الكتاب الثامن – (نداء المؤمنين في القران الكريم ) . ( في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة – العام الهجري الجديد ) بقلم : فالح الكيلاني – العراق بسم الله الرحمن الرحيم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *) سورة الاحزاب الاية \56 الحمد لله : الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فقد بدأ الله بها بنفسه سبحانه وتعالى ثم ثنّى بملائكته وثلّث بالعالمين من جنه وانسه في صلاتهم عليه . فقد ابتدأ الآية المباركة بصلاته على حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وامر ملائكته بالصلاة والسلام عليه ثم امر المؤمنين من الإنس والجن ان يصلون عليه ويسلمون عليه تسليما. وفي هذه الآية المباركة من التشريف وعلو المقام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فشرفه بها في حياته وبعد مماته وجعل تشريفها قائما إلى يوم القيامة والصلاة عليه من الله العظيم تعني الرضوان والرحمة من الله إليه فالله تعالى يثني على النبي صلاة وتسليما فيضفي عليه رضاه ورحمته وصلاة الله تعالى على رسول الله -صلَى الله عليه وسلَّم تشريف وتكريم وثناء . والصلاة من الملائكة عليه تعني الاستغفار والدعاء بالخير والأمان فهم يدعون الله تعالى له ويستغفرونه ليتم نعمته عليه وقد اضاف الله تعالى الملائكة إلى عظيم قدره فقال : ( ان الله وملائكته يصلون على النبي ) لتعظيم قدر الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ويزيد من شرف الملائكة وتشريفهم بالصلاة والسلام علي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبما يصل اليه تعالى منهم اليه بالدعاء . ثم امر المؤمنين بالصلاة والتسليم عليه دون سائر الانبياء والمرسلين تشريفا وقد سأل المؤمنون الصحابة الكرام رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : كيف نصلي عليك يارسول الله ؟ فأجابهم قولوا : ( اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم . وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد ) فاضيفت في جلسة الصلاة بين كل ركعتين وفي جلسة نهاية الصلاة ايضا وتعتبر الصلاة ناقصة بغيرها . كما أمر الله تعالى عباده ان يسلموا على حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في الصلاة عند اداء التشهد . وعند لقائه في حياته مادام حيا وامر المؤمنين بها عند زيارة ضريحه الشريف بعد وفاته فيقولون : ( السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته ) وقد اضيفت بعد التحيات في الصلاة وتعني الانقياد لأمره بإذعان وللشريعة السمحاء التي جاء بها من الله تعالى . ويعتبر أهل العلم إنَّ الصلاة على النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- هي حقٌّ مشروع لرسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- مقابل ما قدم من خير وهدى للإنسانية . وتعتبر الصلاة على النبي دعاء وعبادة. ومن الاحاديث النبوية في فضل الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم اذكر ما يلي : 1- قال الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم : (..فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ..) 2- قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ). 3- قَال النبي محمد صلى الله عليه وسلم َ: (أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً) 4- قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ) 5- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ) 6- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ محمد الحبيب المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْبَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ) 7- يقول الصحابي أبي بن كعب : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي فَقَالَ مَا شِئْتَ قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ النِّصْفَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُك. ) 8- قَال النبي محمد صل ى الله عليه وسلم : (إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ ) اما فضل الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ففضلها