الأسبلة العثمانية شهد العصر العثماني بناء العديد من الأسبلة؛ سواء في مقر الخلافة أو في الولايات التابعة لها، ولم تعرف "آسيا الصغرى"- مقر الخلافة- الأسبلة إلا في القرن العاشر الهجري، وذلك بتأثير من المعمار المصري. وقد بلغت الأسبلة العثمانية أوج ازدهارها في القرن 17 الميلادي إلى أن وصلت في القرن 18 الميلادي إلى 1039 سبيلاً، وتعد الأسبلة من العمائر التي عُني بها العثمانيون، وكانت تقام على هيئة مبان رشيقة غنية بالزخارف، وتكسى بالرخام الأبيض في أغلب الأحيان.. ويعلو السبيل العثماني قبة، أما السبيل المصري؛ فيعلوه كُتّاب لتعليم يتامى وفقراء المسلمين من الأطفال. ويُعد سبيل "قايتباي" من أجمل الأسبلة التي أنشئت في العصر المملوكي الجركسي 1479 م، كما أن سبيل "عبد الرحمن كتخذا" 1744م يعد تحفه فنية، وهو يرجع إلى العصر العثماني، ولقد كُسيت جدرانه الداخلية ببلاطات القيشاني العثماني ذي الزخارف البنائية والكتابية، وتوجد على أحد حوائطه الداخلية صورة للكعبة المشرفة، وهي مشكَّلة بمجموعة من بلاطات القيشاني التركي. وعطشان يا صبايا دلوني على السبيل أميمه حسين