مرة اخرى تطل علينا سيدة الابهار الاولى "احلام مستغانمي" لتغرقنا في انبهار جديد، كعادتها برواية جديدة تستحق ان تكون احدى افضل ما جادت به الانسانية من ادب. تحلق بنا هذه السيدة المدهشة بقلمها الرشيق الساحر لتمنحنا وبسخاء منقطع النظير رواية قد تكون مجرد البداية لرحلة جديدة في عوالم السحر الروائي. "الاسود يليق بك" رواية سيدة الرواية العربية الجديدة, تستحق الوقوف والكثير، والمؤكد انها ستنال قدرا كبيرا من اهتمام النقد والناقد، وسيكون لي انا ايضا قراءتي والتي اؤكد انها لن تكون دراسة نقدية، فأنا لم ولن ادعي الكتابة النقدية، وابقى اصر على قراري حينما كان اصدقائي من النقاد والادباء الكرد على تشجيعي لترك العمل السياسي والتوجه الى الرواية: انني لست سوى قارئ للرواية، بينما انا الابن الشرعي للسياسة. هذه الرواية التي تمسك بنا وتجبرنا على ترك الحياة ومافيها من مشاغل الى ان ننتهي من قراءتها، هذه الرواية التي تستحق لقب "سفر الصبر" بجدارة، اشعلت في شراييني نارا افقدتني كل ما املك من زاد الصبر لأزف اليكم بشارة على حلاوتها سوف تكلفكم عمرا من الصبر المرير والجميل. القارئ لروايات احلام مستغانمي يدرك بسهولة ان " الاسود يليق بك" ليست سوى البوابة لروايات اخرى. اننا حينما انتهينا من قراءة ذاكرة الجسد لم نكن نتخيل قدرة هذه السيدة الخارقة الصبر في ادهاشنا وربطنا بحكايا شهرزادية لا تنتهي واستطاعت ان تشدنا الى منافذ المطابع ودور النشر بمجرد صدور "فوضى الحواس" فكانت "عابر سرير" التتويج لثلاثية نادرة في تاريخ الرواية والادب. المؤكد ان قدرنا مع عالم احلام الروائي يضعنا في قلب الاعصار لثلاثية جديدة ضلعها الاول هو "الاسود يليق بك" وطبيعة شخوص الرواية واماكن تواجدها وعملها ينبئ بأننا امام ثلاثية جديدة سوف تعيد من خلالها احلام مستغانمي بقلمها المدهش صياغة التاريخ الحديث لمنطقتنا والمؤكد ان العراق سوف يكون له نصيب كبير، وان الثورة السورية سوف يعاد كتابتها من خلال السرد الروائي الخارق لاحلام مستغانمي، ولنا ان نتخيل مرورا كبيرا بالثورات المباركة في كل من تونس ومصر وليبيا. والمؤكد اننا سنشهد تاريخا مختلفا ومغايرا لخيبات هذه الثورات واخفاقاتها وسرقتها. يا كل من يعرف القراءة والكتابة، تزودوا بزاد الصبر فنحن بتنا امام ايام عصيبة تحتاج صبرا اسطوريا ننتظر من خلاله صدور الاجزاء التالية المكملة للاسود يليق بك. اعاننا الله واطال بعمر سيدة الرواية العربية وقلمها الساحر المدهش.