صدر حديثًا عن مطابع مؤسسة المدينة للصحافة "مطابع دار العلم" بجدة، كتاب "قمة رضوى" للكاتب عاطف القاضي، مدير قسم الإعلام بالهيئة الملكية بينبع. ويرصد كتاب قمة رضوي، الذي يقع في 232 صفحة من القطع المتوسط، لقاء الملك عبد العزيز والملك فاروق بمدينة ينبع، والذي أطلق عليه "لقاء رضوى"، وبداية وضع حجر الأساس لجامعة الدول العربية، كما اهتم المؤلف كذلك برصد الأماكن، التي التقى فيها الزعيمان بينبع في عام 1945م. ويتضمن الكتاب ثمانية فصول منها سيرة الملك عبد العزيز، سيرة الملك فاروق، اللقاء التاريخي في ينبع، أصداء اللقاء في الصحافة العالمية، جبل رضوى، زيارة الملك عبد العزيز لمصر، تأسيس جامعة الدول العربية، السياسة الخارجية، نبذة عن ينبع، ونبذة عن ينبع الصناعية. ويستعرض المؤلف في مقدمة كتاب قمة رضوي فكرة إصداره، والتي بدأت من خلال إعداده لبحث من خمس وعشرين صفحة طلب منه إعداده بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة، حول موضوع لقاء الملك عبد العزيز والملك فاروق على أرض ينبع، على أن يتضمن البحث رصدًا للأماكن التي التقى فيها الزعيمان بينبع، فبدأ البحث من خلال المراجع وبعض الشخصيات التي عاصرت تلك الفترة، ويشير إلى أنه وجد صعوبة في الحصول على المراجع، التي تشتمل على تفاصيل اللقاء التاريخي المهم، الذي تم من خلاله البت في تأسيس جامعة الدول العربية. وفي الفصل الأول، يستعرض الكاتب مولد وحياة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وبداية مسيرته بدءاً من انطلاقه من الكويت على رأس حملة من أقاربه وأعوانه صوب الرياض حين كان عمره 26 عاماً، وصولاً لصدور المرسوم الملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة عام1351ه في اسم واحد هو "المملكة العربية السعودية" وتوثيق علاقات التعاون فيما بين المملكة العربية السعودية وبين الدول الشقيقة والصديقة. أما الفصل الثاني، فيتناول سيرة الملك فاروق بن أحمد فؤاد الأول ملك مصر والسودان، وهو آخر من حكم مصر من أسرة محمد علي وآخر من لقب بالملك فيها، ولد في القاهرة في العام 1921 م وخلف أباه ملكاً على مصر سنة 1936م ولم يكن حينها قد بلغ السن، التي تؤهله للحكم فتم تشكيل مجلس وصاية إلى أن تسلم سلطاته الدستورية في نهاية يوليو 1937م؛ حيث تولى عرش مصر لمدة 15 عامًا بعدها وحتى قيام ثورة يوليو، ويتطرق هذا الفصل إلى بعض تفاصيل الحياة السياسية بمصر في تلك الفترة وتفاصيل حياة الملك فاروق وبناته الثلاث وابنه الأمير أحمد فؤاد. ويركز الفصل الثالث، على موقع جبال رضوى، باعتبارها من أشهر جبال الجزيرة العربية ومداخل هذه الجبال، ويتناول كذلك اللقاء التاريخي بين الملكين في خليج رضوى بمنطقة الشرم على ساحل بحر ينبع، وما ترتب على ىهذا اللقاء من البت في إنشاء الجامعة العربية، ونص البيانات الأربعة التي صدرت في اليوم الأول للقاء. ويتحدث الفصل الرابع عن زيارة الملك عبد العزيز لمصر وهي الزيارة الرسمية، التي تمت في شهر صفر 1365ه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تلبية للدعوة، التي وجهها الملك فاروق للملك عبد العزيز لزيارة مصر وقد أوردت الصحف بأن زيارة الملك عبد العزيز لمصر قد تزامنت مع مرور عشرين عامًا على مبايعته ملكًا على الحجاز وسلطانًا لنجد وتوابعها، ويتضمن هذا الفصل تسجيلاً لحيثيات الزيارة وما أوردته الصحف المصرية عنها وعن برنامجها الذي نشر بالتفصيل، وقيام الملك عبد العزيز بزيارة مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة . ويستعرض الكاتب في الفصل الخامس، تاريخ تأسيس جامعة الدول العربية 1945م؛ حيث كان عدد المؤسسين 7 دول عربية، في حين بلغ عدد أعضائها حالياً 22 عضواً وبلغ عدد الأمناء العامين، الذين تعاقبوا عليها سبعة أمناء آخرهم الأمين الحالي نبيل العربي، ويتناول الفصل السادس السياسة الخارجية للملك عبد العزيز، والتي ارتكزت على استقلالية الموقف من الأحداث ودعم الوحدة العربية والتعاون الدولي بما يخدم احتياجات المجتمع السعودي التنموية. ويتناول الفصل السابع "ينبع" كدراسة تاريخية، وموقعها الجغرافي المميز كميناء على ساحل البحر الأحمر، أما الفصل الأخير فيركز على مدينة ينبع الصناعية في إطار المشروع التنموي العظيم الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والتي باتت محوراً مهماً من محاور التنمية الصناعية في المملكة، بالإضافة لتحولها من صحراء قاحلة إلى مدينة عصرية حديثة بما يتوفر فيها من مرافق وخدمات عامة عالية المستوى. واعتمد المؤلف في الكتاب على الأسلوب القصصي، والذي يتلاءم مع سياق السرد التاريخي لأحداث هذا اللقاء الهام، والذي اعتمد على شهادات لمن عاصروا هذا الحدث، وقد أعطى المؤلف عنواناً متميزاً لكل فكرة وحدث ثم قام بعرض هذه الأفكار والأحداث في سرد مبسط، وتضمن الكتاب كذلك على مقتطفات من أسماء عدد كبير من الشخصيات، التي عاصرت تلك الحقبة الزمنية، إلى جانب كم هائل من الصور التاريخية النادرة للقاء ولأحداث الكتاب، فالكتاب في مجمله وثيقة تاريخية بامتياز عن لقاء رضوى. ومن الجدير بالذكر، أن "قمة رضوى" هو الكتاب الأول للباحث والإعلامي عاطف القاضي، مدير قسم الإعلام بالهيئة الملكية بينبع، وقام بإهدائه لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة.