أما آن لي أن أُطيل النظر لكوكبك البعيد يا أبي و أن أُقبل أفواه النجوم و أركض بين سُلالات الغبار بخيطٍ من الشمع أما آنَ لي أن أتقدمَ لُغتك الصفراء و أسحبَ خلية الجماد ، تلك الآلهة الرمادية لمنعطف النور الأخير سندخلُ من ثقبِ أُذنيكَ قائمة إحتلالٍ كبيرةٍ إلى إحتمالك المفقود سنلعبُ ثانية برملكِ المكسورِ على ساحلِ أنفاسها ، بلا تدابير للوقت و للهواجس يفتكُ بنا السؤالُ فيبدو شهيآ كما الفراشات و الياسمين البري أين فجر النازحين ، أين أمتعة السنين الثقال و ملامح ثغرها حين نبحث عن تأويلٍ لأحفادك النائمين على أسرةٍ من الخياراتِ العقيمةِ هل فقدتْ المفاتيحُ عصافيرَ أفكارها من جديدٍ و هل نفخ في صحنِ كمأكَ كهنةُ هذه المسافات الهوائية كي يمنحوا عظامك هضبة ذات احتمالات سبع ، و فتيان تفركُ القرابين بين أثدائها . منْ لقيدِكَ المبتور حين يأكلُك المعنى و حين يفتكُ بك أبناءُ الكلمات و الأساطير ها أنت تلدُك النهاياتُ من بطونِ الشِباكِ و المناجمِ ، و تأخذُ تاجكَ أقزامُ تلك البدايات حين يطولُ البرزخُ و تقفزُ السناجبُ على أقواسِ ديمومتك كيف نقسِم رغيفك المملوء بالدم على شحوبِ الفقراءِ و كيف تمنحهم قُدسية تشبه ليلة المعراج ، تلك نوافذك الحمراء و الشهداءُ جالسون على أرائك الزيتون يفتتحون يومكَ بأيتامهم . أيها الابُ الكبيرُ : لِمَ تُحرجُ النبوءاتِ ، و أنت تصنعُ زوارقَ من ياسٍ و إستبرقٍ محشوةٍ بالخزِ و الينابيع . هل تُشبهُ أسلافك حين تضربُك السهولُ بحجرٍ من الفردوسِ يا لطهاتك وهم يرفعون الأباريق إلى سفوحٍ ذات كيدٍ عظيمٍ ليُعلق الصيادون أُنوفهم على كتفِ الخيال و ليحتموا بريشٍ في غيابك ليستطيلَ نُحاس القُبرات كي تقضم أسيادها سترتفع أصابع الكمال كي تُعيد زيت السماواتِ إلى قناديل نسائك . أسيل صلاح .