نيللى بنت جميلة فى العشرين من عمرها تدرس فى السنة الأخيرة فى كلية الإعلام ، والدها مهندس ووالدتها مهندسة ، لديها أخ أكبر منها بسنتين اسمه مصطفى وأخت أصغر منها بثلاث سنوات اسمها ليلى . نيللى تهوى القراءة والرسم وسماع الموسيقى والذهاب إلى الأماكن العامة وزيارة المناطق الأثرية ، لديها الكثير من الأصدقاء وكانت فى كل يوم أجازة تذهب هى واصحابها لزيارة احدى الأماكن مثل " الأوبرا – المتحف المصرى – الحسين – السيدة زينب – الأهرمات – القلعة " .. فقد اتفقت هى وصديقاتها أن يزورا كل أسبوع مكان جديد . وكانوا يقوموا يتصوير هذه الأماكن والكتابة عنها للتعرف على معلومات جديدة وكل واحدة تعطى الأخريات ما كتبت وما صورت لتبادل المعلومات ، ولم تكن خروجاتهم تقتصر على مثل هذه المناطق وإنما كانوا يذهبوا إلى السينما والمسرح والنادى . ومرت الأيام وانتهت السنة الدراسية وتخرجت نيللى من الجامعة وأقامت لها أسرتها حفلة للاحتفال بتخرجها دعت لها الأهل والأصدقاء ، وفرحت نيللى كثيراً بنجاحها ونجاح أصحابها ، بعد انتهاء الحفلة خرجت نيللى مع أخواتها يتمشوا ويتكلموا . نيللى كانت بتحب المشاركة فى الجمعيات الخيرية ، فبدأت تنزل تمارس نشاطها، وتشارك فى معارض إلى أن تجد فرصة عمل . نيللى كانت تحب أصحابها ومرتبطة بيهم جداً وكانوا معتادين يتكلموا كل يوم ويخرجوا مرة كل أسبوع يتمشوا أو يزوروا أى مكان ، ولكن بعد فترة بدأ أصحابها يختفوا من حياتها ثم تزوجوا كلهم ولم يعد أحد يخرج معها وأصبحت المكالمات مرة كل كام شهر . نيللى بنت طموحة وعندها أحلام وأهداف كثيرة إلتحقت بالعمل فى شركة سياحة ، وبدأت تنزل كل يوم لزيارة مكان جديد مع السياح ، وأحيانا كانت تسافر وكانت سعيدة جداً بهذا العمل ، ومن خلال عملها تعرفت على ناس جديدة وأصحاب جديدة ، لكنها لم تنسى أصحاب الجامعة واستمرت تحادثهم تليفونياً حتى ولو مرة واحدة فى الشهر . وكانت فى يوم الأجارة تخرج مع أهلها وأخواتها مرة يذهبوا النادى أو يزورا أحد الاقارب ، واستمرت حياة نيللى على هذا الحال ما بين الشغل والبيت والخروجات العائلية وكانت أحياناً تخرج مع زملائها فى الشغل لكن ليس بصفة دائمة . نيللى بنت طيبة وطول عمرها نفسها تحب وترتبط ، وكانت بتدخل على الإنترنت للبحث عن معلومات حول المناطق الأثرية التى تزورها ، بالإضافة إلى أنها كانت بتكلم أصحابها عن طريق الفيس بوك . وفى إحدى الأيام تعرفت نيللى على شاب من الإنترنت اسمه يوسف خريج كلية التجارة وأحبت الكلام معه وأصبحت تكلمه كل يوم بعد الشغل واستمرت تتكلم معه أكثر من 6 شهور ، وفى كل يوم تتعلق نيللى بهذا الشاب أكثر وهو كمان تعلق بيها . وفى إحدى الأيام طلب يوسف أنه يشوف نيللى وهى كمان كانت عايزة تشوفه ، ووافقت وقابلته فى مول قريب منها وقاعدت معاه ساعتين وكانوا فى منتهى السعادة وزاد حبهم لبعض . ذهب عادل إلى بيت نيللى ليتقدم لها لكن والدها رفض وقال انه مش مناسب ، فحرنت نيللى كثيراً ، إلا أنها لم تسمع كلام والدها استمرت تكلم عادل دون أن تخرج معه ولم تراه مرة أخرى . واستمرت علاقتهم أكثر من ثلاث سنوات إلى أن سافر عادل للعمل فى السعودية وبعد السفر قلت اتصالاته بنيللى كان بيكلمها مرة كل كام شهر ، وبعد فترة لم يعد يتصل بها وغاب فى السفر أكثر من سنة دون أن تعلم عنه شئ . ومازالت نيللى تذهب إلى شغلها وتمارس عملها وتخرج مع أخواتها ، إلا أنها كانت كلما تقدم أحد لخطبتها ترفض ، وظلت متمسكة بحبها ولا زال عادل مسافر ، وأصبحت نيللى فى حيرة ما بين أن ترتبط أو تنظر الشاب الذى تحبه . وفى إحدى الأيام دخل مصطفى حجرة نيللى فوجدها تجلس بمفردها