الصوفية الحقيقية هى التصوّف لله عز وجل والزهد فى الدنيا وشهواتها ؛؛ ولكن الصوفيين الحاليين ما هم إلا دراويش أو نستطيع أن نطلق عليهم مهاويس أولياء الله الصالحين ؛؛ فهم يشركون أولياءهم لجاه الله وملكه ؛؛ ويتمسحون بأولياءهم ويتباركون بشخصٍ قد مات لا يضر ولا ينفع ؛؛ ويلجأون إليهِ فى قضاء حوائجهم قبل اللجوء لله عز وجل ؛؛ فهم بذلك يساون بين الخالق والمخلوق والصانع والمصنوع ؛؛ ليضعوا عبد من عباد الله فى مرتبة ربه عز وجل ؛؛ أو يجعلوه على أضعف التقديرات وسيطاً بينهم وبين ربهم ؛؛ ثم يقيموا له الموالد التى يحدث فيها من المخالفات الأخلاقية والدينية وأعمال خطف أطفال وأغتصاب وقمار وربا ؛؛ كل هذا يحدث فى كل مولد من موالد هؤلاء الأولياء 0 فالترنح بالرأس ليست طريقة عبادة مذكورة فى القرآن أو جاءت فى كتب السُنّة ؛؛ والغناء والرقص ليس له وجود فى منهج الإسلام ؛؛ والتضخيم والمغالاة فى مكانة الأولياء ليست من الإسلام فى شىء ورغم كل ماذكرته إلا أنى لا أوافق إطلاقاً على حرق أو هدم هذه الأضرحة بهذه الطريقة الهمجية التى تتبعها الجماعات الإسلامية أيّاً كانت أسمائها ؛؛ فهذا الموضوع متروك لولى الأمر ( أى الحاكم ) ويجب أن يتم بعد مشورة رجال الدين المستنيرين من رجال الأزهر الشريف وخارجه ؛؛ ولكن بهذه الطريقة نحن نزرع الفتن من جديد ليحدث صدام بين الصوفيين وهذه الجماعات التى تطّرفت أعمالها ؛؛ وجعلت من نفسها متحدث رسمى عن الإسلام ويد الحق التى يبطش بها الباطل ؛؛ وعميت أعينهم عن الآية الكريمة { وأدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } صدق الله العظيم 0 فالخمر لم تحرّم بين يوم وليلة ولكنها حرّمت بالتدريج حتى يتمكن الإيمان من قلوب الصحابة ؛؛ وحتى تتوافق أعمالهم مع ما بداخل قلوبهم ؛؛ ولكن هذه الأيام نرى ونسمع عجائب الجماعات الإسلامية من إقامة الحد وتنفيذه بأيديهم ؛؛ يقطعون الأذن ولا أعرف بالضبط أى جريمة فى الإسلام حدها قطع الأذن ؛؛ ويحرقون البيوت بعد إخراج من فيها بحجة أنها فاسقة 0 من نصبّكم للقيام بهذا ومامقدار علمكم فى الدين لكى تفعلوا ماتفعلوه ؛؛ وعندما يعترض عليكم أحد يتهم بالعلمانية ومعاداة الدين الإسلامى ومخالفتهِ لشريعته 0 فاللأسف نموذج الشيخ ( ريشة ) فى فيلم دم الغزال هو النموذج السائد الآن ؛؛ وأصبح من يتحدث عن الدين هو أول من يسوّأ صورته بأفعاله هذه ؛؛ ويبدوا أننا على أبواب عصر من الإرهاب الفكرى والدينى 0 فمن حقكم أن تدعوا الناس وتثقفوهم أن هذه الأضرحة هى شرك بالله عز وجل ؛؛ ولا يجوز الصلاة فى مسجد بهِ قبر ؛؛ وأن الله لا يحتاج لوسيط بينه وبين عبده ؛؛ ولا يوجد بين العبد وربهِ حجاب ؛؛ فهو متطلع وقريب فى كل وقت وزمان ومكان ؛؛ لا يخفى عليهِ شىء فى الأرض ولا فى السماء ؛؛ يعلم مافى قلب العبد ومابين ثناياه 0 هكذا تكون الدعوة كما أقرها الإسلام ؛؛ وكما جاءتنا من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛؛ دعوة جذب ؛؛ لا دعوة طرد ونفور ؛؛ حتى مع أصحاب من عبدوا القبور 0