أكتب هذه المقالة للأستاذ الكريم محمد البلاسي الذي تتكلم عن التقارب بين السنة والشيعة وأقول من الواضح أنه متأثر من كلام الآخرين الذين يدعون من منابرهم بدعوة أن التقارب بين السنة والشيعة خيانة للإسلام ولكن نتيجة التعصب الزائد بين الطرفين سنة وشيعة يؤدي إلي ذلك التعصب البغيض علي مر السنين جيل بعد جيل وعندما يدعوا الناس العقلاء من الطرفين الي احترام بعضن البعض في الاختلاف في الفروع الدينية الموجودة في كتب الفقه عند السنة والشيعة نجد السكاكين جاهزة من الوعاظ والشيوخ من الطرفين لذبح بعضنا البعض وهذا ليس من تعاليم الاسلام ولا من أدب الحوار الذي أمر الله ورسوله به وأ علم أخي الكريم أن السنة والشيعة أصحاب دين واحد ولكن تراكم الاخطاء بين الطرفين من أيام قتل الامام علي رضي الله عنه وأيام معاوية وغيره من الصحابة والحروب التي قامت بينهم وتفرق المسلمين الي جماعات وفرق من سنة وشيعة والحروب التي قامت بينهم في القديم والظلم الذي حصل بينهم وتمسك كل واحد بكلامه وبعد ذلك جاءت الجماعات من الخوارج التي تفرق كلمة المسلمين وحتي الآن ولكن ياأخي تكفير الناس ليس من آداب الاسلام ولتعلم أن أهل السنة في الاسلام يشمل أهل السنة وأهل الشيعة لانهم يقولون لااله الا الله محمد رسول ويؤمنون بالاسلام ويقيمون الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام فكيف تكفرهم وهم يؤمنون بالاسلام هل شققت علي قلبهم هذا ملك الحي الذي لايموت سبحانه وتعالي الله هو الذي يعلم السر ويخفي نعم في بعض كتب الشيعة كلام لايرضي الله ولارسوله ولكن هم مسؤلون عنه امام الله وكذلك توجد اخطاء عند أهل السنة القدامي هل هذا من الاسلام لا وانما ترك هذا الامر لله تعالي ويجب أن نقرب المسافة بين المسلمين سنة وشيعة حتي تتوحد الامة وليعذر بعضا بعض فيما اختلفنا فيه والله هو المحاسب في الاخرة أو يعفوا ياأخي لاتتاثر بما يرد في القنوات الشيعية وقنوات الوهابية فإن الحقيقة غائبة عنك ولتعلم أن كتب التراث عند الطرفين به اخطاء كثيرة وتحتاج لمائة سنة أويزيد لتنقيتها لانه به كلام يخالف كتاب الله تعالي وخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ولكن ماورد في هذه الكتب ليس وحي من عند الله وانما كلام بشر يصيب ويخطئ فدعوة التقريب يجب ان تكون بين المسلمين حتي لو كانوا لايقبلون بعض فالله تعالي أمر سيدنا موسي إلي فرعون مصر مع أنك تعلم ماهو فرعون زمن سيدنا موسي عليه السلام ورغم ذلك أمره الله تعالي بالذهاب إليه لكي يتحاور معه مع أن فرعون عدو لسيدنا موسي عليه السلام فقال الله لسيدنا موسي كما ورد في كتاب الله ( إذهب إلي فرعون إنه طغي فقل له قولا لينا لعله يتذكر ويخشي) فالاسلام دين التقارب ودين الحب ودين الصلح بين المتخاصمين ودين يدعو للحوار بين الناس حتي مع الذين لم يؤمنوا به أما دعوة الخصام كما يحصل بين المسلمين الآن وكل فريق متمسك برأيه فهذا مخالف لله تعالي ولكتاب الله قال تعالي ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ) المسلمون يتحاورن مع اليهود والنصاري وكل شعوب الأرض ولكن عند التحاور بين المسلمين وبعضهم فلا يجوز عند الذين يروجون وينشرون الكلام الذي يغضب الله من سب وقذف ولعن واستهزاء لبعضنا البعض فهذا من عمل الشيطان فالصحابة رضي الله