أبدء كلامى بسؤال مهم ولو من وجهة نظرى ماذا تريدون؟ أتريدون تغيير الوجوه أم تغيير المنهج والسلوك وتعديل الاوضاع ومحاربة الفساد وإجتثاث الظلم بجميع أنواعه أم ماذا ؟ وحتى لانشوه الصورة التى صورتها ورسمتها ثورة الحق ثورة الشباب وحتى لاتختلط الأمور علينا ونصل من خلال ذلك الاعتقاد بأن ما حدث ومادار ومايدورعلى الساحة السياسية ومن مخيمات ميدان التحرير من بزوغ الاجتهادات لوجود محاولات التأزيم والتصعيد فى كل شيىء وهنا يجب علينا التأكد وإظهار نقطة مهمة جدا ألا وهى أن مايحدث من المبالاغات فى المطالب ومحاولة تكسير القوانين لهو إهدارا لهيبة الوطن وتجريحه والمساعدة على إنهيار الوطن إقتصاديا وسياسيا – بأى فكر ومنهج تريدون الوصول إليه؟ هاهم الأحزاب تتبارى فيما بينهم وظهر جليا لنا عدم توافقهم ولا إحترامهم للدستور ولا للديمقراطية التى ينادون بها وقد إنكشفوا أمام أنفسهم وأمام الجماهير بعد أن عجزوا عن فعل أى شيىء طوال فتراتهم السياسية المتراميه خلال الحقبة الماضية أو السابقة التى كانوا يرزخون تحت وطأتها من خلال توجهاتهم وخطبهم الرنانة من خلف الستائر وهم كخفافيش الظلام ولكن هاهم يظهرون ويصدحون بأصواتهم بعدما قامت الثورة ثورة التصحيح ومطالب التعديل التى قام بها شباب الحرية شباب لم تحركهم أجندات معينة بل ماحركهم هو شعورهم وإستشعارهم بأنه لايوجد من ينصفهم أو أن يترجم أوضاعهم فعندما فقدوا الثقة فيما تمثلوا فيهم الرؤية والبصيرة قاموا بتلك الثورة من وازعهم وإيمانهم بقضيتهم ورغم ذلك فقد كشفت هذه الثورة عن مكنون هائل من الادعاءات قادها أصحاب النعرات الخطابية والكذب فها هنا ظهر فلاسفة فى الامور الحياتية والقانونية والتعليمية والتشريعية والاقتصادية حتى الامور الدينية لم تسلم من إدعاءاتهم فلاسفة فى كل شيىء فى النظرة الاتية والمستقبلية ورسم الخرائط الجديدة للوطن وماهو مفروض وماهو مطلوب ووضع الشروط ولابد من الالتفاف لأطروحاتهم والإقتناع برؤيتهم فيما يبدون من توجهات للأجنداتهم المشخصة – ياعجبى على هذا الزمان لقد لجأوا لأسلوب التأزيم وتحريك الشارع وإدخال الوطن وإقحامه فى مصادمات وإشعال الفتن وبث أهدافهم ومحاولاتهم لتفريغ الوطن من الحس السياسى أو لنقل جذب الآخرين لتوجهاتهم الحزبية وقذف الشعب فى آتون الصراعات وتفشى الفتن وذلك من خلال العمل الدؤب على بث فكرهم وتوجهاتهم فى نفوس الشباب والتغرير بهم وإستخدامهم لتصفية حسابات شخصية سيدفع ثمنها تلك الشباب وسيتسببون فى إنهيار الوطن دون النظر بأن هذه الأعمال ثمنها باهظ الثمن إن العين لتدمع مما أراه من ضياع صوت العقلاء والحكماء وممن يخافون على الوطن وسط هذا الصخب من الخطب والإفتاء والصراخ والعويل من خلال التهويل والضجيج التى سوف تسببه أصواتهم وتشنجاتهم للوصول الى أقصى درجات التأزيم والتى يحصدون من خلالها الى التصفيق والهتافات لهم من واقع البطولات الزائفة والوهمية التى يجيدون حبكتها وأصول صناعتها فى عصر إنتهت منه مراحل التخاطب العقلى والفكرى المستنير الذى ينقذ الوطن من تباعات هذا التردى الذى نراه ونشاهده ونسمعه أولا طالبنا بحل مجلسى الشعب والشورى وحل الحكومة وإجراء بعض الإصلاحات ومن ثم طالبنا بالرحيل للنظام ورموزه ومن ثم طالبنا برحيل الرئيس وتعديل بنود من الدستور وإجتثاث ماتبقى من ذيول النظام البائد الفاشى وكان لهم ماطالبوا به والآن أصبح ميدان سيدنا الشيخ أبو التحرير مزارا ومقصدا لكل من له مطالب دون النظر لمستقبل الوطن والخوف عليه – تريدون العيشة الكريمة وهذا حق – تريدون محاصرة البطالة وخلق فرص عمل وهذا حق ، تريدون إجتثاث الفساد بكل أنواعه وهذا حق ، تريدون إقالة حكومة أحمد شفيق وهذا تم إذن ماذا تريدون تغيير الوجوه أم تعديل الأوضاع والبدء فى الاصلاح ؟ ألا تلاحظون أن البلد صارت مرتع للبلطجية وقطاع الطرق بعد أن تم تفريغها من قوات الامن الداخلى أو لنقول تحجيمها؟ نعم كانت هناك فجوات ومساحات كبيرة وعدم ثقة فى الجهاز الامنى ولكن بدأت ثورة التعديل والاصلاح فى تلك هذه الوزارة الأمنية بالذات ، ولكن تسرعنا وعدم التريث والتحلى بالصبر سوف يأخذنا لأمور لايحمد عقباه – البلد تتهاوى وتنهار إقتصاديا وإجتماعيا وأمنيا وتعليميا بسبب تلك الاعتصامات الفئوية والشخصانية ، وعدم الوقوف عند مطالب معينة ومحددة إبدأت بها الثورة وإنتهت بالمطالب اللامتناهية ، فهل هذا الذى يحدث من تداعيات يندرج تحت مسمى الهدم البناء أم العكس هو الصحيح ؟ ياسبحان الله إلتزمنا السكوت والصمت الرهيب خلال ثلاثون عاما أو أكثر والآن نريد إزالت هذا الكم من المتناقضات والترسيبات بجميع أنواعها من خلال ثلاثون يوما هى عمر هذه الثورة الرائعه فى أهدافها والقوية فى تضحياتها – فكيف بالله عليكم يتم ذلك ؟ أفيدونى أفادكم الله فلا تتسببوا فى أن نخسر ماوصلنا إليه من مراحل تقدمية من خلال هذه الثورة التى ترجمت معانى التآلف والتكاتف والاندماج بين جميع الطوائف رغم إختلافاتها وأصبحنا من خلال ذلك نسيج واحد ويدا واحدة فى أن نتفرق مرة أخرى أو نعطى الفرصة لمن تسول له نفسه أن يجهض ماحققتموه من نتائج إيجابية لطالما إنتظرناها طويلا وكنا نحلم بها مجرد حلم يراودنا والآن أصبح الحلم حقيقة بين أيدينا ولكن لانعرف كيف نحافظ عليها لكى تنمو وينمو معها الوطن والمواطن على حد سواء والخوف من المستخبى والله من وراء القصد فالوصول الى اهداف الثورة شيىء جميل ولكن الحفاظ على ثمارها ذاك هو الاجمل لشعب حلم بالتغيير سنوات ونظر لمستقبل أفضل لمصر جديدة – فهل يستطيع الشعب أن يحافظ على هذه الثمرة لتؤتى أوكلها الطيب أمإإن الثورة ستتجمد فى خضم الخروج لساحات الميادين حيث تغدوا المطالب الأساسية التى تعد قواعد جديدة لبناء صرح الوطن من جديد نسيا منسى حينما تتجه عيوننا الى أهداف وأحلام ثانوية القياس متفرعة من شجرة الثورة الشعبية الأم ؟؟ وهل هذا التخبط والانفلات والسلبيات الكثيرة التى طفت على سطح الاحداث كان بسبب أن الثورة أساسا ولدت بالفطرة ولم يخطط لها وليست لها قوة متمركزة خططت لها ودفعتها الى ساحات الميادين ؟؟؟وهل عملية إجتثاث القياديين المتغلغلين فى جميع المصالح والدوائر الحكومية والمنتمية للنظام السابق ماهو إلا عملية إرضاء للغرور بعد معاناة سنوات ؟ أم هو يعتبر عملية إصلاح جدية لضرورة الاصلاح وبناء مصر جديدة أم ماذا؟؟ وهل من سيأتى سيكون قادرا على لملمة الجراح وتسكين الآلام وإحتواء هذه المطالبات التى لاتنتهى ومحاصرة وقمع التجاوزات والانفلات الامنى من وجهه نظر المطالبين بتغيير الوجوه فقط أم المضمون؟؟ طائر الليل الحزين....