ظل واقفاً منتظرالأوامر..عدل من هندامه .. رفع راسه.. ونتبه .. من جهة اليمين .. كان الصوت .. جهورياً .. كموج البحرالهادر.. لم يلتفت اليه ... أرقد ..!! لم يفكر.. نسي كل شيئ ..إلآ كلام المُعلم .. وهو يشرح له خطورة الموقف الذي هو واقف فيه .. دارة الدنيا برأسه .. نسي حبيبته .. وأمه , وأبيه .. والناس اجمعين .. في تلك الحظة الرهيبة .. فالموقف صعب .. ولا يسمح بالتفكير.. كان يجب عليه ان يكن يقظاً .. منتبهاً وإلا سيكن في خبر كان .. ما زال الصوت يدوي..في محيط اذنيه..وهو ينظر اليها..وهي راقدة امامه في سكون رهيب .. وهي مستسلمة تماماً .... الغلطة بفورة يا حلو ...!! نظر اليها , وهي راقدة أمامه.. فوق " البطنية ".. تثيره , تغريه .. لم يُطِل اليها النظر..رفع رأسه لسماء..تمتم بكلماتٍ غير واضحةٍ.. وفي نفسه خيفة منها .. حدثته نفسه بأشياء كثيرة جداً .. رجع للوراء .. بخطوةٍ مطربة .. كاد ان يوالي .. هم بالفرار.. لكن الصوت .. الذي يأمره .. من جهة اليمين ينهره بشده .......... يا غبي ارقد بجوارها ....؟ !! اهتز كنخلة في مهب الريح .. وهو يتهوي عليها .. رقد بجوارها لم يلمسها غض من بصره برهة .. انتفض كعصفور بلله المطر .. البارحة اتته امه. في المنام باكية ..فأخذ يبكي معها ..وهو لا يدري ..لم البكاء .. وفجأة رأي كأن أباه قد مات .. فذادت حدت بكاءه .. كثيراً ما يأتيه هذا الحلم , المفذع الذي طالما أعياه ..البحث عن تفسيره .. في الكتب الصفراء المتأكلة .. كل الذي وصل اليه من علم .. انه يكره ابويه .. ويحبهما في نفس الوقت .. استيقظ فذعاً.. قلقاً فهو لا يرغب ان يمتد الحلم .. اكثر من هذا..أستعاذ بالله من شره .. تفل عن شماله ثلاث.. شعر بالحنين يفت في عظامه .. ويمزق شغف فؤاده ..شوقاً الي مسقط رأسه.. تذكر انه لم ينزل بلدته.. منذ ثلاثون يوماً , شهراً كاملاً .. نهض قائماً .. أرتدى حذءه , وسترته .. نظر في ساعة يده .. كانت الثانية صباحاً .. لم يوقد المصباح .. تلفت حوله .. الكل يغط في سباتٍ عميق .. والشخير ينبعث من فوق الأسرة ..ابتسمه في نفسه كان نفس الصوت يأتيه..من جهة اليمين.. لم يلتفت اليه.. فالحركة محسوبة عليه .. بطرف عينه الشمال .. نظر الي من بجواره .. كان منبطحاً مثله.. وهو يضحك عليه .. امسكها بين يديه.. نظر الي الهدف ..استجمع كل قواه وأشحز همته , وعقله.. ضغط , مأخرتها في تجويف كتفه اليسري ..اغلق عينه اليمني .. كتم نفسه .. مرر شعاع لبصر من "الناشنكان " الخلفي الي أعلى سن الدبانه .. ظبط .. اسفل منتصف الهدف .. توقع الأنفجار .. رأها تبكي امامه .. حينها ضعف ..امام قطرات الندي ..التي تسيل فوق وجنتيها البرجوازيه .. يلسقي الورد الصابح .. وهي تضغط علي شفتها العنابي.. بصف لولي ناصع ..اخرج بيده منديلاً ورقياً ..دفعة إليه بحنان .. فرفضت اليد الممدودة اليها,بلطف.. متعللة بأن المنديل فراق .. فأردف دعيه لذكري كان مشفقاً , محباً ,متيماً ..وكان ينجح من أجلها.. طلبها من ابيها ذات يوم وكانت صغيرة ,لا تتعدي السادسة عشر .. لحظتها كانت تتسمع حوارهما من خلف الباب .. حينها تعلل ابيها .. بأنها لم تزل صغيرة .. وبأنه لم يزل في الجامعة..والعمر طويل ممتد..وحين تخرجّ من الجامعة..وأصبح الناس ينظرون اليه نظرة .. مختلفة تماماً عما قبل ..وذهب الي ابيها ليفي بوعده لكن اباها لا سامحه الله رفض ..سبع سنوات كان مخدوعاً في حبه.. دمرته وحطمت احلامه .. التي بناها في الخيال .. فحبه لها كان اعرج..وفي اخر لقاء بينهما .. سخرة , وضحكت عليه .. تنفس نفساً عميقاً .. ظل صامتاً .. لا يتكلم .. والدم يغلي في عروقه ..عندما رأها تقهقه ساخرةً منه.. اغمض عينيه اليمنه .. وضغط عليها بكل قوة.. ورماها من يده.. نظر اليها .. وهي فارغة , تافه , لا تساوي شيئاً.. وهو منبطح فوقها.. منتظراً الأمر .. غندها , شعر بارتايح غريب .. تنفس نفساً عميقاً .. ابتسم في نفسه .. وقد رُسمت علي شفتيها ابتسامة رضي عليه .. .... أمن ونهض .....؟ رفع فمها للفضاء .. ضغط على الزناد .. رفع السقاطة .. نهض يعدل من سترته .. وحزامه المنسلت عن وسطه .. ووقف سابتاً بلا حركة .. منتظراً الصوت .. يأتيه من جهة اليمين لليمين دور .... رأها تسير بجواره .. تقلد مشيته .. معيبة عليه .. وساخرة منه , ومازحة يبتهج في نفسه..متمنياً ان يمسك يدها .. ينظر اليها بطرفٍ خفي .. تضحك تجري امامه .. وهي تخرج له لسانها.. يمد يده ليمسك بها .. يأتيه الصوت من امامه يقيده " قف " ..؟؟!! يتسمر مكانه .. يسحب يده بسرعة .. يرفعها علي جبهته .. بطنها للأرض وظهرها للسماء .. ومن أقرب طريق يرميها مكانها .. بعدما يعد ثلاث .. ويثبت كالمسمار فوق الأرض .. منتظراً النتيجة من صاحب الصوت .. الذي كان يأتيه .. من جهة اليمين .. رفع رأسه معتز بنفسه .. مبتسماً في سعادة بالغة واحد ..؟ افندم ...؟ صفر يا غبي ... ؟!! نكس رأسه خجلاً وقد تبخرت .. الأبتسامة أدراج الريح .. قعد خلف الصفوف .. وسط رفاقه.. اشعل سيجارة في الخباسه .. شرد قليلاً .. في وجوم .. دآعبه الرفاق .. الحائرون .. في أمر ه .. فقد عودهم علي الفكاهة والمرح .. داعبوه ثانية .. حتي أضحكوه بصوت عالي .. فضحكوا منه , وعليه .. وهو يضحك معهم .. ...!!!