كتبت: يارا اليمانى أكد الحاضرون بندوة "الزراعة" بالمقهى الثقافي أمس، ضمن فعاليات "قراءة في كتب الأقدمين"،أن المصريين قطعوا علاقتهم بالتراث العلمي في الحضارات القديمة واكتفوا بالتراث السلفي. وقالت الروائية سلوى بكر "للآسف علاقتنا بالتراث أصبحت علاقة بائسة،ففي الوقت الذي يعد فيه تراثنا العلمي مصدرًا للحضارة الغربية، نحن نهمله ولا نهتم به، وأقصى اهتماماتنا محصورة فى التراث الفقهي والسلفي وعذاب القبر دون الاهتمام بالحياة وعلومها". وقالت الروائية سلوى بكر إن ما آلت إليه الزراعة اليوم في مصر وتدهورها الشديد إنما يرجع إلى سوء إدارة الموارد لصالح القلة التي تنعم بمنتجعات الساحل الشمالي، و" إن ما نحن فيه الآن إنما يرجع لسياسة الاقتصاد الريعي والقائم على السياحة، وهو اقتصاد فاشل، والاقتصاد الانتاجي قائم على الإنتاج الزراعي، والشعوب التي تأكل مما لا ينتج شعوب فاشلة، ونحن في أزمة سياسة زراعية والدولة لا سياسة زراعية واضحة لها، وتبحث عن جني الأموال السريع، ولا تبحث عن وجود زراعة لتأمين استقرار زراعي وغذائي للمجتمع ". وحذر الدكتور العطار من الهندسة الوراثية قائلا: "ما هي إلا اتفاقية سرية ضمن بنود معاهدة كامب ديفيد، حيث إن التطبيع الزراعي كان الأسبق مع إسرائيل ومنه جاءت كل الشرور". وكان للحضور النصيب الأكبر في المشاركة،حيث أكد أحدهم أن أسباب أزمة الزراعة في مصر ترجع إلى غياب سياسة زراعية واضحة لدى الدولة منذ عقود، قائلًا: "على الدولة أن تقوم بتعديل السياسة الزراعية لها، وأن تتبنى مجموعة من الإصلاحات يأتي على رأسها أوضاع الفلاح وهو أكثر من يعاني من الاضطهاد نتيجة سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تبنتها الدولة منذ 4 عقود". وأشار إلى ضرورة عودة بنوك الائتمان الزراعي، وهي الجهة الوحيدة القادرة على حماية الفلاح، الذي وقع تحت رحمة استغلال التجار الذين رفعوا أسعار مستلزمات الزراعة إلى 300 %، أيضًا أهمية عودة زراعة القطن، والتي كانت في السابق مليوني فدان، أما الآن فإننا نزرع 120 ألف فدان فقط.