1 أيتها الغيمة أمطرى كيف شئت فلن يأتينى من خضرتك التى ستطلقينها وردةٌ تبلل أنفاسى الظامئة ولن يأتينى قمحٌ يسدُّ جُوعِى ولا شجرة أستند إلى جذعهابأحزانى ولن تأتينى السيدة التى تظللينها الآن وهى تسير ذاهبة إلى موعدها مع غيرى 2 لم يسعفهُ الوقتُ لكى يمرقَ من أمام السيارة المسرعة فأسعفهُ الموتُ 3 شرفتان ساهرتان بينهما شارعٌ فسيحٌ ومراقبون فضوليون خلف النوافذ فى انتظار ما يحدث 4 جا لسا فى المقهى ينظر إلى نافذةٍ بشوق مجتاحِ وبسيجارةٍ ينفض رمادها فى يد مرتعشةٍ......... يده بينما ستائر النافذة تسدلها فجأة يد ظالمةٌ........... يدها 5 يجلسانِ على طاولة واحدة بينهما فنجانان من القهوة القهوة بردت والنادل يراجع حساباتهِ والموائد فرغت وهاجمها البرد ومازالا على شرودهما وعراكهما الصامت 6 غيمةٌ ما تحاول أن تحجب الشمس الشمس تطيعها لسبب لا تدركه الغيمة ولاتعرفه الشمس 7 انتصف الليلُ فى المقهى وساعة حائطهِ متوقفةٌٌ من زمن عند العاشرة وهذا مايطمأنهما بأن الوقت مازال متاحا لمزيد من العتاب والبكاء الخافت 8 اليوم عيد ميلادها سيصطنعُ عطلةً رسميةً ولن يذهب إلى العمل 9 دخل ظلُّهُ حجرة النوم وارتاح قليلا نظر فى ساعته ترك له ورقةً سبقتُكَ ولم تأتِ 10 دق جرس الفسحةُ جرينا إلى المقصف المدرسىِّ اشترينا طعاما أكَلَنا الوقتُ ولم نأكلْ طعامَنا 11 حفيف الأوراق ظل يوقظ الشجرة حتى استيقظتْ وقَبَضَتْ على فأس الحطَّاب 12 كل صباحٍ تصففُ شعرهاالذهبى وتلبس ثوبا رشيقا وتلون وجهها بمساحيق هادئة وتلبس حذاء قادرا على تنظيم خطواتها التى توقف البرق وتنسى روحها المكتظةَ بأتربة ٍ وطينٍ وقلبها الذى تفوح منهُ روائحُ جروح متخثرةٍ ويديها المكبلتين بقيود تعيقهما حتى عن هش الذباب الذىيتكاثر على مداخل حلمها 13 العنكبوت هذا المخلوقُ الذى لم يحظََ بعنايةِ أحدٍ حتى هذه اللحظة والذى ضلل الأعداء عمن فى الغار وخدعهم فرجعواحاملين خيبات التاريخ ولعنات الله العنكبوت الذى ملأ حجرتى بأشكال هندسيةٍ فاتنة الروعةِ لمجرد أن غبت عنها أسابيعَ فقط العنكبوت الذى كان مطلعا لقصيدة كتبتها فى الصف الأول الثانوى ودسستها لزميلتى فى كتاب الدينِ فَحَمَلَتها إلى الناظرالذى وَبَّخَنى أمامها وأدخلنى الى حجرته وأوصد الباب ليبتسمَ لى ويبدى إعجابه بالقصيدة وقال دعك من زميلتك الغبية فهى لاتفهم فى الشعروأوصانى أن اكتب فى المرات القادمة قصائد مثل هذه ليلتى لجورج جرداق و لاتكذبى لكامل الشناوى العنكبوت ذلك الاسم الراقى الذى يضجُّ بالموسيقى والذى يعزف موسيقاه الصامتة على الجدران وعلى مقابر الفقراء التى لايزورها أحد وعلى النصب التذكارى للجندى المجهول العنكبوت الذى كرمه الله وأسمى سورةً باسمه فى كتابه العزيز وكرَّمه مصطفى محمود فأسمى بِه روايته الشهيرة وجعلته أنا مطلعا لقصيدة قديمة عنوانالقصيدة جديدة 14 البنت السمراء ذات ال13 ربيعا والتى اكبرها بعامين ضبطتها تسرق ثمرات المانجو من حديقتنا البنت التى بكت وتوسلت ألاّأ خبر أباها أو أبى واتفقنا على مضض منها أن آخذ قبلة مقابل كل ثمرة مسروقة!! وعندما مضت تمنيت لو أنها سرقت الثمار كلها بدلا من الثمار الثلاث وتساءلتُ فى سذاجة كيف لم أنتبه لثمار صغيرةٍ خبأتها فى صدرها!!!!!! ------------ [email protected]