يبدو ان الامر فى مصرنا الحبيبه فى طريقه للتطور والخروج عن السيطره فيما يتعلق بالحوادث الاخيره الى راح ضحيتها العديد من المواطنين المصريين ولا أقول الاقباط لأن الجميع مواطنين مصريين ، فبعد الحادث الارهابى المروع بكنيسة الاسكندريه ، نفيق على حادث أخر وهو حادث إطلاق النار على ركاب قطار الصعيد . الكثير من المقالات والبرامج وغيرها من الوسائل التى نددت بما يحدث وحاولت أن تتخذ مواقف إيجابيه تجاه ما تمر به البلاد فى هذه الايام العصيبه ، ولكن فى خضم هذه الاحداث لم يتطرق أحد من هؤلاء المنددين اللذين لم يتمالكوا العبرات عبر الشاشات على الهواء تفاعلاً مع الاحداث الاخيره وعندهم كل الحق فجميعنا بكى قلبه من شده التأثر بما حدث ولكن الم يكن أحرى بهؤلاء المرهفه مشاعرهم والرقراقه قلوبهم عبر الشاشات والفضائيات أن نرى منهم ولو دمعه واحده حزناً وكمداً على عشرات المواطنين من ضحايا حوادث الطرق فى اليومين الاخيرين ونحن نرى الاشلاء على الطرقات والدماء تسبح فوق الاسفلت ، اليس هذا إرهاب ؟ اليس هذا فساد ؟ لماذا لم توجه أصابع الاتهام لبشر فى جريمة قتل هؤلاء المواطنين الذين إغتالتهم أيدى الفساد والاهمال ؟ وما هو توصيف فتح الطرقات للسير أثناء شبورة طاغيه لترك الماره يواجهون مصير الموت المحقق على طريق إنعدمت فيه الرؤيا ؟ وماذا نطلق على من تركوا قائدى المركبات يعيثون فى الطرقات الفساد بين السرعه الذائده على طرق مراقبه بكاميرات الرادار ، أو على من تركوا الطرقات بلا اقل أنواع الخدمات التى تصلح للبشر بالرغم من الاموال الطائله التى يتم صرفها فى هذا المجتمع على أتفه الاشياء وأكثرها دناوه . اليس هذا بالارهاب ! الا يستحق المحاكمه والتعقب من يتسبب فى قتل أكثر من خمسة الاف مصرى سنوياً فى حوادث الطرق فقط ، هذا غير باقى حوادث الاهمال الاخرى ، وهل سمعنا يوماً عن مسئول تمت محاكمته من اجل حادث أودى بحياة مواطنين ؟ أم أن الحساب فقط يكون لأصاغر الناس فنجد دائماً من يحاكم " عطشجى القطار " ، " سائق الاتوبيس " ... حتى وصل بنا الامر أن نتهم " جاموسه " أنها السبب فى حاث قطار !! . علينا ان نحاكم ونحاسب الارهابيين الحقيقيين الذين ينشرون الفساد فى مشارق الارض ومغاربها الذين يتسببون فى قتل الابرياء بدماء بارده ، ولعلنا جميعاً نتذكر حادث غرق العباره المصريه فى عام 2006 ونعرف أيضاً الحكم الذى حصل عليه من تسبب فى موت أكثر من الف شخص ، وبالرغم من ذلك فحتى هو لن ينفذ الحكم لانه هرب خارج البلاد ، فى الوقت نفسه نطالب بفصل رأس المتسبب فى إطلاق النار على قطار الصعيد ورأس عائلته ورأس جيرانه ورؤوس كل من يعرفوه ورؤوس كل من سمعوا عن الحادث ولم يتمنوا فصل رأسه ! بلا محاكمه أو تحقيق . حاكموا الفساد فهو أشد خطراً من الارهاب ، فالفساد قوى ، شرس ، واثق ، لا يهتم ، لا يعبء ، ثرى ، مسئول ، لا يخاف . أما الارهاب فهو جبان ، ضعيف ، يختبىء خلف الجدران ، قد تخيفه صيحه ، ويقتله إيمان ووحده . دماء المصريين على إختلاف طوائفهم ودينهم وعقائدهم فى رقاب كل من يرى الفساد والارهاب ولا يحرك ساكناً . تامر عزب [email protected]