المتصوف الأندلسي الكبير.. الإمام محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي، لقب بالشيخ الأكبر ولذا ينسب إليه مذهب باسم الأكبرية. ولد بمرسية في الأندلس في شهر رمضان الكريم عام 558ه الموافق 1164م عامين قبل وفاة الشيخ عبد القادر الجيلانى وتوفي في دمشق عام 638ه الموافق 1240م. ودفن في جبل سفح قاسيون. من الألقاب التى لقب بها:- الشيخ الأكبر رئيس المكاشفين البحر الزاخر بحر الحقائق إمام المحققين محيي الدين سلطان العارفين وتعد كتاباته فى مناجاة الرحمن هى الحصن الذى يحفظ الإنسان من هواجس النفس ومداخل الشيطان، ودعاء مستجاب بإذن الله عز وجل.. كما جاء فى كتاب"حصن الدعاء المستجاب.. مناجاة الرحمن بآى القرآن" للشيخ الكبير محيى الدين بن عربى، الكتاب مراجعة وتقديم محمود بطروخه. ويقول بن عربى فى مناجاة الرحمن:- أعوذ بالله الكريم وبكلمات الله التامات التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى كلها ما عملت منها وما لم أعلم من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ فى الأرض وشر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن. يا من لا يخفى عليه شئ فى الأرض ولا فى السماء.. هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء.. لا إله إلا هو العزيز الحكيم. نشأته:- عرف الشيخ محيي الدين بن عربي بالشيخ الأكبر.. وهو واحد من كبار المتصوفة والفلاسفة المسسلمين على مر العصور. كان أبوه علي بن محمد من أئمة الفقه والحديث، ومن أعلام الزهد والتقوى والتصوف.. وكان جده أحد قضاة الأندلس وعلمائها، فنشأ نشأة تقية ورعاية نقية من جميع الشوائب الشائبة. وانتقل والده إلى إشبيلية وحاكمها إذ ذاك السلطان محمد بن سعد، وهي عاصمة من عواصم الحضارة والعلم في الأندلس . وما كاد لسانه يبين حتى دفع به والده إلى أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء ، فقرأ عليه القرآن الكريم بالسبع في كتاب الكافي، فما أتم العاشرة من عمره حتى كان مبرزاً في القراءات ملهما في المعاني والإشارات.. ثم أسلمه والده إلى طائفة من رجال الحديث والفقه تنقل بين البلاد واستقر اخيرا في دمشق طوال حياته وكان واحدا من اعلامها حتى وفاته عام 1240 م. تزوج بفتاة تعتبر مثالاً في الكمال الروحي والجمال الظاهري وحسن الخلق ، فساهمت معه في تصفية حياته الروحية، بل كانت أحد دوافعه الي الإمعان فيها.