السابعة صباحا ونسمات الصباح الباكر الناعمة المنعشة.. وبينما هى تداعبك.. وأنا أبدأ صباحاً جديداً بيوم جديد.. آملة أن يكون جميلاً، وأنت تقول: يافتاح ياعليم.. وبينما أجلس فى الشرفة.. وأمامى كوب من الشاى الساخن وأوراق النعناع برائحته التى تفتح الصدور.. وتتحدى السحابة السوداء!! وأنا أشاهد المارة من الصغار الأبرياء فى طريقهم إلى مدارسهم.. وأنظر فى الفضاء الفسيح، والشجر الأخضر المزهر بالورود الحمراء النظيفة.. وأتصفح جرائد الصباح. وفجأة.. وعلى غير انتظار!! إذا بسيارة تاكسى متهالكة من أيام سيدنا «عكروت» تقف إلى جوار الرصيف.. على مرمى بصرى.. وإذا بشخص عريض المنكبين أو «المنكعين» كما يقول عادل إمام يترجل منها، وبثقة شديدة ودون أن ينظر خلفه أو حوله.. وما إن هممت أن أرشف قطرة من الشاى وأنا أشكر المولى على نعمته، إذ بهذا الرجل ووجهه للسور الذى أمامى مباشرة.. ويالهول ما رأيت.. إذ بدأ يفعل مثلما يفعل الناس أو بتعبير آخر يقضى حاجته.. والرصيف يئن.. لم أعتد على أحد، ولم أتدخل فى شئون أحد، ولكن يأتينى العدوان فى عقر دارى.. والسلام على خجل أولاد البلد.. والسلام على الفعل الفاضح فى الطريق العام!! أنا أشاهد هذا الفعل مراراً وفى أماكن واضحة مثل الشمس للعيان.. إما وهو يبدأ أو فى آخره حينما يعتدل الرجل وياحزنى على الرجولة!! ويشرع فى تسوية هندامه هكذا بوجهه أمامى وأمام المارة أطفال وسيدات وفتيات. ماذا حدث لشعبنا الأصيل، الذى كان يعرف العيب وتقاليد أولاد البلد؟! ابن البلد الذى يعرق جدعنة كما نسمع؟! هل تمكنت الدمامة والقبح من نفوسنا فلم يعد شىء يجرح مشاعرنا؟! هل هو رفض لظروفنا وهذا هو الذى يقدر عليه؟! أين أخلاق وآداب الصلاة عند المسلم والمسيحى اللذين يتزينان عند كل صلاة، أم حركات بلا روح وبلا إحساس؟! أين قوة حساب المجتمع حولنا؟! حقا!! إن المجتمع الضعيف تستطيع أن تفرض إرادتك عليه لو كنت قويًّا!!