لحظات حاسمه فى تاريخ مصر تلك التى نعيشها فى الوقت الحاضر ، ومفترق طرق شديد الخطوره إذ انه يؤدى إما الى طريق رحب ومتسع وينطلق فيه المصريون الى أفاق أبعد مما كان متوقع ، وإما الى طريق وعر ينحدر بنا جميعاً الى هاويه لا يعلم مستقرها الى الله عز وجل . ولعل من اخطر الامور على أرض الواقع الحالى هو هذا الميراث اللعين الذى خلفه نظام مصر البائد وراءه وذهب ليعيش فى رفاهية المنتجعات ، فقد ترك لنا هذا النظام ثروه من الجهل والفقر والاميه والانحدار الاخلاقى والكوارث الاجتماعيه والطبقيه والمظالم المتراكمه الى غير ذلك من مخلفات ستعيش مصر لفتره طويله كى تحاول ان تعالجها ، ثم فتره طويله لتحاول ان تزيل أثرها . ولعل ما نراه الان من فوضى وإنفلات امنى دفع مئات البلطجيه للإستيلاء على الوحدات السكنيه والعقارات هو فى تفسيره البسيط إمتداد لنظام كان حريصاً طيله عمره على ان يربى نوع من النشأ على الاجرام والبلطجه والارهاب لكى يكون هذا النشأ فى يوم من الايام أداة قمع فعاله يستخدمها كلما استدعت الظروف من إنتخابات أو مظتهرات الى غير ذلك والتصدى لهذه الظاهره التى اخشى كل ما اخشى ان تنتشر فى الفتره الحاليه نظراً لحالة الغيبوبه اللااراديه التى يعيش فيها جهاز الشرطه منذ الاحداث الداميه وعقب القرار الذى اضعه فى ترتيب يلى مباشرهً قرار وضع اليهود فى المحرقه الا وهو قرار سحب الشرطه من شوارع مصر ، هذا التصدى سوف يستغرق وقت وجهد ويتطلب منا جميعاً التكاتف لان هؤلاء الشرزمه هم أقرب ما يكونون الى الذئاب ، والذئاب لا تأكل الا من كان وحيداً ومبتعداً عن الجماعه . لعل ما يصيبنى بالدهشه فى بعض الاحيان ثم بالحيره فى أحيان اخرى هى تلك الدعوات التى تتساقط على أذنى من الحين الى الحين بالاعداد لجمعة الوفاء التى ستخرج فيها المظاهرات بالملابس السوداء تكريماً لرأس النظام البائد ، وهنا وبالرغم من إيمانى العميق الذى لا يساره شك فى حرية الرأى والتعبير للجميع طالما ان هذه الحريه لم تتعدى على مشاعر الاخرين واوجاعهم ، وفى هذه الحاله أكاد أجزم بأن هذه المسيرات المزعومه ستكون طعنه فى قلب كل مصرى شريف وفى صدر كل أم فقدت إبنها الذى راح ضحية هذا الرأس المعزول وستكون نيران تكوى جسد كل شخص فقد عينه أو جزء من جسده فى تلك الاحداث ، وستكون بمثابة وثيقه للفتنه بين ابناء هذا الشعب الواحد وإعلان ان هذه القله لا تتعاطف مع احزان واوجاع غيرها من المصريين . أى وفاء تدعون اليه أيها العقلاء ، هل ستسيرون فى مسيرات وفاء لمن روعكم وخاطر بأمنكم وسلامتكم ، هل ستسيرون فى مسيرات وفاء لمن قتل ابنائكم وبناتكم بدماء بارده ، هل ستسيرون فى مسيرات وفاء لمن اطلق عليكم ذئاب السجون وبلطجية النظام ليروع ابنائكم واطفالكم ، هل ستسيرون فى مسيرات وفاء لمن تاجر بالمصريين وأودعهم فى غياهب الفقر والجهل والمرض والعنف والسلبيه ، هل ستسيرون فى مسيرات وفاء لمن نشر الفساد وأصبح الاغتصاب والتحرش فى عهده من الامور المعتاده . أى وفاء هذا لمن قام بتقسيم المجتمع الى شريحتين إحداهما للاغنياء والفنانين ولاعبى الكره والمسئولين وهذه هى الشريحه التى تتكلم وتمتطى خشبة المسرح ، وأخرى وهى المواطن الفقير الذى يكدح من اجل رغيف الخبز وهذه شريحى المستمعين الذين إن حاول احدهم ان يتكلم بتر لسانه . إذا اردتم ان تخرجوا فإخرجوا ولكن لا تدعونا نراكم أو نسمعكم او نشعر بكم ، وإذهبوا بفتنتكم الى مكان يعسد لا يراكم فيه سوى شياطينكم . ولكن إن خرجتم فلا تنسوا أن تأخذوا معكم الميراث الذى تركه لكم سيدكم ، خذوا معكم البلطجيه و المنافقين و مشوهى الفن بالعرى و الهبوط والفاسدين ، ولا تنسوا ان تحملوا معكم دماء الشهداء . تامر عزب [email protected]