شهدت بيروت حدثاً أدبياً ضخماً تمثل في افتتاح الدورة العشرين لمعرض الكتاب الفرنكوفوني في أرض المعارض- البيال- بيروت، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بوزير الثقافة غابي ليّون، بينما حضرت من باريس شخصياً وزيرة الفرنكوفونية السيدة يامينا بنغيغي (من أصل جزائري)، وتولت السفارة الفرنسية عملية التنظيم وتوجيه الدعوات وجميع المراسلات منذ ستة أشهر وحتى يوم الافتتاح الصاخب والمزدحم بأرفع الشخصيات، وأكبر عدد يمكن تصوره من الاعلاميين وسط حشد من الكاميرات ذكّرنا بمدخل قصر السينما في «كان». «مساحة لحوار ثقافي سلمي، ورسالة انفتاح وصداقة» تحت هذا العنوان تعقد هذه الدورة التي يميزها ستة من كبار محكّمي جائزة غونكور (بينهم الطاهر بن جلّون، وبرنار بيفو أبوستروف) وصلوا الى بيروت لعقد اجتماعهم السنوي المعتاد واعلان اسم الفائز ب غونكور، اضافة الى رعاية حفل اعلان جائزة خيار الشرق، استناداً الى آراء آلاف الطلبة الذين اقترعوا في خمسة مواقع عربية) لبنان، مصر، العراق، سورية، فلسطين) لصالح الكتاب الذي يفضلونه ورست الأمور على ثمانية كتب، ستختزل الى أربعة، ثم يعلن اسم الكتاب الفائز. 137 مؤلفاً لبنانياً يكتبون بالفرنسية تعرض كتبهم في أجنحة 12 مكتبة و 17 دار نشر شغلت معظم مساحة صالات المعرض الرحب، في استعراض لمدى قوة حضور المبدعين اللبنانيين الذين اعتمدوا الكتابة بالفرنسية بدءاً من القمة مع الأديب الكبير أمين معلوف وبعده تندرج أسماء متفاوتة الشهرة والحضور، وبرزت عشرات من الصبايا والشباب يضعون أقنعة سوداء على وجوههم وكل منهم يستوقف الرواد الذين يستطلعون ما توزعه الدور والمكتبات من مؤلفات مميزة تجذب لاقتنائها، ويتلون على مسامعهم عبارة بالفرنسية لكاتب معروف كنوع من تعميم الثقافة الفرنسية لبلوغ حال من التكامل النموذجي، الذي عبرت عنه وزيرة الفرنكوفونية السيدة يامينا بنغيغي حين قالت في كلمتها أمام الحضور الكثيف: لا أتصور فرنكوفونية من دون لبنان، وضجّ المكان بتصفيق حاد، بينما كشف الوزير ليون عن أن الفرنسية موجودة في لبنان حتى قبل فترة الاستعمار الفرنسي المعروفة، موجودة منذ أيام الامبراطورية العثمانية، ومستمرة بقناعة وقيمة. المصدر : جريدة الراى الكويتية