انظروا إلى نبع الصخور، يلمع من شدة الابتهاج، كبريق النجوم! يظهر من فوق الغيوم ملائكةٌ أخيار تشد عزيمته بين الصخور والأدغال *** بحيوية فتىً يافع يثب بخفة خارج الخيمة فوق صخور المرمر يبتهل مرةً أخرى.. نحو السماء وبخطوة قائدٍ سابقٍ لأوانه يكتسح إخوته الجداول ويجرفها معه.. من تحت أقدامه في الوادي تنبت الأزهار، تدب فيها الحياة من عطر أنفاسه *** لا وادٍ ظليلٍ يوقفه ، ولا أزهار، تلك التي تطوق ركبتيه، مبتسمةٌ بأعينٍ ملؤها الحب: ينطلق انسيابه نحو السهل متعرجا كأفعوان ترتبط الجداول به ترافقه.. وها هوى يسري في السهل كلمعان الفضة، ويلمع السهل معه، تهلل الأنهار من السهل وتصيح الجداول من بين الجبال يا آخانا .. يا أخانا..!! خذنا معك، خذنا إلى أبيك الأزلي، إلى المحيط الأبدي، الذي ينتظرنا بأذرعٍ ممدودة، التي، آآآآهٍ تمتد بلا نهاية، لتحتضن المتشوقين إليها. لأن الرمل الجائع في الصحراء المقفرة، يفترسنا،.. والشمس الحارقة في الأعالي تمتص دماءنا،.. وتلاً يطوقنا ويحولنا إلى مستنقع! يا أخانا خذ أخوتك من السهل خذ أخوتك من الجبال، خذهم معك إلى أبيك! *** فيجيب: تعالوا كلكم!! ويمتلئ الآن جلالاً أكثر، قبيلةٌ بأكملها تحمل الأمير عاليًا، وفي تدفق مسيرته الظافرة، يمنح البلدان أسماءها، وكل المدن تصبح موطئًا لقدمه *** وبدون توقف يزأر مندفعا، تاركا قمم الأبراج المتوهجة، والبيوت المرمرية، ونتاجه الوفير، ليذهب بعيدًا. *** يحملُ الجبل بيوت الأرز على أكتافه الضخمة وترفرف آلاف البيارق عبر النسائم فوق رأسه لتعلن إشارات عظمته *** وكذا يحمل إخوته كنوزه.. أبنائه.. أتباعه..!! هاتفًا بابتهاجٍ، نحو القلب... إلى خالقه الذي ينتظره!! [*]. تعد قصيدة الأنشودة المحمدية واحدة من أروع ما كتب أهم شعراء ألمانيا يوهان فولفجانج فون جوته (1749-1832) وقد كانت هذه القصيدة جزءًا من مسرحية ضخمة بعنوان: "تراجيديا محمد" يشبه فيها الرسول الكريم بالنهر العذب المتدفق الذي يسحب في طريقه كل السهول والجداول وقد نشرت هذه القصيدة بعنوان: Mahomet's Gesang (المترجم)