نددت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان اليوم، باستمرار لجوء السلطات الكويتية الي العنف في التعامل مع ازمة “البدون” المطالبين بحقهم فى الهوية،واصدار بيانات بمنع تظاهراتهم وكذلك استخدام القوة لقمعها واعتقال العشرات منهم . فمنذ منتصف الشهر الماضي،قام البدون بتصعيد مطالبهم في التمتع بالهوية الكويتية من خلال التظاهرات المستمرة في مدينتي الجهراء والصليبية غرب الكويت العاصمة حيث يقطن اغلبهم، وازدادت حدة هذه التظاهرات خلال الايام الست الماضية، وقامت الشرطة بتفريقها بالهراوات والغاز المسيل للدموع، ولاحقت البعض منهم في الشوارع واعتقلت العشرات ولم يفرج عنهم حتي الان، اضافة الي معتقلين اخرين منذ منتصف ديسمبر الماضي . وقال شهود عيان ان منطقة التظاهرات تحولت إلي ساحات مواجهات وكر وفر بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين، أسفرت عن سقوط عدد من المصابين من البدون جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي قامت القوات بإطلاقه بكثافة وفي 10 يناير أعلنت وزارة الداخلية الكويتية في بيان لها منع اية تظاهرات ينظمها “البدون“بعد اعلانهم الاستعداد لمسيرة في نفس اليوم، ولم يقتصر الامر علي حذر مظاهرتهم ففي 12 ديسمبر الماضي، بدأت محاكمة نحو 50 من البدون اعتقلوا خلال احتجاجات مماثلة جرت في فبراير ومارس 2011، ووجهت لهم تهم “الاعتداء على رجال الشرطة، والتجمهر وتنظيم المظاهرات دون ترخيص”، ولم يصدر احكام الي الان. والبدون هم مواطنون لا يتمتعون بمميزات حامل الجنسية الكويتية وليس لهم حق التمتع بالخدمات العامة،وتتضارب الإحصائيات حول أعدادهم، لكن تقديرات تشير إلى أن عددهم يتراوح بين 93 و 180 ألفاً،وسبق أن قدمت الحكومة وعودا بتجنيس عدد كبير منهم، لكن لم يتم الوفاء بهذه الوعود والتى كان اخرها تصريح وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الصباح في 12 يناير أن بلاده ستبدأ بتجنيس عدد من “البدون” اعتباراً من آخر الشهر الحالي أو مطلع فبراير المقبل بعد أن أكد سابقاً أن “هناك أوامر عليا بتجنيس المستحقين”، وهو ما يعتبره البدون استكمال لمسلسل الوعود الزائفة السابقة دون اية خطوات فعلية لمنحهم الجنسية الكويتية . وقالت الشبكة العربية:”إن استخدام العنف ضد المتظاهرين البدون المطالبين بحقهم في التمتع بالهوية واصدار بيان بحظر هذه التظاهرات يعتبر انتهاكا صريحا لحرية الرأي والتعبير ، خاصة وان الدستور الكويتي يبيحها طالما تتم بالوسائل السلمية ودون الإضرار بالآخرين“ وأضافت الشبكة العربية“ان استمرار اللجوء الي العنف في محاولة حل الازمة يزيديها تعقيدا، مطالبة بالإفراج الفوري عن المتعقلين خلال التظاهرات واتباع اسلوب الحوار كوسيلة لحلها بدلا من أساليب الحظر واستخدام العنف