لم تهبط الأداة المعدنية على وجهها أو رأسها كما توقعت ، حمدا لله ، بل هبطت على يدها .. فقد فتح " توبياس " يدها اليسري برفق وأدلي الأداة بهدوء حتى وضعها في راحتها الممدودة بين أصابعه الغليظة وهتف لها بابتسامة وكأنه لم يلاحظ شيء من أحداث الليلة : " عزيزتي .. لقد قلقت من نومي وأرغب في مساعدتك لي في إنجاز عمل مهم ! " قالها وابتسم بذلاقة .. كانت " جيسيكا " في قمة ارتباكها وخوفها .. صحيح أنها رتبت جيدا لعملية الهرب وشجعت نفسها كثيرا حتى تمكنت من إقناع عقلها الخانع المرتعب على القيام بتلك المخاطرة الجسيمة ، لكنها لم تكن أبدا قد خططت لما تفعله في حالة اكتشافه لأمرها .. أو كيف تتصرف في مواجهته إذا أمسكها متلبسة وهي تحاول هجرانه ... وها قد أمسكتي متلبسة يا عزيزتي ! تلعثمت " جيسيكا " وحاولت التكلم راجية إياه أن يرحمها ويتركها تغادر بأقل قدر ممكن من الخسائر : " عزيزي " توبي " هل يمكن ... " لم تتم الزوجة سؤالها لأن " توبي " العزيز رد عليها بصرامة : " لا يا عزيزتي .. لا يمكنني السماح لك بزيارة قبر أمك بمفردك في تلك الظروف .. أعرف أنك تودين القيام بذلك الأمر وحدك .. لكنني في النهاية سأرافقك مهما حاولت منعي ! " حدقت " جيسيكا " في وجه زوجها غير مصدقة .. هل نجت بتلك البساطة ؟! لم ينتظر " توبياس " إجابتها .. بل أمسكك بحقيبة سفرها ببساطة وقبض عليها بيده اليسري .. بينما لف ساعده حول يد زوجته اليمني وأصطحبها عائدا إلى البيت .. وكانت تلك آخر مرة يًري فيها الزوجين " توبياس " و" جيسيكا بلفور " ! ............................. عاد الزوجين إلى داخل المنزل وكانت الزوجة لا زالت مرتعبة ويهتز باطنها بعنف من الخوف .. تري هل تراه صدق القصة التي أبتدعها لنفسه عن نيتها الذهاب لزيارة قبر والدتها ؟ هل يسخر منها بتلك القصة السخيفة وهو الذي يعرف أن رفات والدتها قد أحرقت بناء على طلبها ولم تدفن في أي مكان ؟! هل أدرك أنها كانت تحاول الهروب منه ويدخر لها عقابا مروعا بمجرد أن يحتويهما منزلهما الخالي ؟! لا مجال لكل تلك الأسئلة لأنها في الحقيقة لا تملك أي فرصة للفرار وهو يمسك بها بتلك القسوة ولا تملك ترف عدم إطاعة أوامره .. لأن هذا يعني ببساطة انتحارا وليس مجرد مجازفة ! دخلا المنزل متشابكي الأيدي إذن .. ثم بدون كلمة أقتادها إلى حجرة النماذج الخاصة به بأسفل المنزل .. فزعت " جيسيكا " أكثر .. لأنه قلما دخلت إلى تلك الحجرة السفلية بسبب شدة خوفها واشمئزازها منها .. إن بتلك الغرفة شيء مخيف أكثر من كل هذه النماذج اللعينة المرابطة في كل ركن بها .. شيء مخيف لا اسم له يختلط برائحة نفاذة شريرة ومحببة في نفس الوقت .. شيء سحري شيطاني ! دلفت " جيسي " بصحبة زوجها إلى داخل الغرفة .. وهناك وجدت مفاجأة مذهلة في انتظارها ... نموذج