(إلى سيدة 18فبراير) كيف تمرضين وأنا المتألم؟ ! هل تتذكرين أمراضك السابقة؟هل تتذكرين كيف تسللك المرض كجاسوس يريد أن يفضح أسرار أنوثتك للعوانس؟هل تتذكرين البرد الذى ألمّ بك العام الماضى؟ألم يرحل فى جسدك كشهقة أُمّ اتاها خبر ابنها فى المعركة؟ألم ينسحب إلى أنفك ليحجب الهواء النقى عن العالم؟ألم ترتبك له حنجرتك فلا تبوحين ولا تعلميننا المعنى ومحبة الحياة؟ألم تتلوى عظامك منه فامتنعنا عن إدراك التناسق فى امرأة تلدُ الموسيقى من قدميها؟..أتمرضين فى حضورى فيكِ؟كيف هو المرض؟!ألم يكن بردك كنار ابراهيم؟بينما هى تعبث فى قدمى فلا أعرف خطوتى من هذيانى ؟ألم يخترق البرد الذى اصابك أنفى قامتنع تنفّسى من صدرك وامتنعت الزهور عن تنفّس الهواء بصدرى؟ألم تنتهك عظامى فى معركة بردك فانسحبت الموسيقى من قدمى وأظلم العالمُ على مسرح النهاية ؟ هل تمرضين فى حضورى أم ترانى المتألمَ بدموع فرّت من سجنك الأبدى ؟ألم ترتجف قدماك من البرد بينما لسانى يهذى من ارتجافة بيته القائم فى قدميك؟ألم يردّك البردُ صبية ترتجف يداها وهى تعبث "بالكى بورد" لتقول (نعم)؟أمَا شعرت بصدرك يقوم الليل فيصلى على سجادة صدرى صلاة عشق كان وضؤهما ألمى؟إذن كيف تمرضين وأنا المتألم؟!! قبل النوم الآن أذهب للنوم ..فاتبعينى بعد خمس أو عشر أو عشرين ..لكننى سأترك لك باب الحلم مواربا ..فادخلى بطيئا ولا تربكك لمحة النائم إذ يغطّ بأرق الوصول ..ادفعى الباب بتنهيدة تختصر أنوثتك فى خفة كائن لا يحتمله سواى ..وارمى على النائم نظرة لا تلسعه ..رتبى له أثاث الحلم بيد أرستقراطية تدربت على رى أزهار الحديقة ..اجعلى الشياطين ينظرون اليك من الخارج بدهشة المخذول ..اقتربى من سريرى تحت وطأة روحى التى تشدك من ابتسامتك واطبعى على جبينى قبلة تشد روحى إلى (تصبح على خير). كان يجب أن اغلق الهاتف! انت إذن تحب الهاتف أكثر من أمك, لأنه يستطيع أن يمنحك قطعة من السعادة ؛ عندما يحادثك صوت أنثوى تفشل كثيرا فى إعطاء صاحبته شكلا يليق بها , ستحاول أن تشدّ أذنيك _كحمار _لتعبئة أكبر قدر من الدفء الدف الذى سوف يمتصه فراش السرير دون أن يكون لقلبك نصيب . أيتها الأسلاك الهوائية أنت أرحم بنا من ذوينا أى شتاء إذن سيقهرنا, وأى برودة ستجتاحك أيها القلب؛ بينما المسافة التى بيننا تحمل خيط نور ونار. أرجوكِ لا تخبرينى عن النهر؛ كى تظل تفاصيلك محصورة فى دائرة الآلهة وكى تظلى أبعد ما يمكن عن لغز "مارى رزق الله" تلك التى علمت القلب أن يحترس. تستطيعين الآن الذهاب الى الأسكندرية وأنت تحملين معك كيسا من دمى بينما أنا عالق فى غبار القاهرة أنشد مع الثورة أنشودة التحرير . فلماذا أغلقت الخط على ذراعى وقلبى , ألأننى حاولت أن أكون صادقا بدرجة لا يطيقها أصدقاء الحياة أيتها القاسية ماذا فعلت ؟ ستنحبس الهتافات فى دماغى ولن يغفر لك الله فعلتك استغرقى إذن فى نومك وسوف أدخل عليك من باب الكواب لن أخرجك من ذنوبك مرة أخرى , وسأدعو عليك وعلى ابتسامتك فأنا حاضر اليك بالمشيئة . صدقينى لن يفيدك الاستيقاظ المفاجىء ولا الرعدة فى جسدك ولن يتقبل الله صلاتك الليلية ؛ لأن دمائى عالقة فى ثيابك وكلماتى الأخيرة مازالت تطن فى رأسك؛ أنت -إذن-لست خالصة لله عندئذ ستصبحين مزحومة بالقلق , وستندهشين من برودة أطرافك كيف إذن تستشعرين الدفء فى حرارة الهاتف ؟؟؟ أنت التى أغلقت الخط على ذراعى وقلبى . ******** أكان يجب أن اكون طبيعيا وأنا أنام على جمرتين بينما هاتفك يأتينى بثالثة ؟؟؟ أكان يجب _وأنا المرمى فى أرجوحة القلق_ أن أقابلك مبتسما بينما قلبى مذبوح فى محطة الوداع المفاجىء؟ أكان يجب أن أنام وأنت تمنعين النهر عن الفيضان.؟ تمنعين اللغة أن تسرى على دمائى بينما قلبك يمنحنى الوعد بالبقاء. ألم أقل لك إنك ذاك (الملاك)؟!