«الراي» رصدت النشاط الثقافي المصري في العام 2011 (1) كان العام 2011 عاما فارقا في «الآثار» المصرية، بسبب ثورة 25 يناير التي غيرت معها مصر قبل أن تلقي بظلالها على الآثار، والتي كان فيها ظلال إيجابية مثل تحول المجلس الأعلى للآثار إلى وزارة مستقلة واسترداد قطع أثرية مصرية كانت مهربة بالخارج وإنشاء نقابة خاصة بالأثريين وأخرى سلبية تعرض المتحف المصري وغيره من المخارن الأثرية في عدة المحافظات للسرقة وتوقف عمل البعثات المصرية والأجنبية. فقد تعرض أكثر من موقع أثري إلى السرقة والاقتحام من قبل البلطجية عقب ثورة يناير، حيث تسلم وزير الدولة لشؤون الآثار وقتها الدكتور زاهي حواس عددا من التقارير عن عمليات سرقة واقتحام لعدد من المناطق الأثرية وذلك خلال الأسبوع الأول من ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، حيث أفاد أول التقارير بتعرض مخزن «القنطرة شرق» المتحفي بسيناء وكذلك المتحف المصري بالقاهرة للسرقة. ومع المراجعة المبدئية لمحتويات الفتارين المحطمة ومقارنتها بسجلات المتحف وقاعدة بياناته، تبين اختفاء ثمانية قطع أثرية من المتحف، تمت استعادة أربعة منها. أما المخازن المتحفية فقد تعرض 6 منها للسطو والسرقة وهي مخزن القنطرة شرق في سيناء، الذي اقتحمه اللصوص وسرقوا منه عدة صناديق مملوءة بالآثار، وقد استعادت الآثار 292 قطعة أثرية منها، كما تعرضت مجموعة من مخازن مقابر منطقة سقارة لعدة هجمات خلال 10 أيام فقط، كسر فيها اللصوص أقفال هذه المقابر، ومخزن بعثة متحف المتروبوليتان بدهشور والمعروف بمخزن «دي مورجان»، والذي تعرض للهجوم مرتين قام خلالهما لصوص الآثار بتقييد حراس الآثار وشل حركتهم، وكذلك مخزن البعثة التشيكية، ومخزن «سليم حسن» بالجيزة، ومخازن تل بسطة أيضا، ومخازن وادي فيران بالقرب من شرم الشيخ. كذلك تعرضت عدة مواقع أثرية فرعونية للسرقة هي: مقبرة «كن آمون» بتل المسخوطة بالإسماعيلية 150 كيلو مترا شرق العاصمة المصرية حيث دمرها اللصوص تماما، وهي المقبرة الوحيدة بالمنطقة من عصر الأسرة ال 19، وكذلك مقبرة «إيمبي» بالجيزة بالقرب من تمثال «أبو الهول» كما حاول اللصوص تدمير مقابر أخرى بالجيزة، إلا أن محاولاتهم فشلت، كما سرقت عدة قطع حجرية منقوشة من الباب الوهمي لمقبرة «حتب كا»، وقطع أخرى من مقبرة «بتاح شبسس» بأبو صير، كما حاول اللصوص أيضا سرقة تمثال «رمسيس الثاني»، إلا أن الأثريين والحراس طاردوهم، وكذلك تم تدمير أحد المواقع الأثرية بشمال سيناء، وحدث سطو على منطقة أبيدوس وقام اللصوص بالحفر خلسة ليلا بالمواقع الأثرية، وبلغ عمق بعض هذه الحفر نحو 5 أمتار، أما في منطقة الهرم فقد قام أهالي القرية المجاورة لهرم الملك «مرنرع» جنوب سقارة بالتعدي بالبناء على أراضي الآثار، كما تعدوا أيضا على أراضي الآثار جنوب مصطبة فرعون. أما الآثار الإسلامية فقد تعرضت 6 مواقع منها للتدمير الكامل، وأولى هذه المناطق قسم شرطة الجمالية الأثرية الذي حرق بالكامل، وهو القسم الذي كان قائما على منع مرور السيارات بشارع المعز لدين الله، ومع انعدام التواجد الشرطي بالمنطقة عادت السيارات لدخول الشارع الذي أنفقت الدولة ملايين الجنيهات لترميم مساجده ومدارسه وبقية المباني الأثرية، كما تحطم سبيل «على بيك الكبير» بطنطا، حيث حطمت شبابيكه الأثرية وأثاثه وبوابته الحديدية. المصدر : جريدة " الراى " الكويتية .