عقدت فعاليات الجلسة التاسعة من مؤتمر " الثورة والثقافة " تحت عنوان " تحولات الثورة ومستقبل الثقافة " وترأسها د. طارق النعمان ، شارك فيها د. أنور أبو غيث عن " ملامح الثورة السياسية " أثار خلالها العديد من التساؤلات هل كانت 25 يناير ثورة أم انتفاضة ؟ فهذا السؤال بدأ يتكرر كثيراً فى الشهور الماضية وله دافعان الأول ما اعقبها من ممارسات سلطوية أعادت غنتاج نظم القمع من جديد ، والثانى هو المعايير التقليدية للثورة فى تاريخ الفكر السياسى والتى لا تنطبق على ماحدث فى 25 يناير مثل غياب الطابع الطبقى وعدم وجود تنظيم موحد أو زعيم . قال د. ابو غيث أن القياس على ماسبق من شانه ان يخفى ملامح اصيلة ومبتكرة لهذه الثورة فهى تطرح غايات جديدة فى مطالبها التى تحملها قوى اجتماعية تتجاوز التصنيف الطبقى التقليدى ، ومن خلال اتباعها لأساليب محاصرة السلطة القائمة تفتح باب المراجعة كثير من المفاهيم حول الشرعية وآليات التغيير السياسى . وأضاف بان ثورة يناير لم تكن حلاً لمشكلات خاصة فقط بالمجتمع المصرى وأنما هى تجل سياسى إنسانى لمعنى المواطنة الجديدة التى تخرج عن المفهوم التقليدى للمساواة أمام القانون والحريات الشكلية وتجعل البعد الإجتماعى بعداً أصيلاً فى الحياة المشتركة يتجاوز ما تطرحة الليبرالية واقتصاد الدولة فى وقت واحد . ثم تحدث حجاج أدول عن " الثورة وحقوق الثقافات الفرعية " قائلاً إن من أهم الأساطير الفرعونية العالمية ايزيس وأوزوريس كثنائية فى وحدة الخير تعبر عن وحدة الشعب المصرى وعدوهما " ست " ممثل الشر والعامل على تفتيت تلك الوحدة ، والخير يستمر بتجميع القطاعات المصرية واحترام خصوصيتها وتزدهر مصر ويعمل ست على بعثرة قطاعاتها ليضرب الخير فى مقتل ، هذا باغتيال أوزوريس وبعثرة اشلائة فلا لايكون قطعة واحدة ، مع إذلال إيزيس روح مصر، ثم دور ايزيس التى جمعت أشلاء زوجها المتناثرة فى أنحاء مصر وبدموعها النيلية، باستعانتها بالعلم "إله المعرفة توت " بثت الحياة فى أوزوريس فحياة أوزوريس لا تكون إلا بالوحدة ، وأنجبا ابنهما المقاتل " حورس " الذى هو نتاج الخير وقاتل الشر المتمثل فى " ست " فهزمه ، فالشر قد رسخ فى مصر عقودا عديدة والخير فى ايزيس وأوزوريس هما مصر ، وثور يناير هى " حورس " الذى يطيح حاليا بشرور " ست " المتمثل فى نظام المخلوع . أعقب ذلك كلمة صالح مصباح الذى أكد فيها انه من خلال المنطلق التاريخى والسياسى الراهن، والتجربتين التونسية والمصرية ، انعكاسات ما يعرف بالمنعطف الثقافى للدراسات الإجتماعية على الحركات الإجتماعية والثقافة المعنية لاتنحصر فيها مجرد الإبداعات الفنية بالمعنى الأنثربولوجى العام، لكنها من المنتج الثقافى الروحى والرمزى الخاص بمجموعة إنسانية محددة بقصد إبراز أهمية الوسائط الجديدة للمعرفة واختلاط المطالب الاجتماعية والسياسية بالمطالب الثقافية فى جعل هذين المسارين الثوريين معقدين من خلال جمعهما بين الطابع المحلى والكونى على نحو مستحدث حقيقة منذ ولادتها .