أ ضيّقة أوردتك أيتها الدماء حتى تفيضين خارجا أ تحضنين ترابا أنبتت أرضه العوسج و الصبّار أريحي عيناك و أسكني الديار و ابتلعي ضجيج الحرقة كفى تمرّدا و اعتنقي فلسفة الخلود و حيي ابتسامة طفل تشبّث بأمه و عانق العَلمْ لطالما احترف الحرية و احتضن الراية فصار جسدا للعصفور تغريدا و روحا أنفاسا للوطن أبعيدة أحلامك أيتها الدماء كي تعشقي السفر و تسايري الجنائز و تحتسي الليل المهجور فيثمل الفجر من وحشة المقابر أعمدة دوخان تعزفها الحناجر لماذا كل هذا الشرود أمام صغير صرخته الورود وقبّله الألم وركبه الرحيل ورائك أيتها الدماء ...