وتبكى بكاء شديد فجلس بجوارها ومسح دموعها ، وطلب منها أن تخرج معه يتمشوا ويتكلموا شوية . خرجت نيللى مع أخوها وحكت له ما حدث ، وقالت أنها تعبت من الإحساس بالوحدة والشعور بالحب من غير أمل ، بالإضافة إلى أن إبتعاد صديقاتها عنها أثر فيها وإنها محتارة ومش قادرة توصل لقرار . بدأ مصطفى ينصحها أنها لازم تنسى الماضى وتفكر فى مستقبلها ، وقال لها إن الدنيا لا تقف عند شخص معين لكن لازم نحاول نتغلب على الجرح ، وأن كل واحد فى الدنيا له دور فى الحياة ، وقال لها لازم تحاولى تنسى وتحبى من جديد ، وأن كل واحد لازم يمر بتجربة الحب الأول ، والحب ده أحيانا بينجح وأحيانا لأ ، وهذا يتوقف على الطرفين لأنهم لازم يشجعوا بعض ويحافظوا على حبهم . نيللى كانت تحب الأطفال جداً وتشعر معهم بسعادة كبيرة ، فكرت إنها تعمل مشروع للأطفال ، وعملت مكتبة للأطفال يمارسوا فيها هوايتهم المختلفة وشاركها فى المشروع أخواتها مصطفى وليلى ومجموعة من أصحابها . خصصت نيللى فى المكتبة أقسام متعددة قسم للقراءة – قسم للرسم – قسم للموسيقى – قسم للكمبيوتر ، بحيث إن كل طفل يمارس النشاط الذى يحيه ويتعلم مهارات جديدة ، وأى طفل عنده موهبة كانوا بيشجعوه على تنميتها ، بالإضافة إلى أنهم بدأوا ينظموا مسابقات للأطفال فى الرسم والكتابة والغناء والتميثل وإفامة حفالات لتوزيع الجوائز على الأطفال . أحب الأطفال المكتبة وتعلموا فيها معلومات جديدة وتعرفوا على أصدقاء جديدة وكانوا مستمتعين بها ، وأصبحت نيللى أكثر نشاط وسعادة ، وتم تقسيم العمل فى المكتبة بين نيللى واخواتها وأصحابها كل واحد منهم مسئول عن قسم . بالإضافة إلى أنهم خصصوا يوم فى الأسبوع لعمل رحلات للأطفال لزيارة إحدى الأماكن وكان الأطفال هم الذين بيختاروا المكان ، كل مرة الأطفال يتفقوا على المكان الذى يرغبون فى زيارته ، وفرح الجميع بنجاح المكتبة ونجاح نيللى والتغير الذى حصل لها وتغلبها على مشكلتها . وفى إحدى الأيام اتصلت سارة صديقة نيللى من الجامعة وطلبت مقابلتها ، ذهبت نيللى لمقابلة سارة وفرحت جداً برؤيتها ، بعد ذلك ذهبت سارة مع نيللى لترى المكتبة وأعجبت بها جداً وفرحت بنجاح نيللى . سارة كان عندها معرض للصور تعمل به هى وزوجها واتقفت مع نيللى إنها تعرض صور للأطفال وهم يمارسوا أنشطتهم فى المكتبة وصور الحفلات ، وصور الرسومات ، وفرح الجميع بهذه الفكرة وبدأوا فى اختيار أفضل الصور لعرضها فى المعرض ، وذهبت الناس لزيارة المعرض ومشاهدة الصور وأعجب بها الجميع مما دفعهم لزيارة المكتبة ومشاهتها وأعجبوا بها جداً وبالأنشطة المتعددة التى تشملها ، واستمرت نيللى تعرض الصور فى معرض سارة وكل أسبوع صور جديدة . وفى إحدى الأيام ذهب خالد أحد أصدقاء مصطفى من الجامعة لزيارته فى المكتبة وفرح بهذا النشاط جداً حيث أنه كان من هوايته المفضلة القراءة وهناك تعرف على نيللى وأعجب بها واقترح أن يشترك معهم فى العمل بالمكتبة ورحبوا به . واقترح عليهم خالد إضافة قسم جديد خاص بطلبة وطالبات الجامعة والدراسات العليا للبحث فى الكتب والمراجع الجامعية ورحب الكل بهذا الاقتراح وتم فتح القسم وفرح به الطلاب جداً . وفى كل يوم كان يزداد اعجابه بنيللى أكثر من اليوم الذى يسبقه إلى أن جاء يوم وصارحها بمشاعره وطلب الارتباط بها ، وافقت نيللى وفرحت كثيرا وفرح الجميع بهذا الخبر وتمت خطبت خالد ونيللى وبعد أن انتهت نيللى من الدراسات العليا وحصلت على الماجستير تم الزواج ، وتزوج مصطفى من ابنة عمه هايدى ، كما تمت خطبة ليلى على أشرف زميلاها من الجامعة ، واستمر الجميع فى العمل فى المكتبة وحققت المكتبة نجاحاً أكثر مما كان .