عندما يتعلق الأمر بالجهاز المناعى للمواليد الجدد، يحمل الاعتقاد الشائع بأن خلايا المناعة لديهم ضعيفة، مما يجعلها أكثر عرضة للعدوى، ولكن دراسة جديدة من جامعة كورنيل فى نيويورك، أشارت إلى أن النظام المناعى للرضيع هو فى الواقع أقوى من البالغين، لكنه مجرد ذاكرة قصيرة لمكافحة المرض. قال فريق البحث، بقيادة براين رود من كلية كورنيل للطب البيطرى، التى نشرت نتائجها مؤخرا فى مجلة علم المناعة، أن الجهاز المناعى يتكون من شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التى تحمى ضد مسببات الأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات. من المعروف أنه فى الأشهر القليلة الأولى من حياة الرضيع، ونظام المناعة لديهم غير قادر على درء العدوى على نحو فعال بالمقارنة بالجهاز المناعى للبالغين، ولكن الأسباب الكامنة وراء ذلك ليست مفهومة تماما. قوة الجهاز المناعى للفرد يعتمد على تشكيل خلايا الذاكرة "T"، وفقا لفريق كورنيل، هذه الخلايا تذكر مسببات الأمراض التى واجهتها فى السابق والمرة القادمة التى تدخل الجسم، فإنها يمكن أن تستجيب لها بسرعة وفعالية. وأوضح الباحثون أن البالغين لديهم عدد كبير من خلايا الذاكرة "T" أثناء العدوى، وحوالى 10٪ منها يستقر فى "تجمع ذاكرة طويلة الأمد،" وتبقى على استعداد للقتال فى المرة القادمة للمرض عندما يدخل الجسم، ومع ذلك كشفت نتائج دراسة الفريق أن نفس العملية لا تحدث فى النظام المناعى للرضيع. وقد قام الباحثون بتحفيز الكبار وجهاز المناعة للرضع بنفس العدوى، ووجد الباحثون أن نظام المناعة للرضع خلق خلايا "T" التى استجابت بشكل أسرع وأكثر قوة مع تلك العدوى، ولكن هذه الخلايا لم تدم طويلا. يعتقد الفريق أن هذا الاكتشاف يمهد الطريق لتطوير اللقاحات الجديدة التى يمكن أن تحمى الرضع والأطفال من الأمراض المعدية، واللقاح المثالى سيكون جرعة واحدة تعطى عند الولادة لولادة مناعة طويلة الأمد. وأضاف رود أن الفريق يأمل فى إجراء مزيد من الدراسات وإيجاد وسيلة لجعل خلايا الرضع تتصرف مثل الخلايا البالغة حتى يتمكنوا من الاستفادة من اللقاحات والرد على العدوى. نشرت نتائج الدراسة عبر الموقع الإلكترونى لصحيفة "Medical News Today"، وذلك فى الخامس عشر من شهر يونيو الجارى.