المملكة المغربية, معروفة باستقرارها وعلى مدى الأربع قرون الماضية تقريبا, رغم بعض الحركات التورية ودعوات الانفصال والتي حسم أمرها في حينها. في ظل تحركات وثورات الشعوب العربية مع نهاية 2010 وبداية 2011 يتنبأ البعض أن المغرب يمكن أن يعرف هبة شعبية على غرار الدول العربية الأخرى. في تونس انطلقت شرارة الثورة على أثر حرق البوعزيزي لنفسه بعد الظلم الذي لحق به من حارسة أمن تونسية. لم يرض الرجل خريج الجامعة, أن تهينه إمرأة حتى ولو كانت من حراس الأمن. في حين أن شرارة الثورة في مصر قادها الشباب الفايسبوكيون, وشباب الآنترنيت عموما, بعد أن زاغ النظام وعتا ونسي أن في مصر رجال ونساء أسود ولبوأت. في المغرب لن يكون رجل سب الثورة, كما لن يكون شباب الأنترنيت سبب الثورة, بل المرأة في المغرب هي التي يمكن أن تشعل نار الفتنة, التي لن تكون كبيرة لكنها ستحدث تغييرات كبيرة ولو على قاعدة الشعب في المغرب. يعرف المغرب نسبة مهمة من النساء بالمقارنة مع الرجال, والمرأة في المغرب تحتمل كل شيء تقريبا, تعمل عمل الرجال وكانت تحرث وتحفر وتحطب وتحمل من الأثقال ما لا يحمله الرجال أنفسهم, لكنها لم ولن تستغني عن الرجل كزوج. وكان عدد العوانس في المغرب شبه منعدم, ولم يكن يدفع المرأة في المغرب للعنوسة إلا مرضها وعدم رغبتها في الرجال. كانت المرأة تطلق وتتزوج وتطلق وتتزوج, حتى أن بعض النساء تزوجن بأكثر من خمس أزواج. كانت المرأة تتزوج في المغرب حتى ولو بلغت الخمسين من العمر. لكنها اليوم تتخوف من عدم الحصول على زوج حتى في سن الخامسة عشر من العمر. أصبح الزواج في المغرب استثناء والعنوسة والطلاق هما الأصل. كانت المرأة في المغرب معززة مكرمة, مصونة فهي إما بنت أو أخت مصونة أو زوجة مكرمة. الشعار كان إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان, وكان المجتمع يحتقر أيما احتقار الزوج الذي يهين زوجته أو يرفض طلبها بالطلاق لسبب من الأسباب. لكن وفي العشرين سنة الأخيرة بدأ وضع المرأة يتدهور اجتماعيا, رغم بعض التقدم الملموس لفئة معينة في ميدان العمل والتفوق العلمي والعملي. المغرب كان دائما يعرف نساء متفوقات علميا وكان أغلب رجال العلم يعلمون بناتهم وكان من نساء المغرب عالمات وفقيهات وحكيمات, بل وكان منهن من يعلم الحكمة لرجال الدولة في المغرب. المرأة في المغرب انهارت وعلى جميع المستويات تقريبا, تعيش حالة من اليأس والقنوط, وغير راضية على وضعها الاجتماعي. المتفوقات تعليميا ووظيفيا أغلبهن يعشن عانسات من غير زواج أو مطلقات, ومن كانت منهن متزوجة صابرة على زواجها, راضية مرضية لزوجها, فهي بلا شك مسخرة لامرأة أخرى, عانس أو مطلقة أو حتى أرملة, تشغلها وتهينها وتذلها, تشغل دور الزوجة بدلا عنها في منزل الزوجية. المرأة المغربية خلال العشرين سنة الماضية كانت تسافر خارج الوطن, وتجد ملاذا لها في الخارج, حيث تجد الزوج ولو بعد حين, وإن لم تجد فهي تحصل على مساكن لها, ومعه المال, يشعرها بإنسانيتها, وينسيها الحرمان والألم. مؤخرا سدت الأبواب والمنافذ في وجه المغربيات, ولم يعد مسموحا لهن بالسفر ومغادرة التراب الوطني, وفي نفس الوقت لم تعمل الحكومة والشعب والمجتمع المدني على تفهم مشاكل المرأة والسعي لإيجاد حلول لها. الخلاصة هي أن وضع المرأة في مجتمعنا المغربي, وضع جد مزري بل وكارتي يوحي بقرب الانفجار. المغرب يعيش نفس الحالة التي عاشتها أوروبا ما بين الستينات والسبعينات, حالة من كثرة الأرامل والمطلقات والعوانس, مع قلة الرجال. لقد أصبح المغرب قادرا على تشغيل أزيد من مليون شخص أجنبي. المغربي أصبح متعاليا, ولا يرضى بالعمل إلا إن خرج خارج حدود الدولة, لذا أصبح لزاما على الحكومة أن تيسر إقبال الأجانب على المغرب. الأجانب العزاب المغامرون, المستعدون للعمل ليس التسكع. المغاربة المستثمرون يجدون صعوبة في إيجاد اليد العاملة الرخيصة والمستعدة للعمل. لذا من الصعب أن ينجح أي استثمار في المغرب حاليا. قبول عمالة أجنبية مسلمة من بعض الدول الإسلامية الفقيرة والبعيدة, خير علاج لحالة المغرب حاليا. سحنة المغرب أقرب إلى سحنة مسلمي الشرق من البنغلادش والهند, والمغربيات مستعدات للزواج منهم وتيسير اندماجهم, وبذلك سنجدد دماء المغرب, ونعيد فيه الحياة من جديد ونجنبه أي انفجار أو تحرك اجتماعي. إن قامت الحكومة المغربية بمبادرة مستعجلة في هذا الميدان, أو على الأقل يسرت سبل زواج المغربيات ولو من الأفارقة العابرين للتراب المغربي حاليا, وسمحت بذلك من غير عراقيل, فإن المغرب سينجو من أي ثورة في الحاضر والمستقبل. وراء كل شرارة امرأة, والعاقل هو من يرضي من ستشعل الشرارة الأولى ويفهمها جيدا. المغاربة يقولون مثلا شعبيا" الله إجيب لي يفهمنا وما يعطينا" هذا حال حكومة المغرب مع النساء.