أقامت جمعية نقاد السينما المصريين وجمعية الفيلم حفل تأبين للسيناريست الراحل فايز غالى بمقر جمعية الفيلم بشارع شريف بوسط البلد، حضر الحفل محمود عبد السميع رئيس جمعية الفيلم ومحسن ويفى رئيس جمعية نقاد السينما المصريين، وأسرة الراحل فايز غالى زوجته الناقدة الكبيرة ماجدة موريس ونجليه فادى وهانى فايز. بدأ حفل التأبين بالوقوف دقيقة حداد على روح السيناريست فايز غالى ثم تحدث محمود عبد السميع رئيس جمعية الفيلم عن علاقته بالراحل فايز غالى حيث جمعهما العمل معا فى العديد من الأعمال السينمائية، بينما تحدث محسن ويفى رئيس جمعية نقاد السينما المصريين عن بداية فايز غالى والتى كانت مع النقد قبل كتابة السيناريو، حيث ذكر ويفى أن غالى كان متمردا وكان دائما ما يكسر التنميط فى السينما والتابوهات الراسخة فى المجال. من جانبها قالت النقادة ماجدة موريس زوجة الراحل فايز غالى أن زوجها كان متفائلا جدا بعد ثورة 25 يناير إلى أن بدأت الأمور تختلف عما بدأت إلى أن جاء له حالة اكتئاب وازدادت بوصول الإخوان إلى حكم مصر، وبعد 30 يونيو تحسن حالته وبحث عن شرائط كانت قد سجلها لقيادات الجيش الثانى ليقدم من خلالها فيلم "8 أكتوبر" وهو الفيلم الجاهز حاليا إلى جانب فيلم أخر بعنوان "المسيح والآخر" وهو الفيلم الذى يرصد رحلة العائلة المقدسة لمصر وتقول موريس أن هذا الفيلم تم مهاجمته بشكل كبير أثناء كتابته وبعد أن هدا الهجوم على الفيلم اكتشف فايز أن منتج الفيلم الذى تحمس له يتبع شركات صهيونية وكان يريد تغير نهاية الفيلم وهو الأمر الذى رفضه غالى تماما. أما نجل السيناريست فايز غالى "فادى" فقال إن فيلم 8 أكتوبر سوف يكون من أهم الأفلام الحربية فى الفترة المقبلة، أما فيلم "المسيح والأخر" فقال فادى إنه يتعهد بخروج الفيلم حتى ولو سيدق باب كل الكنائس لإنتاج الفيلم. فايز غالى هو واحد من عشاق السينما الذى دفعه عشقه لها على التمرد على وظيفته كإخصائى اجتماعى بمصلحة السجون التى عُين بها بعد تخرجه من قسم الفلسفة بكلية آداب جامعة إسكندرية، ليلتحق بعدها بالمعهد العالى للسينما لدراسة السيناريو، ويكتب سيناريوهات مميزة رسخت فى أذهان ووجدان الشعب المصرى وشكلت جزءًا مهمًا من تاريخه، وناقشت قضايا وطنية واجتماعية وإنسانية عانى منها كثيرا، ونذكر من هذه الأفلام فيلم "الطريق إلى إيلات" الذى أصبح علامة مميزة فى تاريخ السينما المصرية ولا تمر ذكرى وطنية لحرب أكتوبر أو تحرير سيناء أو أى مناسبة وطنية دون عرضه. كما ناقش مشكلة المخدرات وتجارتها وأسيادها ونتائجها من خلال فيلمه "الإمبراطور" الذى قدمه العبقرى الراحل أحمد زكى، وقدم أيضا "العوامة 70" و"الثأر" و"ضربة شمس" و"امرأة تحت المراقبة" وغيرها من الأفلام، ولم يكتفِ بالكتابة السينمائية، بل قام بعمل دبلوم الدراسات العليا فى النقد من المعهد العالى للنقد الفنى، وأصبح واحدًا من أهم النقاد على الساحة الفنية، كما أصبح عضو اتحاد نقاد السينما المصريين وعضوًا بالجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، التى تقيم مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى كل عام. ويعد مسلسل "وجهة نظر" الذى عرض عام 1974 هو أول أعمال السيناريست فايز غالى التلفزيونية، وكانت قصته مستوحاة من معاناة غالى الشخصية فى عمله بمصلحة السجون، وهى المهنة التى لم يحبها قط، فجاءت قصة المسلسل مشابهة لما كان واقعه ذات يوم، حيث قدم قصة شاب يعمل بوظيفة لا يحبها وتلزمه بزى معين يوميا، وبمرور الوقت يشعر هذا الشاب بالرتابة والملل، الأمر الذى يدفعه لكسر الروتين وتغيير الزى الذى يرتديه كل يوم، الأمر الذى يتسبب فى مواجهة شرسة مع رئيسه، وتتوالى المشكلات عليه بعد ذلك إلى أن يتم القبض عليه من قبل رجال الشرطة. بعدها توالت أعماله التلفزيونية، فقدم مسلسل "العقاب" مع يوسف شعبان وتيسير فهمى، وتطرق فيه لقصة الرتابة والملل من العمل والظروف الحياتية، ومسلسل "الموج والصخر" مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ ومسلسل "صح النوم" ومسلسل "سجن أملكه" ومسلسل "أحزان نوح" ومسلسل "المنزل الخلفى" مع تحية كاريوكا وإبراهيم نصر وبوسى وعمر الحريرى ومسلسل "عزبة المنيسى" ومسلسل "أسير بلا قيود" ومسلسل "المنصورية" الذى عرض عام 2005، وكان آخر أعماله التلفزيونية وقدمه عزت العلايلى ووفاء صادق وعمر الحريرى ومى حامد. وكان فيلم "وحياة قلبى وأفراحه" الذى عرض عام 2000 هو آخر أعمال الراحل السينمائية بعدها انقطع عن العمل السينمائى، نظرا لتردى أوضاع السينما، وتفرغ للنقد الفنى، حيث كان ضيفا دائما لبرنامج نادى السينما الذى كان يعرض على القناة الأولى.
