شهد د . شاكر عبد الحميد وزير الثقافة ، د. عبد القوى خليفة محافظ القاهرة ، حفل توقيع برتوكول تعاون بين الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة سمير غريب ، ود . محمد كاظم المدير الإقليمى بالإنابة لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية "الموئل UN-HABITAT"، وذلك بمقر الجهاز بالقلعة ، بحضور حسن خلاف رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة ، ود. باسم فهمي ، ولفيف من الصحفيين والإعلاميين . توجه د. شاكر بالشكر لسمير غريب علي هذه الفعالية و د . محمد كاظم المدير الإقليمي للمستوطنات البشرية في مصر وزارة الثقافة و د . عبد القوي خليفة علي كل ما يقوم به و يتحمله من أعباء بما يملكه من إرادة قوية في تنفيذ مشروعاته ، ود باسم فهمي لما بذله من جهد كبير خلال صياغة مذكرة التفاهم مع اللجنة المختصة بجهاز التنسيق الحضاري حتي تخرج في شكلها النهائي . كما هنأ عبد الحميد مصر وشعبها ومواطنيها بتوقيع هذا البروتوكول الذى يعد خطوة هامة على الطريق الذي نسعي اليه من أجل أن نصل إلي مصر جميلة ذات بيئة نظيفة وجميلة ، فالشعور بجمال البيئة ليس إحساس جمالي فقط ، ولكن إحساس ينتمي بالشعور بالإنتماء للمكان ، فهو خطوة أساسية لتقدم المجتمع ، وأشار عبد الحميد أن العلماء أطلقوا علي علاقة الانسان بالمكان بمحبة المكان ، وكأنهما شيئا واحدا وليس شيئان منفصلان ، مضيفا بأننا عندما نشعر بأن بلادنا جزء منا ونحن جزء منه ، نسعي من أجل تطويره وتحسينه بمزيد من هذه البروتوكولات العلمية والثقافية والدولية ، وأوضح أن المصريين كانوا يشعرون بأنهم غرباء في وطنهم قبل ثورة 25 يناير ، ولكن بعدما تحققت الثورة مازالوا يشعرون بأنهم غرباء في وطنهم لأنه لم يحدث شئ يجعلهم يشعرون بالانتماء لهذا المكان ، فعندما يكون المكان القديم والحديث موجود فهذا جزء من طبيعة الأشياء والتاريخ ولكن عندما يكون القديم والحديث متداخل بشكل عشوائي دون تنسيق فهذا يؤدي للشعور بأننا غرباء ، واختتم كلمته بمقولة المتصوف المسلم بن عربي ( ان المكان الذي ليس مكانة لا يعول عليه ) أي لابد أن نجعل من المكان الذي نعيش فيه مكانة . قال د. عبد القوى خليفة محافظ القاهرة أن المحافظة قد سبق لها التعاون مع وزارتى الثقافة والآثار، من أجل العمل على إزالة التشوهات والمظاهر السلبية التى كانت منتشرة فى جميع ضواحى القاهرة خاصة الميادين الكبرى والمناطق الأثرية ذات الطابع الحضارى او التراثى حيث انتشرت ظاهرة الكتابة علي الجدران و التماثيل فى ميادين مصر المختلفة، وأكد أن المحافظة بذلت قصارى جهدها من أجل القضاء على هذه الظواهر التى تهدد البنية الجمالية للمحافظة ، الا أن معظم هذه المجهودات كان مصيرها الفشل وذلك بسبب استمرار السلوكيات الخاطئة من قبل مرتكبيها والتى تعمل على تشويه الشكل الجمالى . كما دعى خليفة جميع وسائل الصحافة الإعلام بمساندة هذه الجهود من اجل المحافظة على التراث الحضارى لهذه المناطق والعمل من جانبها على توعيه المواطنين بالشكل الأمثل الذى يحقق لمصر المحافظة على تراثها التاريخى والجمالى ، وتقديرها للفارق بين عمل المحافظ داخل محافظة ثائرة وبين العمل فى محافظة تتمتع بالاستقرار حتى ولو كان