جهاز الشرطة بكل مايحمله هذا الجهاز من أخطاء الماضى بما يخص بسوء معاملة المواطنين ؛؛ وتسول أمناء الشرطة ومد أيديهم فى جيوب كل من يدخل قسماً للشرطة ؛؛ أو تطاول المخبرين بأيديهم الغليظة ولسانهم الصليط على كل مواطن يقع تحت أيديهم ؛؛ أو ضابط الشرطة الذى يتعالى على المواطن ولا يستمع إلى شكواه 0 كل هذه الإمور قد تغيرت ؛؛ سواء بأوامر مباشرة بحسن تعامل المواطنين من قيادات وزارة الداخلية ؛؛ أو بأقتناع أفراد وضبّاط الشرطة أنفسهم ويقينهم أن المواطن نفسه قد تغير ؛؛ ولن يقبل أى مساس بكرامته أو أن أحد يوجه له الإهانة مهما كانت سلطته أونفوذه 0 ولكن من يستحقون التقدير والإحترام من رجال الشرطة هم من كانوا يحسنون التعامل مع المواطنين قبل 25 يناير ؛؛ ويفرّقون فى التعامل بين المجرم والمواطن ؛؛ فهؤلاء الضبّاط هم أوائل الضبّاط الذين أسرعوا بالعودة إلى أقسامهم بدون خوف أو تردد ؛؛ وقد أحتفل المواطنون بدوائر هذه الأقسام الذى ينتمون إليها برجوع هؤلاء الضبّاط ؛؛ وتبرع البعض بإعادة تشطيب القسم من حسابهِ الخاص ليعود كما كان قبل حرقه 0 أذكرمن هذه النماذج ؛؛ ضبّاط قسم شرطة المنشية بالأسكندرية ؛؛ هذا القسم الذى تعرّض للحرق والتخريب المتعمد مثل سائرالأقسام الأخرى ؛؛ ولكن الآن جميع أفراده يقومون بأداء عملهم على أكمل وجه رغم أنه مازال تحت التشطيب 0 رئيس المباحث فى هذا القسم هو المقدم : أحمد جلال ؛؛ شخصية محبوبة جداً من أهالى دائرة القسم أحتفلوا بعودته وحملوه على الأعناق فى زفة بلدى طافت شوارع المنشية ؛؛ ففى الوقت الذى يخاف أن يمشى فيهِ ضابط الشرطة فى الشارع ببدلته الميرى السوداء أو داخل سيارة الشرطة خوفاً من غضب الناس وسخطهم على أفراد هذا الجهاز ؛؛ يقوم هذا الضابط فى تفقد الأمن والأمان فى شوارع دائرته والقبض على الخارجين على القانون ؛؛ مع العلم أن منطقة المنشية بها كبار تجّار المخدرات ( حارة البطّارية ) وهى من النقاط الخطرة على أى ضابط شرطة خصوصاً فى ظل الظروف الراهنة 0 وعندما حاورت المقدم أحمد جلال فى كثير من الإمور الراهنة الخاصة بعمل الشرطة والعلاقة المتوترة بين أفراد جهاز الشرطة والمواطنين ؛؛ كان متفتحاً وصدره رحب لما أقول ؛؛ فأنا لم أضع خطوط حمراء لحديثى معه ؛؛ وهو لم يجاوب بدبلوماسية ؛؛ وكانَ كلامه قريباً جداً من أرض الواقع ؛؛ ووافقنى على وجود تقصير فى معاملة أفراد الشرطة للمواطنين ؛؛ وأنه الآن يجرى عملية إعادة تأهيل لأفراد الشرطة حتى يستطيعوا التعامل مع المواطن بشكل محترم لا يقلل من شأن المواطن وفى نفس الوقت لا يقلل من هيبة وإحترام رجل الشرطة ؛؛ وعندما سألته عن نظام المرشدين ؛؛ فكان أجمل ماقاله جملة مازالت تتردد فى أذُنى إلى الآن وهى ( لو كان فى الماضى لديّا مرشد أو أثنين ،، فالآن كل المواطنين مرشدين لى ) بمعنى أن المواطن بعد 25 يناير لا يصمت على ظلم أو جريمة أوبلطجة ويسارع بالذهاب فوراً إلى قسم الشرطة للإبلاغ دون تردد أو خوف أو سلبية كما كان فى الماضى ؛؛ كما تطرق الحديث إلى الفصل فى الحجز داخل القسم بين معتدى الإجرام ومن إضطرته ظروفه إلى المبيت فى القسم فى مشاجرة أو ماشابه لحين العرض على النيابة وقال هذا الآن يتم ؛؛ وعن الألقاب التى يطلقها المواطنون على ضباط الشرطة ( فلان باشا وفلان بك ) قال : لا مانع لو قالها المواطن بنفس راضية وتخرج منه عن طيب خاطر ؛؛ ورأيت بنفسى بعض المواطنين يدخلون إليه ويحيوه ويعبرون له عن سعادتهم بعودة القسم للعمل من جديد 0 ولا أنسى الوجه البشوش الذى قابلنى عند دخولى القسم وهو برتبة نقيب وللأسف لم أتذكر سوى إسمه الأول ( محمد ) ولكنه كان نموذجى فى المعاملة حتى قبل أن يتعرف بى أو أتعرف بهِ ؛؛ وخرجت من هذا القسم بإنطباع جيد جداً عن شكل الشرطة بعد ثورة 25 يناير ؛؛ والأمل فى الإصلاح والتقويم ؛؛ خاصة بعد حل جهاز أمن الدولة ؛؛ الذى كان يسىء لجهاز الداخلية بأكمله ؛؛ لتعود الشرطة فى مهمتها الأصلية تحمى المواطن وتحمى أمن البلد ؛؛ وليست شرطة لحماية أمن النظام 0