أكد الداعية الدكتور أنس عطية الفقي المشرف العام على متطلبات جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن الإسلام ميراث ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا كان رسول الله هو رحمة الله للعالمين فإن أتباعه وأنصاره وأشياعه يجب أن يكونوا كذلك رحمة للعالمين. وقال في الخطبة التي ألقاها أمس من فوق منبر مسجد طارق بن زياد بمدينة السادس من أكتوبر إن حديث "جددوا إيمانكم بلا إله إلا الله" يعني أول ما يعني أن الإيمان يزيد وينقص، وأن التوبة من نقصان الإيمان ينبغي أن تجدد باستمرار. وأشار إلى الإقلاع عن الذنب والشعور بالندم على فعله والعزم على عدم العودة إليه بعد تركه ورد المظالم المتعلقة بالبشر من شروط التوبة الصادقة. وذكر أحد الأولياء أن التوبة نجددها مع كل نفس نتنفسه، ولما سئل عن ذلك أجاب بأن كل غفلة عن الله تحتاج إلى توبة. وأوضح د. أنس الفقي أن التوبة حال ينبغي أن يتحقق به المسلم، ومفتاحه هو ذكر الله ذكراً كثيرا، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا"، وقال تعالى: "إن الله يحب التوابين ويحب المطهرين"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان). فمفتاح العودة إلى الله ذكر الله، وهدف العودة وغايتها ذكر الله، قال تعالى: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر". ولذلك عندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن حال رسول الله قالت: (كان يذكر الله في كل أحيانه). ولو ذكرت الله بقدرته لما اعترضت على حكمه وقضائه، لكن إذا كان هو مالك زمام الأمور كلها وهو أعلم بما يصلحنا فلنفوض أمرنا إليه مسلمين مذعنين راضين. وإذا أردت أن تكون في أمن وأمان ففوض الأمر لمولاك، وقل له كما قال الإمام الشافعي: يامن تحل بذكره عقد النوائب والشدائد يا من إليه المشتكى وإليه أمرُ الخلقِ عائدْ يا حيُّ ياقيومُ يا صمدٌ تَنَزهَ عن مصادد أنتَ العليمُ بما بُليتُ بِهِ وأَنتَ عليهِ شاهدْ أنت الرقيب على العباد وأنت في الملكوت واحد أنت المنزهُ يا بديعَ الخلقِ عن ولدٍ ووالد أنت المعزُ لمن أطاعك والمذُل لكل جاحد إني دعوتك والهمومُ جيوشُها قلبي تُطارد فرجْ بحولْكَ كُربتي يا من لَهُ حُسْنُ العوائد فخفي لطفك يستعانُ بِهِ على الزمنِ المعاند أنت الميسر والمسبب والمساعد يسرلنا فرجاً قريباً يا إلهي لا تباعد كن راحمي فلقد يئستُ من الأقاربِ والأباعدِ ثم الصلاةُ على النبي وآلِهِ الغرِ الماجد وعن الصحابةِ كُلهِم ما خَرَ للرحمنِ ساجدْ واعلم ما علمه الله لهذا الولي من أوليائه فأبدعها حكمة تتوارثها الأجيال: [إذا تنازعك أمران ترى أنهما مندوبان فانظر أيها أشق على نفسك فافعله فإنه لا يثقل على النفس إلا ما كان حقا]. وجهاد النفس والهوى والشيطان ليس موقتاً بمدة معينه بل هو جهاد مستمر ما استمرت الحياة. وإذا تغلب عليك العدو البشري فأنت مأجور وإذا قتلك فأنت شهيد بإذن الله، لكن إذا تغلب عليك الشيطان وإذا تغلب عليك الهوى فأنت في خسران مبين.