عظيم عند الله تعالى وامر المؤمنين بها فإن للصلاة على النبي صوات الله عليه وسلامه من الفضائل العظيمة في الدنيا والآخرة ولعلي ذكر بعضا منها بتوفيق من الله تعالى : 1- أبرز فوائد الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم أنَّها تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى وتنفيذا لها فقد قال في سورة الأحزاب: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) 2- أنَ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تكفر الذنوب والآثام وترقع درجات العبد المؤمن عند الله تعالى. 3- ومن فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أنَّها سبب من أسباب استجابة الدعاء، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (كلُّ دعاءٍ محجوبٌ حتى يُصَلَّي علَى النَّبِيِّ ) 4- الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ترفع الهم والحزن 5 – الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم تبعث على الراحة والطمأنينة والهدوء في قلب العبد. وقد اكثرت في ذكر الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في قصائدي كثيرا ومدحته كثيرا في شعري وقصيدي ومما قلته فيه: جَلّ الإلهُ تَكامَلتْ في خَلْقِه كُلُّ المَحاسِنِ. صاغَها تَتَسَيَّد هذا جَمالُ الله ِ في آياتِه ِ وَمَلائِكٌ في عَرشِهِ تتهَجّد شَرِقَ الفُؤاد كَمثلِه زَهر الرُّبى عِطرٌ يَفوحُ وَبَلسَمٌ يَتَجَدّ دُ أشُموخُ شَخْصُكَ مِن رَحيقِ عَبيرِهِ أمْ طيبُ وَ رْد ٍكَ بالشّذى يَتَفَرَدُ في كُلّ قَلبٍ لِلأ مانِ مَساحَة ً تجْلوهُ عَن فِعْلِ الحَرامِ فَيَجْهَدُ فاذا غَفوتَ وَفي عُيونِكَ هَجْعَة فَانْهَضْ قُبيلَ الفَجْرِ لِرَبِّكَ تَسْجُدُ وَافْتَحْ فُؤادَكَ لِلرَجاءِ تَلَهُّفاً وَارْكَعْ لِرَبِك َ ساجِداً وَلِتَزْهَدُ فَجَمالُ وَجْهِ اللهِ في نَفَحاتِهِ نورٌ إلى نورِ الهِدايَةِ يَزْدَ د ُ إ ن ضاقَ لَيْلٌ أو تَنَفَّس فَجْرُهُ أو ضاقَ في بَحْرِ الحَياةِ فَيِنْهَدً وَتَسامَقَتْ كُلُّ الأمورِ بِفِعْلِها ألَقَا فَتَسْمو في العَلاءِ وَتَسْعَدُ أطْلِقْ رِحابَكَ ما اسْتَطَعْتَ لِتَرْتوي تَبْغي الرَجاء من الالهِ فَتَحْمِدُ واذا بِنَفْسِك َ أشْرَقَت ْ أنوا رُها وَتَدافَعَتْ نَحو العُلا تَتَفَرْقَدُ وَضّاءُ وَجْهُكَ يا مُحَمّد نورُهُ تِبْرٌ يَذوبُ وَلونُهُ يَتَعَسْجَدُ يارَمز مَجٍدٍ للسَّلامِ مُحَمّدُ فَتَسامَقَتْ أغْصانُها تَتَوَرّدُ أمَلاً غَرَسْتَ النورَ في غَرَس ِالرضا مُتَألِقاً بِهُدى العَدالَةِ يَسْعَدُ كَالشَمْس ِ يَشْرُقُ نورُهُا بِسَمائِنا فَبَهاؤُه ُ وَصَفاؤهُ يَتَوَحّد ُ وَإذا العَقيدَةَ مَصْدَ رٌ لِنِضالِنا فيها الرُجولَةُ ُ- لِلإ باءِ تُمَجَّدُ إنْسان ُ عَيْنِ الله ِفي وَضَح ِالضُحى إنْسانُ عَيْن ِالخَلَقِ فيما يَشْهَدُ يا نَفْسُ سيري في حَياتِكِ رِفْعَةً ما تَألفينَ مِنَ الرَّجاءِ سَيوجَدُ كُلُّ الأ مورِ تَضامَنَتْ في عَزْمِها وَالخَيْرُ كُلّ الخّيْرِ فيما نَنْشُد ُ إنّ الحَياةَ عَزيزَةٌ في سَمْتِها وَأعَزُّ مِنْها ما نَراهُ يُمَجَّدُ ما سارَ عَبْدٌ كي يَنالُ حَقيقَةً إلا مِن َ اللهِ الكَريم ِ سَيُرْفَدُ بِرِحابِ أصْداءٍ سَعى مُتَواضِعا ً بِكَرامَةِ الأ خْيارِ فيها يَخْلُدُ أشُراق ُ نَفْسي كَالبِحار ِ تَزاخَرَت ْ وَتَراطَمَتْ أمْواجُها تَتَمَرْد ُ هَلَّ السَّلام ُ ..بِأرْضِنا ..فبِفَضْلِهِ تَسْمو الحَياة ُ سَعادَة ً او تزْهَد ُ يَشْتاقُ قَلبي لِلِحَبيبِ وَذِكْرِهِ أنْها رُ وَجْدٍ كَالنَّهارِ وَتَزْيَدُ وَتَعانَقَتْ أصْداءُ قَلْب وامِقٍ بِرَجائِهِ .تُبْغى المَوَدَّةَ تَرْشُد ُ فَتَعلّقَتْ بِبِهاء ِ نور ِ مُحَمَّدٍ نورُ الهُدى في شَرْعِه ِ نَتَوَحَّد ُ وَضّاءُ وَجْهِكَ يا مُحَمّدُ عِزّنا نورٌ يُضيئُ وَ ضَوؤُهُ لا يَنْفَد صَلّى الإله عَلى الحَبيب مُحَمَّدُ ما أشْرَقَ الفَجْرُ الجَديدُ وَيُحْمَدُ نَفسي لِحُبِ المُصطَفى المُختا رِ عاشِقَةٌ وَالا لِ وَالصّحبِ – مَن جاءَت بِهِ السّيَرُ راجع دواويني الشعرية وهي عشرة دواوين لحد الان – المنشورة منها وقيا والكترونيا ومنها الكترونيا . د. فالح نصيف الحجية الكيلاني