أجل يا فتنتي عذراً فقد أضحيت ُ بستاناً من الأشواك ِ شكوته ُ و دنياه ُ وضاقت هذه الدنيا على حلم ٍ له أحيا و لا يسلو.. لأنساه ُ أجل حطمت أحلامي و أيامي أبعثرها على وهم ٍ يباغتني به القدر ُ فما عادت لنا في ذمة الأفراح ِ أنغام ٌ و ما عادت مشاعرنا ترى في حفلة الوقت ِ و ما عاد الهوى الأخضرْ إلى شباك ِ جارتنا و ما عدت ِ كما كنت ِ يماماً حلمه عشٌّ و ديواناً من الحب ِّ و أنساماً تطيرها إذا تتلو تعاويذي و لم تبق َ سوى شرخ ٍ ببيت العمر يسلمني إلى الشكوى هنا يا طفلتي قلب ٌ بصدر الحب عصفور ٌ يصارع طلقة الغدر ِ ويرسم من بقاياه ُ على الآفاق عينيك ِ وسهمًا من سهام العشق ِ عانق شوق أيامهْ وينقشُ رسمك المحفور في رئتي على ألوان ِ عينيه ِ جعلتيني أصوم الليل عن نومي وأحلامي جعلتيني أقول الشعر َ والأشعار ُ تسكنني وترعاني وتأخذني إلى صبح ٍ يشع ضياؤه فرحاً وراقصة ً من البللور ِ في شباك ِ فرحتنا تراود قلب عصفورين في الجمع ِ وتشعل في الورى عطشا وعند مدينة الأمواج ِ تسلمني إلى السلوى لأمضي في طريق السحر ِ حيث الحب يأخذني من العباس حتى شاطئ البشر ِ و ألقي أمنيات ِ القلب ِ يا مسعود في البئر ِ هنا كانت حكايات هنا كانت أمانينا تسابق موج خطوتنا هنا في رملة الأشواق ِ كم كانت لنا ذكرى فهل للنورس الحيران ِ من عود ٍ إلى إلفه ؟! وهل للشاطئ المهجور من قلبين يفترشان شوقهما ويكتشفان أنغاماً تعيد العمر للمرفأ ؟! لنجني شهد روعتنا فلا نطوى ولا نظمأ *** أعيديني إلى ثغر ٍ من الأزهار ِ في بستان فرحتنا أعيديني فراشا يمتطي النعناع َ يمضي عازفا لونه أعيديني إلى عش ٍّ من الأحلام ِ فوق شواطئ الألق ِ إلى زمن يقاسمنا رغيف الحب والإخلاص فوق سفينة العمر ِ أعيدينا إلى كنا ! *** 1 / 3 / 1998 * شعر عاطف الجندي * من ديوان بين مطارين الصادر عن هيئة الكتاب المصرية