منذ سنوات قابلت صديق قديم قبل الثورة .. سألته عن أخبار الكافتيريا التى أقامها على الطريق السريع اسوانالقاهرة . فقال لى بحسرة وتهكم على الواقع الذى يعيشه الغلابه أمثاله : حضرتك عارف إنى لاشغلانه ولا أرض ولا وظيفة ولا حتى أمل فى جواز . فكرت آكل لقمة عيش حلال . بما أن بيتن قريب من الطريق السريع ولايسكن فيه أحد غيرى وقمت بعمل كافتيريا صغيرة على الطريق ...وبعد ما الحال إتعدل معاى جه موظف الرى وحرر لى محضر تعدى على أملاك الدولة و إنشاء مطعم بدون ترخيص . بعده بيومين جه موظف المساحة وعمل نفس الشىء ... بعدها جه موظف الضرايب وعمل لى تهرب ضريبى .واستدعتنى المحكمة ... ذهبت للمحامى وطلبت منه التصرف .. فقال لى لابد من هدم الكافتيريا وعمل تصالح ... وفعلت وهدمت مصدر رزقى وقلبى يتقطع ... لكن المحكمة رفضت حفظ القضية ليه موش عارف ... والضرايب كل يوم باعته لى إنذار بتسيد مبالغ جزافية غبية .... ورجعت للشارع زى مانت شايف ... صحيح دولتنا ما يعيش فيها إلا الحرامية ... تركته وتقابلت معه منذ أيام وقلت له ماحصل ليك يا حسين من ثورة هو ذنبك أيها المسكين .... لكن القضية لاتزال فى المحكمة والراجل عايش صايع .... لكننى صعقت عندما قرأت ثروة صفوت الشريف والحرمية لآخرون . لذا لابدمن أن تستقيم الأمور بثورة تقضى على النمذج الفاسدة الرديئة بقيادة شيخ المنصر أبو علاء كبير اللصوص . ربما تحتوى مصر على نماذج كثيرة مثل محمد بوعزيزى التونسى ولكن بتفاصيل مختلفة بعض الشىء ... لكن سيظل بو عزيزى مصدر احترام لكل شاب عربى يعانى من أنظمة تملكها الفساد حتى النخاع . أنظمة إعتادت الكذب حتى بعد نفيها وتهربها من المحاكمة بتداعى المرض والسرطان ... لكن مزبلة التاريخ لاتزال مفتوحة لمبارك وبن على وعلى صالح وبشار الاسد وغيرهم من أرازل الحكام .