حين يتلقفُني الواقعُ بين تمخضاتِ الحدث الآني ، بالزَّمن الَّذي يُصادرُ أحلامي .. لاتكفُّ دموع قلمي عن سحِّ عبراتها ...فلاتُبقي ولاتذر إلا كُحل عينيها قصائدا..! آآه أيُّها الكذبُ !! كم دورتني في روحي ! وفي عيون الواقع ! كم تألقني الشدو وقتما لاح ذاك الظلُّ المُطِلُ على ذيَّاك الطَّلِّ النَّدي الباهر المشرقين!! شروقٌ يُشرقه شارقي النائح بحثاً عن حبٍ أخنعُ له ، وما منْ خنوعٍ ! وأضحاني أحلمُ بشمسك المُطلة أيُّها الغدُ الجميل الواعد، أبقاني هنا أتشظى اليوم ، بين هنهة التقصير وتقصُّد الكذب، في محاولةٍ مني لألتقط بادرة حبٍ أستجيبُها الحياة !! و ألقاني أجولُها في صولات الصقيع ، وصدمات انتظاري على نافذة وجعي الفاني ! لا أكذبُ! لا أكذبُ إنْ واجهتُ وجهي ، وجهاً لوجهٍ أمام مرآتي ! لا أكذبُ لو قلتُ لك أيُّها اليوم إنَّني لنْ أصدقك بكذبة الثقة ، و إنَّ البيت ماعاد يسكنه الدفءُ ، وماعاد بإمكاني أن أختار أحلامي كما كنتُ ألعبُها لعبةً تلعبنُي سعادتها حين نومي ، شاردةً عن جوارح الخارج !! وما عدتُ أسبحُ في مائي و أتذوقُ ملحي كلما دفعتني أمواج بحري لشاطئ الحياة حيث بالإمكان أنْ تجربني الأقدار على رمال تتصحرُني كيفما اتفق لها !! يتلقفني كيدٌ من صنع أيادٍ يأجوجية الميول ، مأجوجية التكوين ، يصطنعُ الظلامُ لنفسه مستعمراتٍ في وضح نهاري ، يجبرُ فجري على الصيام ، يمتطي ضوء شروقي ، يمتشقُ شمسي حين طلوعها ، يستبيحُ أمنيات أناسي ، ويشتري بلا خجلٍ ضحكات صباحهم برصاصة ٍ عمياء !! فكيف أُمازحني ؟ وكيف أتضاحكُ على أيامي ؟ وكيف أتبسَّمُ ضاحكةً من أحلامٍ مقرؤة الغد ، يختارونها لي حين لاوقت لحينها ! آه أيُّها الكذب الذي نعيشه ! أفرغتني من كل كلماتي ، جردتني من إناء أنوثتي ، عريتني من جوارحي ، صببتني لمَّاً في جسد الواقع لأصطدم بجدارٍ يسكبني من فراغ محتواي ، حيثُ أجدني أشلاء أنثى بلا أمنياتٍ ، بلا ظلٍ ، سواك أيُّها المُسيطرُ على ذبذبات روحي وقتما تعرج بها معارج الاستواء لتكون بمرةٍ نفسها، أو روحها!! معقولٌ أنت ! حين تستوي الصفعة ُ على عرش شموخي الآنف ، وتتربع ثلةً من الأمنيات المستحيلة فوق ناصية عزتي العمياء عن وجهها ! لا أكذبُني أنا ! فلاحين للحب عندي ،حين تسقطني دموعي في قعر طيبتي التي يتوشحها سواد الكبرياء ! وحين تكبرُني فوق ما أكبرني أنا عن روحي ! لقد عشتُ حياتي بعيونٍ حقيقية ! لقد رأيتُ كل شئ و رأيتني شرقية ! لقد أنجبتني تلك العجوزُ العربية !! أيُّها الواقع ُ الحاضرُ دماً : اسكبُني في جسدك ، دعني فيك حتى نخاعك ، أسكنُك حتى قمة صدماتك ، أُصيبك بقلقٍ من فوبيا شمس ضُحاي حين أريدُ شروقها غداً ! أجتاحك ببؤر تكويني ! أغتالك حدثاُ وراء حدثٍ ! حتى يمضغُك نهاري ....... وتتكور مثل عجين أناي حين أحرمُها نعماتي ، و أتنعمُ عليها بلاءاتي ، كيفما تتفق لي الحياة !