زهرة الخشخاش حامت حولها ألغاز كثيرة أسعى لفك طلاسمها شهدت قاعة المؤتمرات بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك أمس الخميس، حضوراً كبيراً من جانب زملاء وجمهور ومحبي الفنان محسن شعلان الذين حرصوا على متابعة وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده الفنان بمشاركة الفنان المصري الكبير جورج بهجوري، وا.د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والناقد الفني المتميز د. صلاح بيصار حول معرضه المرتقب " القط الأسود .. تجربة سجن " كأول معرض شخصي يعود به لجمهوره بعد قضاءه فترة الحُكم الذي صدر ضده في قضيته التي شغلت الرأي العام المصري والمتعلقة بملابسات إختفاء لوحة " زهرة الخشخاش " للفنان العالمي فان جوخ من متحف محمد محمود خليل وحرمه في أغسطس 2010 إبان فترة توليه رئاسة قطاع الفنون التشكيلية. بدأ اللقاء بكلمة للفنان صلاح المليجي مرحباً بالفنان محسن شعلان وجميع الحضور، ومعرباً عن إعتزازه بالفترة التي رافق خلالها شعلان في قطاع الفنون التشكيلية وكان وقتها رئيساً للإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، مُشيراً أنه وشعلان رفيقا مشوار إصلاحي طموح بدءاه معاً لتطوير منظومة العمل بالقطاع كان في مقدمتها صيانة وترميم وتأمين جميع المتاحف سواء المفتوحة منها أو المغلقة لإعادة إفتتاحها وترميم وتوثيق مقتنياتها كثروات لا تقدر بثمن هي جزء من تاريخ هذا الوطن وريادته. ثم بدأ الفنان محسن شعلان في حديث من القلب تفاعل معه جميع الحاضرين موضحاً أهمية هذا المعرض الذي يُعد بمثابة رسالة قوية ضد الظلم والقهر، ومجسداً صورة صادقة ومُعبرة لحجم المعاناة التي عايشها الفنان طوال محنته، كاشفاً خلال حديثه النقاب عن الكثير من التفاصيل التي صاحبت أحداث قضيته والتي أكد بها شعوره بأنه كان مُتعمد تقديمه ككبش فداء لمنظومة تراكم بها الفساد والقبح صارت معها المُهدءات المعتادة لن تُجدي فكان لابد من تقديم أُضحية سمينة يمكن من خلالها تضليل الرأي العام عن المذنب الحقيقي .. وقدم شعلان لجمهوره كشف حساب بإنجازاته منذ أن كان مديراً لإدارة الإعلام ثم مديراً لمراسم وكالة الغوري ثم نائب لرئيس الإدارة المركزية للحرف التقليدية ثم رئيساً لها، ثم رئيساً للإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، فرئيساً للقطاع كأول رئيس قطاع والوحيد حتى الآن يأتي من بين أبنائه وذلك لما عهد عنه من كفاءة ورؤية وتاريخ مهني مليئ بالنجاحات ومشرف، مؤكداً إعتزازه بما قدمه لبلده التي يعشقها ولم يقصر يوماً في حقها سواء في ميدان الشجاعة والتضحية كجندي أو في ميادين الإبداع كفنان، مُعقباً أنه بعد ما لاقاه من ظلم وإضطهاد ومهانة يتملكه أحياناً شعوراً بحقه في معاتبتها عتاب الحبيب لحبيبته .. وفاجأ شعلان الحضور بإفصاحه عن العديد من الألغاز التي دائماً ما حامت حول لوحة زهرة الخشخاش منذ عودتها بعد سرقتها الأولى لمدة 11 عاماً، منها خروج جميع مقتنيات متحف محمد محمود خليل في عرض بأحد متاحف فرنسا ولكنه تفاجأ أن المتحف لم يرغب في إستعارة هذه اللوحة فقط برغم أهميتها خاصة للجمهور الفرنسي، كاشفاً أن هذه اللوحة دائماً ما كانت تُبعد عن أية محاولة للكشف عنها أو ترميمها على أيدي خبراء وهو ما قد يُعزز ما ذهب إليه البعض من إحتمالية كونها ليست اللوحة الأصلية. هذا وجاء حديث الفنان الكبير جورج البهجوري والناقد الفني صلاح بيصار شهادة تقدير لمشوار محسن شعلان فناناً ومسئولاً، وأُختتم اللقاء بإعلان شعلان عن مقولة الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي له بأن لا يحزن ولسوف تكون هذه التجربة رغم بشاعتها نقطة تحول في شخصيته الفنية والوعاء الذي سيظل ينهل منه فناً وإبداعاً فيما هو قادم، كما أعلن عزم الفنان نور الشريف على إقامة ندوة على هامش المعرض بعنوان "ماذا يفعل السجن بالفنان" تُقام يوم 20 فبراير. جدير بالذكر أن قاعات المركز تستضيف في نفس الفترة معرضين للفنانة رانيا الحكيم والفنان محي الدين حسين بجانب هذا المعرض، ويفتتح ثلاثتهم ا.د. محمد صابر عرب وزير الثقافة السبت القادم في تمام السابعة مساءً بحضور زملاء ومحبي وجمهور الفنان محسن شعلان والعديد من الشخصيات العامة التي تضامنت معه في قضيته من الرموز الفنية والثقافية والأدبية والصحفية والإعلامية، منهم بينهم الفنان نور.