فى ايامك قبل الاخيرة هاجمك ألم كبير فطلبت منى أن انظر الى قدميك حتى تتأكد انها مازالت على قيد الحياة ام لا، فالموت يبدأ من القدمين كما اخبرتنى وقتها، كنت تحدثنى وانت نائما على ظهرك ومازالت نبرات صوتك تخرج فى كبريائها المعهود فلم يستطع المرض ان يهزمها، تحركت لأرى قدميك كما امرتنى ولكن شعرت بأن خطواتى ثقيلة وان الامر الذى لا يستغرق ثوانى شعرت بأنه رحله طويلة، فخطواتى كانت تخشى ان يكون ظنك فى محله وان ما تشعر به هى سكرات الموت وعلامات النهاية،فقد احببت نفسى احيانا ولكنى احببتك انت دائما، وفى اثناء الرحلة الى هناك سمعتك أذناى وانت تردد كلمات بين ثناياها قوة ايمانية تدل على عدم خشيتك حتى من الموت، وعلى الرغم انى وجدت قدميك مازالت تنبض ادهشتنى تلك القوة الغريبة فى مواجهة اقوى مجهول، ما كل هذه القوة والثبات فى مواجهة ما كنت تظنها اصعب لحظات الحياة؟! ،وبعد تلك اللحظات لم يمهلك القدر كثيرا فبعد ايام ليست بالكثيرة رحلت بعد ان علمتنى كيف اصبح رجلا، بعد ان علمتنى معنى كلمة "كبرياء"، وكيف اكون قويا فى احلك لحظات ضعفنا وهل هناك لحظات ضعف انسانى اقوى من اللحظات الاخيرة التى فيها يقضى الموت على الحياة ؟! كنت ومازلت وستظل معلمى ،افتقد نصائحك عندما اضل الطريق، افتقدها عندما تهزمنى الحيرة عند الاختيار بين طريقين،استحضر روحك دوما واسألها ماذا افعل؟ ودوما يا أبى اجدك حاضرا لا غائبا ، ولكن كان للحياة طعم فى وجودك انت وبعدما رحلت اصبحت بلا طعم . فى لحظاتك الاخيرة كان هناك انحناء وبكاء ولكن كان للبكاء آمال وردية وورود منحنية فى شموخ، اجتمع النقيض بنقيضه،كانت لحظات غروب وردية كانت فيها العين يعتصرها وجع الموت، ثم تتساقط الدموع متبعثرة وكأنها ورود حالمة فى نهايتها أمل وردى، فكيف يرتبط الغروب بالامال الوردية؟!، فعندما تُتنزع الوردة يختفى لونها وتخفت بهجتها وتموت ضحكتها وتدبل حياتها فانتزاعها يعنى موتها ،ولكنها مع رحيلك اٌنتٌزعت وبداخلها ابتسامة الامال الوردية، ، فى لحظات غروبك كانت هناك دموع وردية تتساقط وكان هناك موت فى شموخ، رأيت امام عينىَ الامل الوردى اننا سنلتقى يوما على خير فى كنف مليكٍ مقتدر فى جنته العليا ،وبعد ان قُضى الامر هناك من رأى فى المنام ان قبرك حوله حديقة مليئة بالورود، فعندما يهم الرحيل بالرحيل ويأذن الله باللقاء سترى فى عيونى كيف سيطرالامل الوردى على لحظات الغروب اكثر من وجع الموت. من الغريب حقا ان يرتبط بالموت امل وردي فدوما اللحظات الوردية تصاحب الشروق لا الغروب فهل كانت لحظات الشروق بنفس الصدق والسمو التى كانت عليه لحظات الغروب؟؟ كثير منا شعر بلحظات شروق وردية وبداية رحلة نهايتها سعيدة عندما استمعنا لبيان 3 يوليو، كانت هذه لحظة صدق تاريخية لبت نداء ضغط شعبى عارم اخترق جدران تاريخ الثورات،آمنا جميعا بفكرة اجراء انتخابات حرة مبكرة وظهر لنا من ساعدنا على تحقيق فكرتنا، فاقوى رجل على هذه الارض هو رجل آمن بفكرة واصبحنا نحن وهو ذلك الرجل ،التففنا حوله فكنا نبحث عن صادق واحد صاحب منصب عام وظننا انه هو، ولكن اتضح ان الامنيات اصابها كذب الواقع وضلاله، وإذ بالامنيات والواقع كعادتهما كقضبان القطار لم يلتقيا من البداية حتى النهاية، كانت البدايات صادقة ولكن ما ادراك ما السلطة واغراؤها !! فاتضح ان كل الوعود التى تلتها والقسم بالذات الالهية بعدم الترشح لم يكن الا مجرد كلام معسول ينفى