دكتور/ محمد زين العابدين عبد الفتاح تشكل وسائل الإعلام بالنسبة للفرد (الطفل- المتعلم)، وخصوصا البصرية منها، مصدر تلقي للمعلومات ونماذج من السلوك والقيم السائدة في بيئته ومحيطه وخارجها أيضا، وتسهم وسائل الإعلام في تشكيل ذهن الطفل وتطلعاته وأنماط سلوكه، سواء كانت تخصه كفرد، أو في علاقته مع الآخرين، فالمواد التي يقدمها جهاز التلفزيون للأطفال، وللكبار أحيانا، تصبح ذات أثر فعلي حينما يتم الاقتداء بما تتضمنه من شخصيات وقيم ورموز، ومن ثم فإن وسائل الإعلام تشكل عاملا مهما ومساعدا على تربية المواطنة الصالحة أو عائقا للتربية على حقوق الإنسان. ونظرا لانتشارها الواسع، وللتعامل اليومي والمباشر معها، ولسرعة أثرها المرئي، فإن وسائل الإعلام تملك أكبر الأثر على الأذهان والسلوكات؛ مما يلزم استحضارها باعتبارها مصدرا رئيسيا للتربية، ولابد من أن تنسجم مع باقي مصادر التربية الأخرى، فدور الإعلام لا يقل خطورة عن دور الأسرة والمدرسة، بحكم امتداد مجاله إلى أوسع شرائح المجتمع، وبحكم انتشاره بين جميع فئات المجتمع، وما شهده هذا المجال من تحولات جذرية يسرت انتقال المعلومات وتبادل الخبرات. لذا فإن ربط الإعلام بالتنمية الشاملة وخططها بشكل رشيد وديناميكي، من خلال دعم الإحساس بالمواطنة والانتماء والرغبة في المشاركة في بناء الوطن، والإسهام في الاعتزاز بالهوية، وخلق الوعي بأهمية الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس، وتعزيز قيم المساواة بين الجنسين، وتجقيق العدالة والمساواة الاجتماعية بين أفراد المجتمع