كامل مماثل لها تماما ، كبقية النماذج ، لكنه كان يبدو مختلفا عنها تماما .. لا تعرف " جيسيكا " منشئ هذا الإحساس الغريب لكن يبدو أن إحساسها كان صادقا تماما .. لأن ذلك النموذج وبمجرد أن فتح زوجها الباب المغلق كاشفا عن الغرفة المخيفة ذات الرائحة النفاذة خلفه ونادي برقة : " عزيزتي " جيسي " الصغيرة ! " حتى فتح النموذج عينين تحدقان في الفراغ .. ثم وبمنتهي البساطة ابتسم ! تراجعت " جيسيكا " للخلف مذعورة وكادت تقع على وجهها ، رغم يد زوجها الممسكة بها بإحكام ، وتهدجت أنفاسها رعبا .. لكن " توبياس " ابتسم بفخر وقال بمنتهي الثبات : " هل تذكرين كم مرة رجوتك أن تمنحني طفلا يا عزيزتي ؟! " نظرت له " جيسيكا " بخوف متزايد لكنه استمر دون أدني اكتراث بها : " كنت أتوق دوما للحصول على طفلة صغيرة تشبهك .. كنت أريد أن يكون عندي " جيسيكا " صغيرة تحميني من خطر فقدانك وأن أصير وحيدا مرة أخري .. لكنك للأسف ، وعلى ما أتذكر ، لم تهتمي برغبتك تلك ! " نظرت إليه " جيسيكا " بذعر وقد أدركت أن اختلاله العقلي بلغ مرحلة بالغة الخطورة .. مرحلة نسيان الحقائق وتزييف الذكريات ! أجابت عليه ببطء وقد نجحت أخيرا في خلع يدها من قبضته : " حبيبي لم أتجاهل رغبتك في الحصول على طفل .. لكنك فيما يبدو نسيت أننا قمنا بتلك التحاليل والاختبارات التي أثبتت .. " قطعت الزوجة كلامها خوف من مغبة الاستمرار .. ماذا لو أسمعته الحقيقة التي يتجاهلها عقله الآن ؟! لكن " توبياس " نظر إليها منتظرا أن تتفوه ببقية عبارتها فتشجعت قليلا وأكملت : " تلك التحاليل أثبتت أنك عاجز عن الإنجاب يا حبيبي ! " وهنا ، ولدهشتها الشديدة ، ابتسم " توبياس " بسخرية شديدة ورد ساخرا : " تلك التحاليل لم تثبت ذلك يا عزيزتي بل أثبتت شيئا آخر أنت تعرفيه جيدا .. أنا الذي قمت بتزوير التحاليل لتحصلي على تلك النتيجة المرضية لضميرك الميت .. " انتظرت " جيسيكا " بقية كلام زوجها بفزع : " أنت تعرفين ماذا أثبتت التحاليل بالضبط .. وتعرفين ما الذي كنت تحتفظين به في جسدك لتحرميني من حلم بسيط .. بعد أن حققت لك أنا كل ما حلمتي به وكل ما لم تحلمي به كذلك ! " ثم ابتسم " توبياس " ابتسامة شيطانية مخيفة مليئة بالشر وهتف بغل : " ثم إنني لم أطلب منك القيام بتلك الاختبارات وجراحات الرحم الاستكشافية من أجل الإنجاب .. فأنا أعرف أنك فقدت القدرة على الحمل منذ سنوات .. لكنني كنت أريد الحصول على جزء من جسدك العزيز ! " شهقت الزوجة بفزع وتراجعت محاولة الابتعاد بأقصى قدر ممكن عن ذلك المخلوق المخيف بينما واصل هو سرد حقائقه الرهيبة : " وحصلت علي ما أردته بالفعل ! أتراك لم تلاحظي أنك لم يأتيك الحيض بعد العملية الإسكتشافية الأخيرة منذ ثلاث سنوات ؟! ثم إنه يا غاليتي لا يوجد شيء يسمي عملية