الحكم الصادر على الفتيات لا وصف له أكثر من أنه مجرد تهديد للخصم ، وبما أنه صادر من محكمة الجنح فسوف يسقط أو يخفف إلى سنة بمجرد الاستئناف ، القضية ليست جنائية ولا تستدعي هذا الحكم ، ولكن القاضي الذي يغازل الإخوان ويلعب بالقانون سوف يعرض القضاء للإساءة ، القاضي الذي حول القضية لرأي عام واحتقان في الشارع المصري لا يعي سلبيات حكمة السريع والطائش ، هذا الحكم الذي يرفضه الشارع بأكمله وعلى رأس الرافضين هم أعداء الإخوان ونخبة المثقفين يتسبب في زيادة الفوضى ، ومصر لن تحتمل أكثر من ذلك ، يا سيادة القاضي منصبك يحرم عليك تصفية الحسابات الشخصية والانتماءات الحزبية . لست وحدك من تدفع ثمن حكمك القاسي ، فأنت تتسبب في حرج بالغ للقضاء ، وحرج بالغ لكل سياسي شريف يطالب بالحرية في هذا البلد الذي سالت دماء أبنائه من أجل أن يصبح بلد ديمقراطي ، لا يجب إثارة غضب الأهالي ولا حتى الإخوان ، نحن ضد الإخوان ولكن هذا لا يعني أننا نتمنى لهم الشر والسجن والدمار ، أنت يا سيادة القاضي بهذا الحكم تحكم علينا أن نقع في حرب أهلية ، أو نستسلم لمشاعرنا التي دمرتنا ودمرت مصر ونتعاطف مع الإخوان ، نحن ننادي بالقانون العادل الغير موجه والغير مُحايد ، ولكنك هنا ببساطة تستخدم أسلوب الإخوان نفسه بسلاحك الخاص " المنصب " أسلوب التعنيف والقهر والظلم وهذا مالا يقبله المواطن المصري بأي شكل من الأشكال ، كنت أتمنى أن يكون سلاحك هو " القانون " نرفض تصدير معلومة للعالم أننا ضد أشخاص لمجرد انتمائهم المختلف عن انتماءات أغلبية المصريين ، نحن لسنا ضد الإخوان نحن ضد أسلوبهم ومنهجهم في الحياة وفهمهم الخاطئ للدين وضد تسلحهم ، نحن ضد من يعرض مصر للخطر ، نحن ضد إراقة الدماء وحرق اليابس على تلك الأرض الطاهرة ، نحن ضد التطرف والخروج عن المألوف وأنت هنا خرجت عن المألوف دون اعتبار لهيبة القضاء وهيبة القانون أنت هنا خرجت عن القانون يا سيادة القاضي ، مصر كلها تنتفض وترفض الإطاحة بمطالب الثورتين وأظن أن المطالب الآن أصبحت ثابتة في أذهان الأطفال ولم تحتاج أن أذكرك بها ، كيف نصرخ في البشر باحترام القانون وصاحب البيت بالدف ضارباً ، لن نقبل بإقحام هؤلاء الفتيات في المعترك السياسي ، لن نقبل بتدمير حياتهن لمجرد أنهن وقعوا في قضية كنت أنت القاضي فيها ، فتيات مصر خط أحمر في تصفية الحسابات ، ولن أنكر أنهن مخطئين ولن أطالب بعدم العقاب فهن ليسوا فوق القانون ولكن ما حكمت به أعذرني ليس قانون ، وأنت من تجعل كل شريف يقف في وجه القضاء وهذا مالا نتمناه على الإطلاق ، لابد من استقرار القضاء ولابد من نزاهته لكي نُجبَر نحن أصحاب الأقلام بألا نقترب منه إلا بالشكر والتقدير ، لن نحترم القضاء بالقانون ولا بالأحكام الظالمة ولا بالكرباج ، احترام القضاء يبدأ من عندك يا معالي القاضي ، القضاء العادل هو نافذة الإنقاذ الوحيدة لمصر من الفساد والظلم والحرب الأهلية ، وسقوطه بلا أدنى شك هو سقوط مصر بأكملها وتحويلها من بلد راقي متحضر لغابة لا تعرف لغة غير لغة الدماء ، القضاء هو حماية المظلوم وحفظ حقوقه واستردادها ورد اعتبار المجني عليه مهما كان انتمائه ومهما كانت ديانته ، القضاء لم يكون جاني إلا على يدك ، أخرج من ثوب السياسة وأرتدي ثوب العدل وانطق حكمك ، فالله لم يحكم على الناس حسب انتمائهم السياسي وأنتم رجال الله على الأرض ، اتقي الله وعود إلى صوابك ، وكما نطالب رجال الدين أن يبتعدوا عن السياسة نطالب رجال القضاء أيضاً أن يبتعدوا عن السياسة والتحزب . حدثت مشده بيني وبين ضابط وصلت إلى قضية كبيرة ظن كل من حولي أن المهزوم والخاسر أنا ، رغم أن الحق معي ، لمجرد أن الخصم ضابط ، ولا أنكر أنني تعرضت للقهر والمتاعب إلى أن وقفنا معاً أمام قاضي عادل ، وبما أنني الطرف الغريب تملكني القلق وقولت للقاضي أن هذا الضابط يستغل أنني غريب ، كان رد القاضي في منتهي الروعة والصدق والثقة والبساطة ، لو كنت صاحب الحق وأنت كافر لأعطيتك حقك ، وقد كان رغم أن الضابط ابن بلده ، تم رد اعتباري وتعنيف الضابط وهدر كرامته أمامي ولفت نظرة ونقله أيضاً ، لكن بكل أسف كانت هذه الوقعة خارج مصر ، أرجوا أن تكون الرسالة وصلت يا سيادة القاضي . --------------------------- [email protected]