p style=\"text-align: justify;\"الروائى ربيع مفتاح: p style=\"text-align: justify;\" الإبداع الأدبي يتجاوز كل العصور والحدود القومية والجغرافية، إنه يوقظ ، يدفئ، يدفع الإنسان دوما إلي أهداف جديدة، ومن الضروري أن يحمل الأدب طابعه القومي، ولكن ذلك لا يمنعه من أن يكون ذا تأثير واسع النطاق.قه للإسهام في مسيرة ا p style=\"text-align: justify;\" أشعر أن الأدب الصيني قد خرج من عزلته الذاتية وبدأ يشق طريقه ويأخذ دوره الرئيسي في مسيرة الأدب العالميقه للإسهام في مسيرة ا p style=\"text-align: justify;\" يرجع تاريخ الأدب الصيني إلي ثلاثة آلاف عام، وبذلك يعد من أقدم الآداب العالمية غير أنه لم يندمج تماما في سياق الحركة الأدبية العالمية، وذلك بسبب حاجز اللغة والعزلة التاريخية. لقد حدثت تغيرات عديدة في الأدب العالمي، وكان للأدب الصيني الكلاسيكي أعظم الأثر على آداب البلاد المجاورة. وفي نفس الوقت كان يأخذ منها ويتغذى علي رحيقها. فقد لعب الأدب الهندي مثلا- خاصة فيما يتعلق بعلم الأصوات- دورا هاما في ذلك، فقد ساهم اكتشاف النموذج النغمي الذي تم استلهامه من خلال اللغة السنسكريتية في إثراء الأشكال الإيقاعية للشعر الصيني الكلاسيكي وإعطائه شكلا أكثر ترابطا وتنظيما. كذلك كان للأدب البوذي الهندي أثر مباشر في تطوير الأدب الشعبي ذي الخيال الجامح في الصين.قه للإسهام في مسيرة ا p style=\"text-align: justify;\" أما في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عندما ازدهر الأدب العالمي كانت الصين- رغم تاريخها الطويل المشرف، ورغم وجود عدد لا بأس به من الشعراء البارزين- تشهد حقبة من الركود الأدبي. وقد أدرك الأدباء الصينيون آنذاك مدى شيوع روح التخلف والعزلة، ومن ثم شعروا بالحاجة إلي التفاعل مع الآداب العالمية من أجل أبداع أدب جديد. واتضحت لهم حقيقة هامة مؤداها \"أن تتعلم فذلك معناه أن تشارك\". ومع بداية القرن أصبحت قيود الأدب التقليدي الصيني لا تطاق فحدثت تطورات كبيرة في جميع الأجناس الأدبية بالنظر إلى تأزم الحياة الاجتماعية والنفسية مما استدعى وجود أفكار جديدة، ومن ثم ضرورة توفير وسط أفضل كرد فعل علي الأجواء الراكدة التي سادت المفاهيم الأدبية العتيقة في عام 1919. فطفت كل المتناقضات السياسية والاقتصادية علي السطح وتمخض عن ذلك كله ميلاد أدب جديد يتأسس علي انبعاث ثقافي قومي ونتيجة لذلك استحدثت أشكال جديدة لتتلاءم مع الموضوعات الجديدة. وبدأ الكتاب يضخون دماء جديدة في الأشكال الأدبية في الصين الحديثة والتي ارتبط وجودها بهذا التيار الأدبي الجديد. ومن أدباء هذه الفترة لو صون، كو مو جو، ماو دون، با جين، لاو شه، وقد ارتبطوا مع تأثرهم بالأدب العالمي بجذور عميقة راسخة في تربة الأدب الصيني التقليدي، الأمر الذي ساعد على رسوخ أقدامهم والثقة في الاستفادة الواعية من الآخرين، ومن ثم ساهموا بقوة في تطوير الأدب الصيني الحديث والأدب العالمي أيضا، ومن ثم حدوث حركة الرابع من مايو الثقافية، فقد أخذت تسود الدوائر الأدبية الصينية إشكالية فكرية يدور محورها حول الأدب الصيني، وهل يرتبط بالتراث التقليدي أم بالاتجاه إلى تقليد الآداب الأخرى. وقد تعاظم الجدل حول هذه القضية إلى الحد الذي ذهب فيه كل من الفريقين إلي أقصى درجة من التطرف، ففريق يصر على بقاء التراث القومي نقيا تماما وعزله عن أية مؤثرات، والفريق الآخر يتبنى حركة تغريب كاملة. والملاحظ أن كلا الفريقين يقفان علي أرضية واحدة رغم تشاجرهما واختلافهما معا، فهما ينشغلان بما هو موجود سواء كان ذلك صينيا أو أجنبيا، ولكنهما لا يدركان جوهرا للماهية الإبداعية، فالعملية الإبداعية ليست ارتباطا سكونيا بموجود ما صينيا أو أجنبيا.. وأنا أميل إلي توفير الوسط المناسب، والذي من خلاله تدخل هذه الأشياء كموجدات دائرة الاستعمال الصيني، فمن المستحيل أن يقف الأديب في عزلة عن العالم أوعن تراثه القومي، انه دائما في علاقة جدلية معهما، وما يبدو في معظمه بلا أهمية ومتروكا قد يكون في واقع الأمر مرتبطا ومثيرا بالحياة ومع ذلك يحدث هذا فقط من خلال الفنان المبدع، فالإبداع الأدبي يتجاوز كل العصور والحدود القومية والجغرافية، إنه يوقظ ، يدفئ، يدفع الإنسان دوما إلي أهداف جديدة، ومن الضروري أن يحمل الأدب طابعه القومي، ولكن ذلك لا يمنعه من أن يكون ذا تأثير واسع النطاق. لقد أدى الجدل الذي انتاب الدوائر الأدبية الصينية إلي تلويث مناخ الأدب الصيني والإضرار به. قه للإسهام في مسيرة ا p style=\"text-align: justify;\" إن العشرة أعوام الأخيرة في الحياة الأدبية هامة جدا، حيث عاد الأدب الصيني فيها إلى ذاته الصحيح ولم يعد فقط امتدادا أيديلوجيا، حيث أصبح هو الفن الذي يمثل نداء الطبيعة الإنسانية وقد أصبح تعبير الإبداعية الجمالية الآن بعد أن زالت قيود المحاذير السياسية تعبيرا له دوره الحقيقي كصوت للجمال، ومفسرا للحياة، وموثقا للتاريخ. فقد كان تغييرا سريعا انفتح من خلاله الأدباء الصينيون علي روافد الأدب العالمي مما أدى إلي طرق أفكار ومضامين جديدة، وكذلك الأجناس الأدبية، وعادوا إلي ممارسة التوجهات الإبداعية الجديدة كالتجارب الشخصية مثلا، وكذلك تيارات الوعي والواقعية السحرية والاستفادة من النظريات الفنية والإنسانية. ومن خلال هذه المجهودات البحثية لم يوسع الكتاب الصينيون مداركهم فحسب بل اكتشفوا أفكارا طازجة في السفر والترحال وتأثروا بأسماء أدبية عالمية مثل \"فرانزكافكا، استيفان زفانج\" النمساويين اللذين كان لهما تأثير عظيم علي الذاكرة الإبداعية الصينية، مما ابتعد بالأدب الصيني الحديث عن نظيره السابق الذي كان مزيجا من التمجيد الزائف والتأويل الأخلاقي والسياسي.قه للإسهام في مسيرة ا p style=\"text-align: justify;\" لقد أصبح الكاتب الصيني يمارس حقه كاملا في الاختيار والتجريب الأمر الذي جعل عضوية اتحاد الكتاب تزيد إلي أكثر من أربعة آلاف معظمهم من الذين حققوا شهرة أدبية خلال العشرة أعوام الأخيرة. وباعتباري متابعا أدبيا فإنني أشعر أن الأدب الصيني قد خرج من عزلته الذاتية وبدأ يشق طريقه ويأخذ دوره الرئيسي في مسيرة الأدب العالمي. ولكن ذلك لا يعني المبالغة في الإنجازات الأخيرة، فلا أحد يستطيع أن يتجاهل حقيقة أن الصين منذ وقت طويل، وإلى وقت قريب كانت في عالم مختلف تماما، ولذلك فإن بعض الكتاب الصينيين لفرط حماسهم يجترون الإبداعات الأجنبية فهم مقلدون أكثر منهم مبدعون، الأمر الذي يعني عدم التمثل السليم والهضم الصحيح لهذه الروافد. وفي الوقت الذي يجب أن نسمح لمثل هذه الإشكاليات أن تأخذ حقها في التواجد حيث تتصادم الثقافات أو تتصل، يجب ألا نتجاهل ردود الأفعال القوية من جانب القراء. كل هذا يبين بجلاء أن الأدب الصيني الجديد لا يزال في مرحلته الانتقالية ولم يصل بعد إلي مرحلة النضج بل إنه سوف يأخذ وقتا طويلا من الكدح والإبداع قبل أن يصل إلي أقصي ارتفاع له وهو ما نأمل في تحقيقه ليشق الأدب الجديد بصينيته المتميزة طريقه للإسهام في مسيرة الأدب العالمي.