استكشافية للرحم .. " صمت " بلفور " لحظة تملك فيها الرعب الممزوج بالغضب الشديد نفس " جيسيكا " التي بدأت تفهم ما يحدث هناك : " لقد حصلت على رحمك ومبيضاك .. وهذا بالضبط ما كنت أريده ! " بربشت الزوجة بعينيها بفزع متزايد وزمت شفتيها وشحب وجهها حتى صار كأنه قطعة من الثلج : " لأنك لم تريدي أن تمنحيني " جيسيكا " صغيرة فقد قررت أن أمنحها لنفسي .. " ثم أشار بفخر شديد إلى النموذج الذي لا يزال يحدق في لا شيء بعنينين خاويتين وأكمل : " وهذا ما حصلت عليه .. إنها لا تزال في مرحلة الإفاقة لكنها ستصير أفضل خلال ساعات .. لقد تسلمتها من " فان زاتن " منذ بضع ساعات لكنها تبدو رائعة مثلما ترين ! " تفجر الغضب في نفس " جيسيكا " عندما بدأت تدرك الخديعة الهائلة التي خدعها لها ذلك المعتوه الحقير وطبيبه الشاحب المخيف الذي فصلته نقابة الأطباء لتجاربه غير المشروعة .. فان زاتن " ؟! " لا شيء مستحيل في هذا الكون ! لا تظني إنها إنسان كامل مثلك ومثلي .. فقد مجرد مخلوق نصف حي بأنسجة بشرية لكنها ستكون كافية جدا بالنسبة لي .. هل سمعت عن جنبتس* من قبل " ثم اختفت ابتسامة " توبياس " وقال وهو يقترب من زوجته وعلى وجهه تعبير مصر مخيف وهتف من بين أسنانه : " بلي ستكون كافية جدا بالنسبة لي .. على الأقل فهي لن تكذب علي ولن تخدعني ولن تخونني يا " جيسيكا " ! " تأملها للحظة بسيطة قبل أن ينطق بآخر كلمات له في تلك الليلة الغريبة ثم سألها متألما بصوت مليء بالمرارة : " لماذا فعلت كل ذلك بي يا زوجتي .. هل كنت أستحق منك كل ذلك .. ألم أكن أستحق منك شيئا أفضل ! " وفجأة تحركت " جيسيكا " ، بعد أن فهمت ما الذي سينتهي إليه ذلك الحوار ، لكن حركة " توبياس " كانت أسرع .. أنتزع الأداة المعدنية من جوار زوجته وغرس طرفها المدبب بكل غل في رقبتها !! شهقت " جيسيكا " بعنف وهوت أرضا كبالون ثقيل تمزق حبله والدم يتدفق بغزارة من عنقها المثقوب .. سقطت " جيسيكا " وأخذت تتلوي أرضا وهي تنازع شبح الموت المخيف .. لكن " توبياس " لم يبالي بها ! تاركا إياها تحتضر ببطء ألتفت " توبياس بلفور " بعيدا عن زوجته الشاحبة .. وذهب إلي حيث يرقد نموذجه الأثير .. زوجته وحبيبته الأصلية " جيسيكا بلفور " الجديدة ! كان النموذج لا زال في مرحلة الإفاقة وجلده ما يزال متجعدا بشكل غير طبيعي .. ولكن لا بأس ! والآن ترددت أنفاس قصيرة متقطعة من صدرها الذي يعلو ويهبط بدون انتظام ولكن " توبياس " أخد يهتف لها مدللا ومشجعا برفق : " لا بأس .. لا بأس يا صغيرتي ستكونين أفضل في خلال لحظات .. أنت بخير الآن ! " ثم أقترب من النموذج بشدة ولامس خده الشاحب المجعد برفق وطبع عليه قبلة حانية رقيقة : " لا بأس يا " جيسي " .. لا بأس يا " جيس " سنكون بخير في خلال لحظات .. وسنكون بأمان معا .. لن اسمح