فيه الانتواء على الترشح فيتكرس لا شعوريا داخل الناس بأنه الامل والطريق ،رأى من القى البيان ان فرصته نحو مجد شخصى اصبحت سانحة وأتى بعد شهور ليطلب تفويض من الجيش للترشح للرئاسة ، و بعد اسابيع من طلبه للتفويض ظهر بزيه العسكرى ليعلن ترشحه وخدش لحظة الشروق الوردية التى شعرنا بها ،ولكى ندرك خطورة اقحام الجيش فى الامر علينا جميعا ان نرجع للحديث المسرب للمرشح الرئاسى السابق احمد شفيق _الذى كنت ومازلت ضده سياسيا_ فقد اوضح صراحة ان طلب تفويض الجيش واظهار قادة الجيش وكأنهم داعمون ترشح وزير الدفاع فهو "جهل غريب ومنظر ليس له اى سابقة" ،فهل ادركتم ما ذا تفعلون بصورة الجيش؟؟؟!!!،فالظهور بالزى العسكرى لاعلان الاستقالة امر مفهوم ومقبول اما عندما يتطرق الامر الى حديث عن ترشح وملامح برنامج انتخابى فهو امر غير مقبول وغير مفهوم، فكما تلاعب الاخوان بالدين تلاعبتم انتم بالجيش. يا وزير الدفاع السابق اسمع ... اذا كان فعلا ترشحك جاء لضغط شعبى كما تحدثت وليس لهثا وراء مجد شخصى فهل تناسيت حوارك فى الواشنطن بوست فى 4 اغسطس 2013 وقتها سألك الصحفى عن ترشحك للرئاسة فاجبت موجها اليه تلك الكلمات الرنانة "انت فقط من لا يصدق ان هناك اشخاص لا يطمحون فى السلطة" وعندما سألك الصحفى هل هذا انت ؟ فاجبت : "نعم" ، فهذه اجابتك فى ظل تأييد شعبى رهيب ظهر فى خروج الملايين يوم 26 يوليو فكيف تدفعك الى الترشح الاعداد التى خرجت لمطالبتك بالترشح فى 25 يناير الماضى والتى كانت اقل بعشرات المرات؟ اذا كان فعلا ترشحك جاء للدفاع عن امن الوطن، وتريد ان تصعد الى اعلى درجات السلم وتتولى ملفات الامن والسياسة والاقتصاد فماذا حققت فى ملف الامن وانت مسئولا مباشرا عنه؟ ألم تجرِ دماء جنودنا الابرياء ولم يتم حمايتها بالشكل الكافى؟ وما هى نوعية الصلاحيات التى ستدافع بها عن الامن القومى ولم يمنحها اياك زيك العسكرى وسيمحنها اياك زيك المدنى وانت راكب دراجتك؟ . الطريقة التى تٌطرح بها والتأييد المطلق دون معرفة حتى برنامجك، وكأنك اصبحت رئيسا دون المرور بعناء اقناع الناخبين عن طريق وعود وعهود وافكار،فذلك طريق صناعة جلاد جديد ولكن لو ظن الجلاد ان سجن الاحلام وكتم انفاسها سيحمى السوط الذى بيديه فهو "واهم"، تأكد بأنك حتى لو صعدت ماديا الى اعلى درجات السلم فقد سقطت معنويا الى اقل درجاته ،كنت فى مكانة عالية ولكنك انت من اخترت ان تنزل من "هناك" الى "هنا" لتقف فى صفوف اصحاب الوعود الكاذبة، واهتزت صورتك بداخلى ووجهت لها بيدى لكمة شديدة كى اكسر ذلك البرواز الذى كانت فيه داخل قلبى. كانت رحلتان واحدة فى لحظه غروب وردية كانت فيها لحظات انحناء دامعة الا انها كانت صادقة، وآخرى فى لحظة شروق وردية تحولت فيها البدابات الصادقه الى وعود كاذبة وانتهت بتحطيم صورة كانت داخل برواز فى اعماق الاعماق ،ادرك يا كلماتى كم تشعرين بالفارق الكبير بين الرحلتين ولكنك لن تستطيعى دفعى الى كتابه ما يعبر عن ندمى لمشاركتى فى هدم عرش التنظيم فلوعادت الايام ساتخذ نفس القرار لان مشكلتنا مع عرشهم هى مشكلة "خيانة وطن" فمصر عندنا "وطن" وعندهم "سكن". يا وزير الدفاع السابق لا اعلم لماذا كل من نضعهم فوق امالنا ومشاعرنا الصادقة لملامسة النجوم غالبا ما ينزلقون بسبب قشة من صنعهم، عليك ان تعلم اذا كان هناك من سمع صوتك وانت تطلب تأييد الجميع فأذناى لم تسمعه لان صوت سقوطك من عينى كان اعلى وارفع.