هذا الاستقرار نسبياً . وأشار خليفة بأن محافظة القاهرة يوجد بها 112 منطقة عشوائية منها 24 منطقة عشوائية تمثل خطورة داهمة علي حياة الناس الذين يعيشون فيها،و قامت المحافظة من خلال التعاون مع الحكومة ووزارة الإسكان فى بناء تجمعات سكنية كبديل لهذه المناطق على أمل استيعاب هذه المشكلة خلال الأعوام المقبلة ، مضيفاً بان المحافظة تسعى للاهتمام والنهوض وتقديم الخدمات لهذه المناطق العشوائية حول القاهرة غير مخططة، كما تسعى من خلال هذه الاتفاقية الاهتمام بالباعة الجائلين وحصر أعدادهم من اجل بناء أكشاك صغيرة وسويقات تساعدهم فى توفير سبل معيشتهم. كما يوجد مشروع آخر تهتم به المحافظة وهو النظافة . وأعرب سمير غريب عن مدي سعادته بتوقيع بروتوكول تعاون لأول مرة بين الجهاز القومي للتنسيق الحضاري وبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية وهى خطوة مهمة وجادة ومتقدمة فى مسيرة الجهاز القومى للتنسيق الحضارى ، و هى مسيرة حديثة نسبياً ، فقد بدأت فعاليات العمل بها منذ حوالي 6 أو 7 سنوات فقط نصل بها إلى هذا الإنجاز بالتعاون مع منظمة دولية و مؤسسات كبيرة في مجالات العمران للإرتقاء بالعمران المصري في كل مكان، وأضاف غريب بأن لدينا علاقات تعاون مسبقة مع منظمة اليونسكو الخاصة ببرنامج الحفاظ على التراث ،و سيتم قريباً توقيع بروتوكول بين الجهاز ومنظمة اليونسكو الذي بدأ منذ بضعة أشهر التحضير له فيما يتعلق بالمناطق التراثية في مصر وخصوصا القاهرة التاريخية والخديوية ، وفى القريب العاجل سيتم الإعلان عن تفاصيل هذا التعاون ، كما سيتم توقيع بروتكول بين الجهاز والآثار علي مشروع سور مجري العيون ليتحول الي منطقة جذب حضاري ودخل إقتصادي لمصر ، وأضاف أن توقيع هذا البروتكول الذي يعالج مثل هذه المشاكل في هذا الوقت الصعب الذي تسوده مشاعر ضاغطة فهو نقطة ضوء في جو معتم ،وأن التنسيق الحضاري يعمل علي المصالحة الحضارية بين الإنسان والمكان ، بين البشر والحجر ، حب بين الانسان والمكان الذي يعيش فيه ، مضيفاً أن هناك علاقات وثيقة بين الجهاز و معهد دراسات البحر الابيض المتوسط فى برشلونة التابع لدول الإتحاد الأوروبى ،وكلها تصب فى المقام الأول فى صالح العمران والتخطيط العمرانى فى مصر وأضاف أن برنامج الأممالمتحدة هو برنامج متميز تقوده وترعاه الأممالمتحدة من أجل دعم المجتمعات الفقيرة فى الدول النامية أو دول العالم الثالث للإرتقاء بعمرانها ومستوطناتها البشريه ، ولعل من دلالات إهتمامها بدول العالم الثالث هو إختيارها لأن يكون مقرها الرئيسى فى نيروبى بكينيا وليس فى دولة اوروبية أو فى أمريكا الأمر الذى يعكس اهتمام هذا البرنامج بالدول الفقيرة ومساعدتها فى تحديث عمرانها والحفاظ وتراثها الحضارى . كما أوضح سمير أن هذا البروتوكول يركز علي ثلاث مشروعات في مجال التنسيق الحضارى بعد ثورة 25 يناير وهي إعادة النظر في الميادين العامة التي اعتمدت عليها الثورة في كثير من الأحيان مثل ميادين التحرير ورمسيس والسويس والاسكندرية وغيرها حيث اكتسبت هذه الميادين اهمية كبر ى بفضل الثورة فكان التفكير فى ضرورة إعادة صياغة الشكل الذى عليه هذه الميادين بالشكل الذى يعكس الحضارة المصرية العريقة ، وسوف يبدأ العمل