لأحد بأن يؤذيك يا صغيرتي .. لن اسمح لأحد .. " وهنا دوي صوت ضربة قوية على مؤخرة رأس " توبياس " فنهض محدقا بفزع في وجه زوجته التي تحاملت ناهضة على قدميها وتناولت أداة معدنية ثقيلة من التي تملأ المكان من حولها .. وهوت بها ، رغم الدم المتدفق من عنقها ، على رأسه في غل وغضب شديدين ! حدق " توبياس " للحظة بفزع لكنه لم يحصل على فرصة للتحديق ثانية .. لأن " جيسيكا " انهالت على رأسه بضربات قوية متلاحقة .. لحسن الحظ لم تصب الطعنة أحد شرايين الرقبة الرئيسية مع أنها فقدت قدر لا بأس به من الدماء .. لكنها مع ذلك واصلت تسديد الضربات القاتلة لرأس " توبياس " حتى خارت قواه وتكوم فوق الأرض متكورا محاولا حماية نفسه من الضربات لكن شيء من ذلك لم يفده .. لأن " جيسيكا " ، رغم قواها الخائرة والدم المتدفق من عنقها ، كانت لا تزال مصرة على قتله .. الغضب والحقد والشعور بالخديعة المريرة يملؤها غيظا يكفي لتقتل جيش بمفردها .. رحمي .. قطعت رحمي أيها المختل المعتوه ؟! وأخيرا وبعد بضع دقائق كان واضحا أن الذعر قد أنتهي .. وأن " توبياس بلفور " بكل جنونه وحبه الغير طبيعي لها قد فارق الحياة غير مأسوف عليه من أحد ! أخيرا تركته " جيسيكا " راقدا حيث هو وتوجهت ، وقد حسمت أمرها ثانية ، نحو النموذج اللعين ... النموذج الحي المصنوع من لحمها وقد عزمت على تحطيمه هو الآخر ! ولا يدرك احد ما الذي حدث يومها في منزل " توبياس بلفور " الذي ظل هادئا طوال الوقت .. ولم يحدث أي شيء غير اعتيادي سوي أن الجيران القلائل الذي بقوا في الجوار سمعوا صرخة مدوية شقت آخر ساعات الليل وكان واضحا أنها صادرة من حنجرة الزوجة اللطيفة الجميلة .. " جيسيكا بلفور " ! ........................... لا أحد يقترب من منزل " توبياس بلفور " .. لا أحد يحب الاقتراب منه .. حتى عندما مرت شهور تلتها شهور دون أن يظهر أحد من الزوجين في الجوار لم يستغرب الجيران الأمر .. فأي شيء غريب يصدر عن مستر " بلفور " لا يعد غريبا ! أن الجميع يتحاشون المنزل ، حتى عندما كان الزوجين يظهران بشكل طبيعي ومنتظم .. لا أحد يريد الاقتراب من منزل " توبياس بلفور " .. ولا حتى إبلاغ الشرطة عن شيء غامض حدث في ذلك المنزل ! فليذهب " توبياس بلفور " إلى الجحيم هو زوجته رغم لطفها وجمالها وجاذبيتها الأخاذة .. فليظهروا أو ليختفوا للأبد .. ومنذا الذي يهتم على أية حال ؟! نعم .. منذا الذي يهتم بهما على أية حال ؟! ............................. غادرت قوة الشرطة المنزل بأسرع ما استطاعت تاركة " توبياس بلفور " وحده وسط ذلك الفراغ الشاسع المخيف .. ولكن من قال أن ذلك الفراغ الشاسع يخيفه على أية حال ؟! كم مضي عليه وهو يتجول وحيدا وسط المكان .. سنة .. أثنين .. عشر سنوات كاملة ؟! إنه لم يعد يهتم بالزمن على