دائما نحكم على الاشياء بقدر استطاعتنا على كيفية تشكيل هذه الاشياء وقدرتنا على تسخيرها لخدمتنا وخدمة الغير ومدى النفع والضررمن كيفية إستخدامها. لكل عمل سلاح ذو حدين وكل مهنة فيها ما يكفيها وأصعب المهن هى التى تجعل الناس يقتنعون بمن يعمل بها ويحتاذون محاذاة صاحبها ويكونون وجهات نظرهم ورؤيتهم من خلال هذا العمل والعامل ولكن...... ماذا تفعل حينما تجد هذا العامل يخالف تماما مايقدمه للناس؟ ماذا تفعل مثلا حينما تجد شركة عربية تنصح الناس بشراء منتجاتها الوطنية ثم تكتشف أن صادرها يورد لدولة إستيطانية ودولة معتدية؟ ظهر علينا" الفنان" عادل إمام من شباك واسع هو من صنعه بنفسه وظهر فى الساحة منفردا بأعمال ساخرة تحكى جرائم المجتمع واستبداد الأنظمة وكشف الستار عن منظومة فاسدة اخترقت جسد القومية وتربعت على عرش الفساد. ثم يأتى "المواطن" عادل إمام واصفا النظام والدولة بالإستقرار الدائم بوجود سيادة الرئيس ولايمل من تأييده الدائم لنجل الرئيس الذى بدا وكأنه المرشح الثانى للرئاسة بعد والده ,يصف الوطن وكأنه يملك عينا لاترى الا اللون الوردى الذى يصطنعه هو,شاكرا سيادة الرئيس على الديمقراطية العظيمة التى يوهبها لنا يوما بعد الأخر. وجدت أن مصداقية المهن زائفة حينما تجد بها بعض من الضلال. أليس هو من تحدث عن تزوير الإنتخابات فى "مرجان أحمد مرجان"ثم يأتى ويؤيد قرار الغاء الإشراف القضائى على الإنتخابات. أليس هو من تحدث عن ظلم الشرطة وإفتراء الأمن على المواطنين فى فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس"ثم يأتى ويتحدث عن إستقرار المواطن. أليس هو من تحدث عن سيطرة رجال الأعمال الفاسدين على مقاعد البرلمان وتزاوج المال بالسلطة فى فيلم "بخيت وعديلة"ثم يأتى ويتحدث عن النزاهة والديمقراطية. يرفض التطبيع ثم يؤيد النظام الذى وافق عليه. يتحدث عن القضية الفلسطينية وينكر دور المقاومة ويتهمهم بالسبب فى المشكلة ولاييستنكر أبدا دور الأنظمة تجاه التجاهل التام بالقضية والتعامل معها بفتور تاركا المناضلين تائهين ,فبدلا من أن يقول للضارب لاتضرب يقول للباكى لاتبكى. وأخيرا أسفت حينما وجدته يصف الدكتور البرادعى "بالمهرج"وينتقد دور رموز المعارضة الشرفاء وتعجبت أنه أول من جمع الناس يتوجعون ويقولون لإستبداد النظام كلمة واحدة وهي "آآآآآآآآآآآآآآه"فى فيلم "النوم ف العسل" أنا دائما أؤيد الفصل التام بين الحياة الشخصية لأى فرد ورؤيته ومايقدمه من أعمال وأفضّل أن الأعمال تكون مستوحاه من رؤية ووجهة نظر من يصنعها . فلا تتعجبون حينما أقدم إعتذار عن مقالى هذا وأؤيد الفنان "عادل إمام" غدا عندما أرى فيلما له يشكر فيه النظام ورئيسه ونجله واصفا الحياة الوردية التى نعيشها فى هذا الفيلم .!!! وحين يأتى غدا أقول "للأستاذ" عادل إمام ماكنت زعيما قط , فالزعيم الحق هو من يقول قدر إستطاعته وينفذ مايقوله . !! وشكرا