عنهم اختلفوا مع بعض وماتوا ولكن كل واحد كان يدافع عن الحق من وجهة نظره والكل كان يبغي الله تعالي ولو حصلت بينهم أخطاء فهذه أمرها إلي الله تعالي فما بالك بالمسلمين الآن الذين يختلفون مع بعض هذا يسب الشيعي وهذا يسب السنة سواء علي الفضائيات أو علي مواقع الانترنت أو في الكتب والكتيبات من علي الجانبين والخاسر في النهاية المسلمين وتكالب قوي الشر من الخارج علينا هل هذا يرضي الله تعالي عنا في الدنيا والآخرة الداعية السليم والصحيح والذي يحبه الله تعالي هو من يقرب بين الناس المختلفين ويدعو للصلح بينهم ويدعو الي ثقافة التسامح بين الناس فما بالك بأخوة الإسلام وأصحاب الدين الواحد الأمة تحتاج الي التعاون وتحتاج الي العمل وتحتاج إلي التوحد وتحتاج إلي كل الجهود للبناء والتعمير وتحتاج إلي نشر السلام الذي أمر به دين الإسلام المجيد أخي الفاضل لاتنخدع من الشيوخ من الجانبين الذين يقومون بنشر الخصومات ونشر الفتن عن طريق بعض المنابر التي تتكسب من وراء ذلك وعلي حساب دماء أهل الإسلام أو عن طريق الكتب الموجودة بين الطرفين والتي تحمل الاختلاف والكلام غير اللائق بينهم كما ه موجود في بعض الكتب القديمة والتي تحتاج لتحقيق وتنقية والتي دست من أعداء الانسانية من المنافقين والاعراب واليهود وغيرهم علي مر تاريخ الاسلام الكريم حتي تفرق كلمة المسلمين فلا يجتمعوا أبدا وذلك حقدا منهم علي سماحة الاسلام الحنيف ولكن نحنا لم نفهم هذه اللعبة وحتي الآن الا القليل من العلماء وأهل البصيرة السليمة من الناس أيها الناس الاسلام يتم تشويه عن طريق ابناء الاسلام عن طريق جماعات العنف من الجانبين وعن طريق جماعات الخوارج والتي تريد نشر الفوضي بين المجتمعات الاسلامية من شيعة وسنة وهابية وإخوان وغيرهم وعندما يدعوا العلماء في مجال ديني أو دنيوي الي دعوة التقريب بين المسلمين نجد الالفاظ الغير لائقة تظهر هنا وهناك ونجد الفاظ التكفير والتفسيق واللعن بين الطرفين الا من رحم رب العزة سبحانه وتعالي مع أن الاسلام أمرنا بالحوار وبالكلمة الطيبة وأمرنا بحسن الجوار وصلة الرحم بين الناس وأمرنا بكل شئ جميل ولكن العقلية عند بعض المسلمين من السنة والشيعة لم تتطور حتي الآن مع أن كتاب الله بين أيدينا وشاهد علينا وما نحن فيه إلي يوم القيامة ولكن دعاة الفتن من الطرفين الا من رحم الله تريد إشعالها نار دائما لمصلحة من هذا الاجابة لمصلحة قوي الشر في الخارج والمسلمين يعرفون ذلك ولكن لايتعظون أبدا من الدروس المستفادة ضاعت منهم دولة الأندلس وضاعت فلسطين وأفغانستان والبوسنة والهرسك بيوغسلافيا والعراق والباقية تأتي ومع ذلك مازالنا في القرن الواحد والعشرين نبقي علي الماضي ولا نفكر في حل مشاكلنا الكثيرة المتراكمة علي مر العصور والسنين وندعو الناس للتقريب بين المختلفين من المسلمين نجد التخوين والعمالة لمن يدعو لذلك العمل النبيل والله تعالي يعلم أن من يدعو للتقارب بين السنة والشيعة يريد الخير للمسلمين والناس ولكن العقول المغيبة مازالت في إجازة مفتوحة وفي النهاية نتهم بعضنا البعض بتكالب الاعداء علينا كل يوم ولكن دعاة الكلام الكثير دون عمل في وادي والعقلاء الذين يريدون الخير للناس في وادي آخر فهل آن الوقت أن نستيقظ من نوم أهل الكهف الذي طال حتي لانكون في عالم النسيان ..