أية حال .. فلم يعد الزمن يمثل له أي فارق ؟! ثم إنه لم يكن وحيدا جدا على كل حال .. فلديه تلك الطرقات والخبطات المتوسلة الملحة من أسفل التي تدوي طوال الوقت ولكنه أعتاد أن يتجاهلها بإصرار وكان يكتفي بجوابه المكرر بأعلى صوت لديه : " أخبطي كما تشائين فلن أخرجك من هناك .. التزمي الصمت يا عزيزتي ! " وكانت الخبطات بالفعل تلتزم الصمت للحظات قبل أن تعود مرة أخري بصوت أعلي وإلحاح أشد .. ولكن منذا الذي يبالي بها على أية حال ؟! لكن صمت الطرقات والخبطات المتوسلة للحظات لا يعني ، مرة أخري ، أنه صار وحيدا .. فلديه " جيسيكا " الغالية ! بمجرد أن غادرت قوة الشرطة .. أغلق " بلفور " الباب خلف آخر المنسحبين وهو يبتسم بسخرية لتفاهة وجبن أولئك الرجال الأشداء المغترين بالباطل ! وقف " توبياس بلفور " للحظة محدقا في الفراغ الهائل المحيط به .. ثم تبسم بحنان ونادي بصوت ممتلئ بالرقة والتدليل : " جيسي .. جيسي .. عزيزتي جيسي لقد رحلوا ! " ولم تمر دقيقة حتى كان دعائه قد أجيب عليه .. ومن أعلي السلم ظهرت امرأة فاتنة ذات شعر أسود طويل يتدلي حول وجهها الجميل الطفولي الملامح .. هبطت المرأة السلم بتؤدة وتأني وردت على ابتسامة " توبياس " بابتسامة ساحرة مليئة بالشوق واللهفة .. وبعد ثانية وصلت عنده وألقت نفسها بين ذراعيه المفتوحتين على سعتهما لاحتوائها .. تهدجت أنفاسهما للحظات ثم مسد " توبياس " على شعرها الجميل برقة بالغة قائلا لها : " لقد رحلوا ! " فأجابت المرأة بصوتها الرقيق الشبيه بزقزقة العصافير : " لا تهتم .. إنهم يأتون ويرحلون دائما ! " صمتت المرأة قليلا ثم واصلت برقة أكبر متسائلة بنبرتها الطفولية : " لماذا يخافون منا دائما يا عزيزي .. ألسنا طبيعيين مثلهم ؟! هل نحن طبيعيين يا " توبي " أم لسنا كذلك ؟! " ابتسم " بلفور " بسعادة ، فقد بدأت دروسه التي ترمي لإعادة تشكيل وعيها وعقلها تؤتي ثمارها كما هو واضح ، ورد على سؤالها بنبرة مهدهدة حانية : " لا تهتمي يا عزيزتي .. طبعا نحن طبيعيين تماما ! " ثم احتواها بين ذراعه وضمها إليه بقوة وواصل : " نحن طبيعيين تماما .. هم فقط الذين ليسوا كذلك ! " ................................. لا أحد يقترب من منزل " توبياس بلفور " .. لا أحد يحب الاقتراب من ذلك المنزل الغامض الملعون .. وحتى اختفاء الزوجين " بلفور " المقيمين بمفردهما في المنزل وعدم ظهور أي منهما في الجوار منذ زهاء ثلاث سنوات لم يثير أي ريبة لدي الجيران الذين لم يتبقي أحد منهم أصلا .. لقد هجرت الجيرة بأكملها الحي .. تاركة الشوارع المظلمة الساكنة تحت رحمة عائلة " بلفور " أي كان ما صاروا إليه الآن ! لا أهمية لظهور أو اختفاء عائلة " بلفور " .. فمنذا الذي يهتم بهما على أية حال ؟! نعم منذا الذي يهتم على أية حال ؟! تمت