سؤال دار في ذهني ليلة أمس وخطف النوم من عيني , ولم استطيع الإجابة عليه حتى الآن !! وهو : لو كنت قاضى بماذا سوف أحكم على هؤلاء الارهابين الذين نفذوا عملية تفجير مديرية أمن الدقهلية ، والتي جاءت اعترافاتهم كالصاعقة ، لتضرب قلوب وعقول كل من شاهدهم على الفضائيات . مصريون هم يعيشون بيننا ، يشاركوننا القوت والشراب والرزق ، وليلا يتحولون لطيور ظلام تأكل وتشرب ولكن من دمائنا ، هؤلاء الخونة الذين لا يستحقون العيش بيننا ولا أن يكونوا أصلا مصريين ، فقد باعونا للشيطان بعد أن باعوا أنفسهم بثمن بخس ، أباحوا لأنفسهم سرقت محلات ذهب وبنوك وخزائن شركات ليشتروا بثمنها ما يقتلون به أنفس ذكيه بريئة ، وأن يخربوا بأيديهم ما بناه أجدادهم ، ولم يفكروا في نتيجة غدرهم . أشك أن يكون قد قرأ واحد من هؤلاء المتاجرين بالدين أية قرانيه واحده متمعنا متفكرا فيها كما أمرنا الله ، مثل قوله تعالى : مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا {المائدة: ، أو مر عليه حديث أنس رضي الله عنه والذي معناه : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من آذى مسلما بغير حق فكأنما هدم بيت الله ، وحكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نظر إلى الكعبة فقال لقد شرفك الله وكرمك وعظمك والمؤمن أعظم حرمة منك ، الغريب أن هؤلاء الأشخاص في اعترافات يشعرونك أنهم وعاظ وأن ما فعلوه شيء بسيط وسهل وفى الإمكان ، حرمه ولا خوف من عقاب الله ، فالكلام يخرج منهم دون عناء ولا إحساس بالذنب ، اشتركت أنا وفلان وفلان في ضرب كمين كذا وقتل من فيه ، ثم جهزنا السيارة بحمولة 2 طن متفجرات واستضفنا الانتحاري وقدمنا له الدعم وقام الأخ فلان بإرشاده للمكان ، وكأنهم كانوا يحكون قصه لفيلم من أفلام الرعب والخيال ، التي لا يصدقها عقل ولا يمكن أن تكون على أرض الواقع ، لكن للأسف هؤلاء المجرمون جعلوه واقع حقيقي على أرض مصر . بعد ترويع الآمنين وقتل الأبرياء وتدمير مباني وتشريد اسر وقطع أرزاق ، فماذا يستحق هؤلاء من عقاب ، فلو كنت عزيزي القارئ قاضيا ، بماذا كنت سوف تحكم عليهم ، فالموت لهم راحة ، والسجن لهم سكينه ، وأملنا في الله وفى القضاء المصري كبير ، وعاشت مصر حرة ، مستقره ، أمنه ، مطمأنة رغم حقد الحاقدين .