بالقاهرة ثم الجيزة ، والمشروع الثاني هو الصورة العمرانية المفجعة أو المؤلمة الغير حضارية التى تطل على الطريق الدائرى فى إقليمالقاهرة الكبرى الى صورة مبهجة جميلة تتناسب مع مكانة مصر التى ننشدها جميعاً . أما المشروع الثالث هو حل مشكلة الباعة الجائلين ودراسة إمكانية توفيق أوضاعهم بما يكفل لهم الحصول على مورد دخل ، فى نفس الوقت الذى نحافظ فيه على ضرورة التناسق الحضارى المنظم للمناطق التى يتواجدون بها ، كما أرجع غريب سبب تفاقم ظاهرة الباعة الجائلين الى تردى الأحوال الإقتصادية والمعيشية لهذة الطبقة من المجتمع والضغوط التى سببها لها الجانب الإقتصادى، وأكد على حقوقهم الكاملة فى السعى نحو طلب الرزق ، ولكن بالطريقة التى تعيد صياغة وإرتقاء بالمظاهر الجمالية والشكل المناسب الحضارى للمناطق التى يتواجدون بها عن طريق مشاركة الدولة بايجادحلول علمية حقيقية لحل هذه المشكلة . كما اكد محمد كاظم المدير الإقليمى بالإنابة لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية "الموئل UN-HABITAT"، إلى أن هذا البرنامج يعتبر أحد الأجهزة التى تم تأسيسها من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة عام1977، وقد تم منحه صفة البرنامج عام 2001 على أن يكون المقر الرئيسى له فى نيروبى بدولة كينيا، ويعد البرنامج هيئة متخصصة داخل منظومة الأممالمتحدة والتى تستهدف تطوير مجال المستوطنات البشرية، ويتركز عمله على متابعة وتقييم وتنفيذ المقترحات الخاصة بتنمية المستوطنات البشرية فى الدول النامية التى تم تحديدها في مؤتمر الموئل الأول مدينة فانكوفر – كندا عام 1978، و مؤتمر القمة باسطنبول عام 1996. كما يتولي البرنامج يالتعاون مع الحكومات مسئولية تعزيز وتدعيم التعاون مع جميع الشركاء بمن فيهم الهيئات المحلية والجمعيات والهيئات الخاصةوالأهلية وغير الحكومية ، وذلك بغرض تحقيق اهداف الألفية الجديدة وخصوصا تلك المتمثلة في تحسين المستويات المعيشية لسكان الأحياء والمناطق العشوائية في العالم ، كما توجه بالشكر للدكتور مصطفي مدبولي رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني لدعمه في انشاء هذا المكتب الاقليمي . يتصدر برنامج الموئل الخط الأمامي في المعركة ضد الفقر المتنامي في المدن والكوارث التي يسببها التغير المناخي والتي تحدث بسبب ضعف نظم التخطيط المرتبطة بالتنمية الحضارية ، مما يهدد حياة وأرزاق مدن ومجتمعات بكاملها ، كما يتضمن البرنامج عدة قضايا هامة أبرزها ، نظم افضل للتخطيط الحضري والتمويل الأفضل للمدن والتجديد والارتقاء بالمناطق المتدهورة عمرانيا والتحفيف من حدة الكوارث واعادة الاعمار والنقل الحضري ، ومدن أنظف واكثر اخضرارا ويعمل البرنامج مع المئات من المدن والمجتمعات حول العالم لادخال تحسينات ملموسة علي الظروف المعيشية وسبل عيش الفقراء في المناطق الحضارية ، الي جانب دعم جهود الحكومات والمجتمع المدني في تحقيق الأهداف الانمائية للألفية والمرتبطة بتوفير امدادات المياة ومرافق الصرف الصحي في المناطق الحضارية وترقية الأحياء الفقيرة . وقد ابرم البرنامج بالتنسيق مع جامعة الدول العربية اتفاقا مع الحكومة المصرية ليكون مقر مكتبه الأقليمي للدول العربية بالقاهرة .