العادات والتقاليد والموروثات ، ليست كلها جيده يجب أن نحفاظ عليها ، فقد توالت على مصر عصورٍ مختلفه منها عصور أثرت علينا بالإيجاب وعصور إخرى أثرت بالسلب ومن أكثر العصور التى أثرت بالسلب على ثقافة وتقاليد المصريين ، ومظاهر الأحتفال بالمناسبات الدينيه والأعياد هو العصر الفاطمى ، فقد خلّف لنا هذا العصر موروثات سيئه , ومظاهر مغالاة فى الدين ومكانة الأولياء ، والإحتفال بالأعياد الدينيه , فما زلنا إلى هذا اليوم نقيم الموالد لأولياء الله الصالحين ونعظم ونضخم من شأنهم ، ومازلتا نهتم بالأعياد الدينيه من خلال المظاهر فقط دون الجوهر ، ( فالكعك والبسكويت وحلوى وعروس المولد وفانوس رمضان ) كلها موروثات من العصر الفاطمى 0 كل هذا بعضه مقبول ، وبعضه يعارض شريعتنا الإسلاميه وتعاليمها السمحاء ، الخاليه من أى تعقيد ، ولكن الخطر الحقيقى هو فى فكر هؤلاء الفاطميون ، فهم ينتمون إلى الشيعه ، ومن أهم إختلافات أهل السنه مع الشيعه هو الجدل الدائر بينهم حول قيمة صحابة رسول الله صلى الله وعليه وسلم فالشيعه يحقرون من شأن الصحابه ويسبونهم متى ذكروا فى مجلس لديهم ، أما نحن أهل السنه فلا يمر على أسماعنا ذكر أسم الرسول الكريم ، إلا ونصلى عليه وعلى آله وصحبه ونسلم وفى أعتقادى أن الفاطميين عندما فشلوا فى زرع المذهب الشيعى فى قلوب وعقول المصريون ، أستغلوا ضعف ثقافتهم وجهلهم فى هذا الوقت ، بأن جعلوا أسمين من أعظم الأسماء لدينا ، تستعمل فى السباب والشتائم بين النساء وخصوصاً فى الأحياء الشعبيه ، وهما إسما ( أحمد ) و ( عمر ) 0 فعندما تتشاجر سيده مع جارتها فى حى شعبى ، أول مايتبادر لها فى ذهنها من الشتائم هذين الأسمين فتربطهم ببعضهم وتقول ( أحمد يا عمر ) ، لعلكم عندما قرأتموها الآن شعرتم باشمئزاز شديد ، وتدنى فى مستوى الكلمات التى أتداولها فاسم ( أحمد ) هو أسم من أسماء نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم ، وأسم ( عمر ) هو أسم فاروق الأمه وثانى الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر ، وهو ميزان عدل هذه الأمه هو ( عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه ) . لعلكم أيقنتم الآن من أين دخل هذان الأسمان المشرفان ، إلى قاموس الشتائم الشعبيه للمصريين ، حتى أصبحت عاده قبيحه على ألسنتنا ، نتوارثها عبر الأجيال يجب أن نتخلص من هذه العاده ، وعلى كل من قرأ تلك السطور عليه أن يكون سفير دعوه لمن حوله ، ليبلغهم بتلك المعلومه ، حتى لا يأتى علينا يوم ، نشارك فيه هؤلاء الشيعه فى كرههم للصحابه ولرسولنا الكريم صلى الله وعليه وسلم فنحن لا نمجد ونضخم من شأن الصحابه ، ولا نحتقرهم ونحط من شأنهم ، ولكننا نضعهم فى مكانتهم الحقيقيه ، فهم السفراء الذين أوصلوا لنا الأمانه كما تركها لنا رسول الله صلى الله وعليه وسلم ، ومنهم من بشر بالجنه وهو مازال على قيد الحياه ، وهم من تولوا نشر الإسلام فى كل مكان على وجه الأرض ورفع راياته ، فلا يكون جزائهم منا ، أن نجعل من أسمائهم المشرفه شتائم تتداول على ألسنتنا عن جهل بدون قصد ،، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين 0