المئات من رجال الصناعة والأعمال في مصر يضجون بالشكوى من العمالة.. فالعمال هجرو المصانع.. وتركوا الورش وأداروا للصناعة ظهرهم، رافعين شعار ( التوكتوك للجميع) ! ولم يعد العامل المصري هو هدف الإخوه في الخليج العربي بعد أن أثبت العامل الآسيوي مهارته وصبره وإتقانه للعمل دون ملل أو شكوى.. متفوقا على العامل المصري الذي خرج للحياة العملية من المدارس الفنية الصناعية.. كشاهد ما شافش حاجة.. وطالب ما اتعلمش أي حاجة!! فالآلات في مدارسنا الصناعية، مجرد عهده لا ينبغي الإقتراب منها… والماكينات التي كان من المفترض أن يتلقى الطالب تدريبه عليها ديكور… مكتوب عليها عبارة (لا مساس)، يادوب تقضي الغرض منها.. أن الطالب يعرف شكلها… ويكتب إسمها في الامتحان.. والحقيقة أن بعض المتميزين فقط من رجال الصناعة لعبوها صح، وفكروا خارج الصندوق فأنشئوا لصناعاتهم مدارس فنية خاصة تقبل الطلاب بعد المرحلة الإعدادية، لتعليمهم فنون الصناعة وأسرارها على أسس علمية سليمة، واستقدموا افضل الخبراء والمتخصصين للحصول على أفضل عمالة.. فنجحوا في تطوير صناعتهم، وأنطلقوا بها للعالمية، مثل مدرسة السويدي للصناعات الكهربائيه، ومدرسة النساجون الشرقيون لتعليم صناعة النسيج والسجاد، وكذلك مدرسة لويس بشاره لتخريج افضل عناصر صناعة الملابس. وهنا أرى أن الحل الحقيقي للإرتقاء بالصناعة المصرية التي تعاني الأمرين حاليا من تدني مستوى العمالة الغير مؤهلة للعمل في الصناعة، أن يتكاتف رجال الأعمال والصناع لإنشاء عدد من المدارس الفنية الصناعية، تحت إشرافهم المباشر وبعيدا عن مطالبة الدوله بتوفير أي إمكانيات لهم، لتأهيل وتعليم الطلاب فنون كل صناعة على حده، خاصة وأن ما يعانيه طلاب الثانوية العامة وأسرهم من تكاليف باهظة للدراسة، ومن حالة الإحباط من ارتفاع درجات تنسيق كليات القمة، سيجبر آلاف الطلاب الجدد علي التفكير جديا في التوجه للتعليم الفني الصناعي خاصة لو كان تابعا لمصانع قطاع خاص ستضمن له فرصة عمل بمجرد تخرجه وبراتب مجزي ، في الوقت الذي يعانى غيره من خريجي كليات القمه من قعدة البيت، أو التفكير في شراء توك توك ! كلمه في اذن أولياء الأمور…. الصناعة هي الحصان الكسبان وباب الرزق الحقيقي واللعب في المضمون .