عادة ما بتكون أى مجتمع من فئات متعددة العروق والثقافات ومختلفة الطباع والأمزجة ؛؛ وتشترك كل مجموعة من هذه الفئات فى وحدة العادات والتقاليد التى تتوارثها عبر الأجيال 0 ولكن يوجد فئتان داخل المجتمع المصرى من الممكن أن نطلق عليهم إمتداد لفئات أخرى فى الخارج تحمل نفس المواصفات والطباع والعادات والتقاليد ؛؛ وتعيش على مساحات واسعة من أرض البسيطة ؛؛ فيكّونون داخل المجتمع بؤر إجرامية تعمل على أذى المجتمع الذى تعيش فيه ؛؛ ولا تتغير هذه الفئات عندما تنصهر فى المجتمع ؛؛ بل تظل بعاداتها وتقاليدها التى تحاول أن تفرضها على الآخرين من حولهم 0 والغجر والهناجرة ممتدون فى كثير من بلاد العالم ؛؛ لأن معيشتهم كانت تعتمد على التنقل والترحال من بلدٍ لآخر ؛؛ ولا يعرف أحد من أين جاءت أصولهم ؛؛ فالبعض يقول من الهند ؛؛ والبعض الآخر يقول من أوروبا ؛؛ وقد تكّونت من هؤلاء عصابات المافيا فى إيطاليا ؛؛ التى تتاجر فى المخدرات والسلاح والأعراض ؛؛ وتمثل حكومة موازية للحكومة الرسمية هناك ؛؛ ولها قوة وثقل وميليشيات وكلمة مسموعة 0 وعندنا نموذج مصغّر من هذه المافيا يعيش داخل مصر ( الهناجرة والغجر ) ؛؛ فالهناجرة فئة تخصصت فى السرقات والنصب والأحتيال بكافة أشكالة القديمة والمستحدثة ؛؛ وفى البلطجة والأعمال المنافية للآداب بغرض سرقة السائحين العرب بعد تخديرهم ؛؛ وينتشرون فى أغلب محافظات مصر خاصة القاهرة والأسكندرية ؛؛ بإستمرار يبتكرون أحدث أساليب النصب للوقوع بضحاياهم ؛؛ ويربوا صغارهم على ذلك ليصبحوا فيما بعد إمتداد لهم فى هذا العالم الإجرامى المتأصل 0 ولكن الأخطر من ذلك أنهم يمارسون عمليات النصب خارج حدود الوطن أيضاً ؛؛ وبالتحديد فى المملكة العربية السعودية فى موسم الحج ومواسم العمرة ؛؛ فيمارسون السرقة داخل الحرم وخارجه ؛؛ وداخل الفنادق التى ينزلون بها ؛؛ وفى الشوارع المزدحمة بالمعتمرين أو الحجاج ؛؛ وأصبحت مواسم الحج والعمرة هى مواسم عمل لهم لجلب ما أستطاعوا من السرقات التى حصلوا عليها من حجاج ومعتمرى بيت الله الحرام 0 وكذلك يمارسون التسول هناك ؛؛ ليسيئوا لكل ماهو مصرى ؛؛ حتى أن السلطات السعودية ضاقت بأفعالهم وفشلت فى التعامل معهم ؛؛ فطلبت من السلطات المصرية ( كشف عيلة ) عن كل حاج ومعتمر مصرى قادم إليها ؛؛ حتى تتفادى شرهم وفسادهم 0 أما الفئة الإخرى هم الغجر ؛؛ أصحاب الموالد والتراحيل ؛؛ وأهل الصعيد يسمونهم ( حلب ) ؛؛ كانوا فى الماضى يعسكرون على أطراف المدن والقرى فى أيام الموالد ؛؛ ينصبون الخيّم والمراجيح والمسارح الخشبية ؛؛ وتعمل نسائهم كغوازى وأيضاً فى ضرب الودّع ؛؛ ورجالهم كثيراً مايعيشون على عرق نساءهم ؛؛ فيقتصر دورهم فى حماية نساءهم من تعرضهم لتحرشات الزائرين والسكارى بعد سهرات شوادر الموالد ؛؛ والبعض الآخر يعمل على المراجيح وتصيّد الأطفال وخطفهم ؛؛ والبعض على لعب القمار من خلال لعبة ( أين الصورة ) أو ( الكوتشينة ) ويصطادون الزبائن السذّج من الريفيين الذين يظهر عليهم الثراء 0 هكذا حياتهم ومازالت ؛؛ ولكن خطورتهم زادت عندما عاشوا فى الحضر وفى المحافظات والمدن والقرى ؛؛ وأستقر بعضهم فى شكل مجموعات داخل مناطق معينة ليشكلوا بؤر إجرامية وعلامات سوداء فى جبين المجتمع المصرى ؛؛ لأنهم نقلوا معهم عاداتهم السيئة ومظاهر فسادهم ليصيبوا بها الآخرين ؛؛ فهم يعتمدون على البلطجة والتكتلات فى التعامل مع غيرهم من أفراد المجتمع ؛؛ يتعاملون فى الربا والقمار والمخدرات ؛؛ فيقع فى شباكهم الكثير والكثير من الضحايا 0 فأصبحت لهم دول صغيرة فى المناطق التى يعيشون بها ؛؛ لهم القوانين التى يتعاملون بها فيما بينهم ؛؛ وفى كثير من الأحيان يجبرون الآخرين على التعامل بقوانينهم بقوة البلطجة والتجمعات التى يعيشون فيها ؛؛ وأصبحوا كالجراد ( كثرة للفساد ) ونموذج لخراب المنطقة التى يحلّون عليها 0 هؤلاء الفئتان ينشران الفساد بمختلف أشكاله داخل المجتمع المصرى ؛؛ لايستفيد منهما المجتمع ؛؛ وأيضاً لا يستطيع القضاء عليهم أو إصلاحهم مهما حاول معهم ؛؛ لأنها جينات وراثية تتأصل من جيل لآخر ؛؛ لا تتغير بتغير البيئة المحيطة بها ؛؛ بل كل جيل جديد يكون أكثر ضرراً على المجتمع من الجيل السابق له ؛؛ لأن موهبة هؤلاء تقتصر على أعمال الشر والبلطجة وإيذاء الآخرين ؛؛ وبالطبع يوجد إستثناءات من هذه القاعدة العريضة ؛؛ ولكنها إستثناءات نادرة 0