النماذج التى إستضافها الإعلام المصرى لجميع شرائح وإتجاهات المجتمع المصرى منذ بداية الثورة إلى الآن لا أعلم من أين أتى بها ؛؛ فتارة يأتى بمجموعة شباب من المفترض أنهم يمثلون شباب الثورة ؛؛ فيسيئون إلى الثورة بتشبثهم برأيهم وإظهار أنفسهم على أنهم أصحاب الرأى الصائب دون غيرهم ؛؛ وأنهم أصحاب الفضل على الثورة ( ربما لأنهم تحكموا فى ميكرفونات ميدان التحرير ) أو قادهم حظهم إلى هذه الشاشات !! وعندما تأتى مشكلة الفتنة الطائفية يأتى الإعلام بمجموعة عناصر من الطرفين ؛؛ المسلمين والمسيحيين يتهم بعضهم البعض بأنهم هم من بدأوا المشكلة وهم من تسببوا فيها ؛؛ وبدلاً من تهدأة الناس يحدث تأجيج لمشاعرهم ؛؛ أو يأتى بنموذج أخر لمسلم ومسيحى من الملائكة يتحدثون بأن لا شىء حدث وأنهم أشقاء وأبناء بلدُُ واحد ؛؛ وينتهى المشهد بالتقبيل والأحضان ؛؛ وكأنهم بهذه الطريقة قد تم حل المشكلة من الأساس 0 حتى النموذج الإخوانى الذى ظهر على الشاشات هو النموذج الذى يرعب الناس ؛؛ لأنهم أتوا بعناصر من القمة الإخوانية بالعقلية القديمة وتجاهلوا قاعدة الجماعة ؛؛ التى ربما نجد فيها أراء معتدلة عن قادتهم الذين يطمعون فى جنى ثمار الثورة ؛؛ حتى أنهم فى بعض أحاديثهم الأخيرة تعدوا حاجز الغرور عندما أعلنوا أنهم لن ينافسوا إلا على 50% من مقاعد الكراسى البرلمانية فقط !!؛؛ وكأنهم ضمنوا أصوات الناس فى جيبهم ؛؛ أو فرضوا إرادتهم على الشعب المصرى ؛؛ ويتهمون كل من يعارضهم أنه ليبرالى أو علمانى أو أنه لا يريد تطبيق الشريعة فى بلد إسلامى 0 ونأتى للإخوة السلفيين ؛؛ أصحاب الهجوم على الأضرحة وقطع الأذُن ؛؛ والذين إعتلوا المنابر أيام الثورة لمنع الناس من المشاركة بها ؛؛ بحجة الخروج على الحاكم لا يجوز فى الشرع ؛؛ وهم الآن من أعتلوا الثورة ويتحدثون بلسانها ؛؛ وأنهم أصحاب الفضل عليها ؛؛ مثلهم مثل الإخوان فى المنهج والتطبيق 0 ألا جدير بالشاشات أن تستضيف النماذج المعتدلة والمستنيرة من السلفيين مثل الشيخ ( محمد حسان ) ؛؛ لأنى أعلم أن هذا الرجل لا يطمع فى منصب سياسى ؛؛ ولا يلوّن الدين أو يطوّعه لأغراض سياسية ؛؛ ويتميز بالإعتدال والقبول ؛؛ وساهم فى حل العديد من المشكلات التى حدثت بعد الثورة ؛؛ وبالطبع الشيخ ( حسان ) يظهر فى كثير من البرامج منفرداً ؛؛ ولكنى أقصد برامج الحوار والجدال وتوضيح الرؤى وتقارب وجهات النظر ؛؛ فهذه البرامج تُترك لمن يسيئون إلى المنهج السلفى أحياناً بتعصبهم وأحياناً بجهلهم الدينى 0 نماذج كثيرة تعتلى منابر الإعلام نراها يومياً ؛؛ ولا تنتهى الحلقات التى يظهرون بها إلا بالتراشق بالكلمات ؛؛ وتبادل الإتهامات ؛؛ وإظهار أسوأ نماذج التعبير عن الرأى ؛؛ ليظهر الشعب المصرى على أنه شعب همجى لا يجيد الحوار الراقى وقبول الرأى الآخر 0 كل يوم أشاهد ما أراه على برامج ( التوك شو ) فى الفضائيات بشىء من الحزن ؛؛ لأنى فى المظاهرات قابلت نماذج ممتازة من الشباب لم أجدها على الشاشات ؛؛ وقابلت شباب معتدل ومنفتح من الإخوان قبلوا الجدال المتحضر معى لساعات دون أن يغضب أحداً من الآخر ؛؛ وتعايشت مع السلفيين وشاركتهم وهم يحمون الأقسام من الهجوم عليها ؛؛ وكنت مع مجموعات أخرى شاركت فى تنظيف وإعادة تشطيب الأقسام التى تم حرقها من البلطجية لتعود الشرطة لأماكنها بسرعة 0 جميع هذه النماذج لم أجد إلا القليل منها على شاشات التلفزيون ؛؛ وتم التركيز على الإستثناءات وعلى من يريدون إشعال نار الفتنة ؛؛ وعلى من يتعصبون بأرائهم ؛؛ وعلى من يتنازعون ويتناحرون ؛؛ بل وصل الأمر فى بعض الأحيان إلى السباب والضرب بالأيدى ؛؛ وبذلك أصبحنا نسىء إلى أنفسنا بأنفسنا ؛؛ ونؤكد للعالم أننا شعب همجى لا يستحق الديمقراطية أو الحرية 0