محمد نجيب هذا اللغز المحير الذى أختلفت عليه أقلام كتّاب التاريخ ومعاصروه بين مؤيد له وآخرون معارضون ،، ظل دوره فى الثوره غير معروف وغير محدد هل كان هو قائدها الحقيقى وصاحب فكرة تنظيم الضباط الأحرار أم جمال عبد الناصر ،، أم هو برافان تخفى خلفه مجموعة الضباط الأحرار الحقيقيين حتى يحققوا أهدافهم ومبادئهم ،، فدفعوا بهذا الرجل إلى طليعة الصفوف فى التنظيم حتى تتضح الأمور وتنجح الثوره وبعد ذلك يظهر المتخفون ويبدءون فى حصد مكاسب الثوره فهذا الرجل من خلال المعلومات التى تتوافر لدينا لم يكن له دور حقيقى فى الثوره أو بعدها ،، كل مانعرفه عنه قبل الثوره أنه كان رئيس نادى الضباط بالجيش وشخصيه محبوبه من جميع الضباط وبعد الثوره هو توليه حكم مصر لمدة عامين لم يكن فيها هو المحرك الرئبسى للأحداث ،، فالأمور لم تكن تستقر إلى حدٍ ما ،، وكان رموز ورجال الثوره منشغلون بإحكام قبضتهم على كامل مؤسسات الدوله والقضاء على كل ما تبقى من الملكيه ،، وعندما فرغوا من هذا أول ما فعلوه هو أن تخلصوا من هذا الرجل فحددوا له إقامته ،، وعاملوه كأصغر عسكرى فى الجيش المصرى حتى مات ،، حتى الدراما المصريه تجاهلت دوره فى الثوره سواء قبلها أو بعدها ،، فهى دائماً ما تبرز دور أشخاص آخرين كالرئيس جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وأنور السادات ،، سواء بالسلب أو الإيجاب أما هذا الرجل فيذكر فقط أسمه مع الأحداث كرمز ليس أكثر ،، وعندما نتذكر جميعنا رؤساء مصر بعد الثوره نبدء بالرئيس جمال عبد الناصر ونتخطى أسم محمد نجيب مع أن أسمه كان فى واجهة الأحداث حينئذٍ ،، ولكن هكذا التاريخ ينصف أنُاس ويظلم آخرين ،، وفى رأيي أن هذا الرجل مظلوم ولم يأخذ حقه ،، فكل ما قرأته عنه أنه شخصيه مهذبه ومحبوبه بين الضباط ،، هادىء ومتزن وعقلانى ،، ولكنه تعرض لعملية خداع على يد تلاميذه وأبنائه الضباط فأوهموه بأنه القائد الحقيقى للثوره حتى يكون فى واجهة الأحداث أمام الجميع ،، وبعد ذلك تخلوا عنه ،، فأنا لم أجد له صراعات حقيقيه أو حاشيه له من رجال الجيش أو السلطه عندما تولاها بالعكس 00 ظل الرجل مستسلماً لكل ماحدث له من رجال الثوره حتى مات ،، ولم يجد من يدافع عنه أو ينصفه لعبت معه السياسه دورها القبيح ،، وخانه كل من رفع أسمه وتعلم على يديه لم يذكر له التاريخ حسنه واحده أو سيئه واحده ،، فكل ما أوحى لنا التاريخ عنه أنه أول رئيس شرفى لمصر ،، نعم لقد كان توليه الحكم بعد الثوره مركزاً شرفياً ليس أكثر ،، جعله ضحيه من ضحايا السياسه وتصفية الحسابات رحم الله الرئيس محمد نجيب رحمةً واسعه وجعل مثواه الجنه ،، فهو الآن بين يدي خالقه العادل الذى لا يظلم أحداً