هذه القصيدة للزجال الكبير الراحل محمد عبد العزيزملحة والذى رحل عن عالمنا منذ عدة سنوات لكنها لاتقل عن عشر سنوات .. فإذا كان عبد الحميد الديب شاعر البؤس بين شعراء الفصحى فإن الشاعر محمد ملحة هو زجال البؤس بين الزجالين وشعراء العامية .. كان صديقا حميما لعبد الله أحمد عبدالله ( ميكى ماوس ) والشاعر الكبير بيرم التونسى وشعراء مصر الكبار كانوا يعرفونه جيدا .. ولم يتول أى محافظ محافظة الدقهلية إلا وعرفه وطلب الإستماع إليه فى اللقاءات الكبيرة .. كان يرتدى جلبابا رخيصا جدا وفوقه جاكت فى الأغلب يأتيه من الأصدقاء وطاقية من القطن أو الصوف فوق رأسه.. وكان يفترش الرصيف فى أول شارع السكة الجديدة أمام المح ل الذى كان يعمل به ( يادوب ) بطعامه ..كان مهذبا جدا ومؤدبا جدا ورقيقا جدا .. لم يتزوج .. كتب عنه الكاتب الصديق الحماقى المنشاوى كتابا بعنوان ( محمد ملحة النغم العذب ) وكتب عنه الشاعر مصباح المهدى قصيدة من أروع ماكتب مصباح .. وأنا أبحث فى أوراقى وجدت قصيدة كان قد سلمها لى لنشرها فى أى مجلة أو صحيفة مما كان يصدر فى الدقهلية وتاهت هذه القصيدة لأجدها بين أوراقى فقررت نشرها على صفحة نادى الأدب المركزى للدقهلية ترحما عليه وتقديرا لصبره على إبداعه وحياته .. خاصة وهى تلائم تماما الأجواء التى نعيشها .. وكأنه كان يقرأ_ رحمه الله _ من كتاب مفتوح ( القصيدة ) كنا زمان عايشين في آمان .. بقلوب صافية ومتحدين كان إسلامنا صحيح بإيمان .. وما كان بيننا منحرفين كان الدين متروك لله .. أما وطننا لكل الناس من قال (آه) يلقى المواساه .. عن حب وعطف واحسان أما اليوم وف كل مكان .. نلقى القتل مع الإرهاب عيني يا بلدي ما عاد ش أمان .. وكأننا في (شريعة الغاب) كل الناس آل ايه كافرين ؟ .. (هُما) اللي بيحموا الإسلام و(الإرهاب) جعلوه م الدين .. دا الدين حب وخير وسلام ضابط الأمن اللي بيحمينا .. جُم بالخسّة عليه قتلوه و(السياح) بيجم يزورونا .. كل برئ منهم غدروه الدين مش سرقة وإرهاب .. وهجوم غادر ع (السياح) لو هنكون في أمان أحباب .. هنعيش في سعادة وأفراح