قصيدة عامية للشاعر النخيلي محمود رفاعي الليل ضلام سرداب من غير شعاع ولا باب ضي النهار جوّا الضلام محبوس والليل كابوس والعتمه سوس والأرصفه قضبان كان الولد فوق الرصيف سقعان ملفوف على روحه بيزمزم جروحه بين الدروب حيران ممنوع يقول الآه متكممه الأفواه جوّاه لهيب الأسئله والأجوبه من غير لسان: \" ليه يا زمن مشلوله منى الإيد ليه الخطاوى للورا ماشيه وليه متمدده الأحزان ؟! \" بينى وبين محبوبتى مفرود البراح مزروع ألم وجراح وامتى يا نور الصباح ها تقَرّب المسافات وتغسل شمسك الأحزان؟ دانا من زمان باستحلب الصبار باحلم يا ليلى ألفظك باحلم أطير للشمس لكن قيود العتمة والسجّان ... \" ........... وف وسط شلال المتاهه نادت حبيبته من بعيد صوت الحبيبه مِ الألم متحاش بتفكره الوعد اللى كان قالت : \" أنا من كام سنه سرقوا المواسم طَرْح سلبوا الأمان والفرْح زهر الكرامه اتهان \" قام الولد يجرى على الميدان كانت حبيبته فى الميدان مستنياه فَرَدت ضفاير شعرها فوق الولد ضِلّه وأمان قالت : \" دا يومك يا فتى رَجِّعلي شمسي زى ما كانت زمان خَضِّرلى حلمي والسنابل والعيدان \" قال الولد : \" ندرن أعدّى بحور قمرك أجيبه من بنات الحور واغزل نجوم الليل على جبينك تيجان وابدر بذور النور واحلب نهود الشمس واسقي المداين والغيطان \" . وسط الميدان وقف الولد وسلاحه كان صوته صرخ الولد غضبان : \"فليرحل الظالم اللي شرب من دَمّنا واللي سرق منا غناوي حلمنا واللى عهوده خان \" صوت الولد صَحَّى السنين من عهد مينا حتى صلاح الدين صوت الولد جُوَّا الميدان تكوين صوت الولد تسبيح صوت الولد كالريح هدم الضريح وبعتر الأكفان يا زارعين فينا الجراح صوت الولد مِرْماح صوت الولد بركان هزم الوحوش هدم العروش حطم قيود العتمه والسجان لملم شتات الحلم خلّاه حقيقة وعلم صَبَح الميدان عنوان وحبيبته رافعه الراس تُخطر ف توب الماس وجبينها كالياسمين رقبتها عود الزان لكن وفجأه كان طٌلْق الرصاص غادر وقع الولد ماسك ف إيده الطّرح قلبه بيرقص مِ الألم والفرح دمه الطهور سال يغسل الأدران وكتب بدمه آيه من الإنجيل سوره من القرآن خَدَتُه حبيبته ف حضنها ضمت قِلِيبه لصدرها مسحت جبينه بيدها سال دمعها المتصان بين الحياه والموت لَملم شتات الصوت ورفع عيونه قال لها : \" بيني وبينك عهد وفِّيت انا بالوعد فامسحي الأشجان \" دم الولد خَضَّر جناينها روح الولد طافت مداينها صَلّتْ عيونه الفرض ف عيونها شاف وِشَّها فرحان سَبَّح وتمتم باسمها سَبَّل عيونه ف حبها نام في حضنها هيمان بعد ما فتح بيبان الشمس وكتب بروحه نهاية الطغيان