يعتبر الحديث عن الخلافة على منهاج النوبة والتذكير بالحديث الصحيح الذي بشر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم, المسلمين بخلافة ثانية على منهاج النبوة بعد أن يكونوا مزقا وشرادم متناحرة بعضها مع بعض أو مسلط سيف الصهاينة والوثنيين عليهم, كالهذيان من غير علة. ذكر الخلافة على منهاج النبوة أقرب في هذا الزمان من الحلم نهارا, والجهر بذلك الحلم في زمرة من السفهاء ليسمعوا الحالم التحقير والتصغير وربما رميه بالحجارة أو ما دونها ألما. المهم هو أنني سأخوض هذه التجربة لأحلم حسب فهم البعض, أحلم نهارا, لكن قد يأتي يوم على البعض يفهم والبعض لن يفهم إلا بعد أن يتم البناء يومها فقط يعرف ملامح البناء المشيد. واقع الحال هو كالمهندس الذي يستطيع أن يتخيل البناء في عقله ويراه كاملا تاما ويستطيع أن يرسمه ويحدد ملامحه, ويعرف مدة بنائه وصلابته من غيرها وما يلزم ليكون البناء متينا. عكس البناء الذي لا يستطيع ذلك لكن يمكنه عندما يرى تصميم المهندس أن يتخيل بعد ذلك البناء ويتولى بناءه محترما تصميم المهندس, ينفذ وهو بالنباء فرح مسرور, يفهم بدوره ما يكفي وما يلزم البناء وحتى المدة الكافية لإنجازه. المواطن العادي لا يمكنه أن يفهم فهم المهندس كما لا يمكنه أن يفهم فهم البناء. لا يعي شكل البناء ولا مظهره وصلابته ومتانته إلا يوم يراه شامخا عاليا, عندها فقط يفهم ويدرك ويفرح ويصفق, فينظر إليه المهندس بتعجب يفرح بعد سنوات من فرح المهندس, وبعد شهور من فرح البناء, فيكون بذلك المواطن, آخر من يفرح, بعد أن كان أول من استغرب فكرة وتصميم المهندس. لكل بناء يلزم العديد من المراحل, أولها الحاجة إلى البناء, ثانيها الرغبة في البناء, ثالثها التفكير في البناء, رابعها تصميم البناء, خامسها البحث عن تمويل البناء, سادسها الشروع في البناء, سابعها مراقبة البناء ثامنها تدشين البناء. الحاجة للخلافة, يجب أن تكون ملحة لدى جميع المسلمين, ولن تكون ملحة ما لم يحسوا بألم فقدانها, ويكتووا بألم وحدة أعداء الإسلام, وعجز كل شردمة من المسلمين عن مواجهة ذلك الحلف القوي الجبار. الحلف الصهيوني الوثني يبدوا كمجموعة من الضباع لن تقوى شاة واحدة على النيل منهم . تحتاج الغزلان إلى أن تكون قطيعا كبيرا سليما معافا يجعل الضباع تفكر مرات قبل الهجوم عل القطيع. لكن يوم يكون للقطيع راعي سبع, سيملك من الحماية ما لن يخشى معه بعده. المسلمون اليوم غير محتاجين بعد للخلافة, والحديث عنها هو من قبيل الأوهام وأحلام اليقظة. الحلف الصهيوني الوثني, يستغل حاليا الحلف الصليبي الذي عما قريب سيكتشف أنه مستغل من غير نتيجة. الحلف الصهيوني الوثني سيمزق دول الإسلام تمزيقا وسيشردها ويبيد الشعوب ويغتصب النساء والأطفال ويشوي لحوم أطفال المسلمين أمام أعين أمهاتهم وبعدها تغتصب النساء أمام أعين أزواجهن بعدها يقتلن ويتبعن بالرجال. يوم يعيش المسلمون هذا الألم وتجد كل شردمة أنها كاليتيم في غابة من الضباع لن ينجو إلا أن أكرمه الله بيتامى آخرين يتسلحون بما أمكنهم لحماية أنفسهم, لخوض معركة ينجو فيها بعضهم ويهلك الكثير. الخمسة عشر سنة المقبلة ستكون كافية لشردمة جميع دول المسلمين حاليا, وتمزيقها إلى قوميات واثنيات وقبائل بأسها بينها شديد, يتولى أمورها سفهاؤها, ويقتل عقلاؤها, ويكون مصير الجميع كما أشرت إليه أعلاه. الرغبة في الخلافة, ستكون بسعي المؤمنين أولا أن يسودوا قومياتهم ويكون المؤمنون هم أقوياء وأعقل وأكرم وفي نفس الوقت أشرس وأعتى بني قومهم, حتى ينشروا العدل والرهبة في قلوب قومياتهم كل في شردمته التي رسمها الحلف الصهيوني الوثني. بعد هذه المرحلة سيفكر قادة الاتنيات والقبائل والطوائف في ضرورة توحيد الجهود, لمواجهة الحلف بعد أن غلبوا سفهاءهم وسيطروا عليهم, لا بد أن يسعوا لمواجهة الحلف الوثني, كي لا يهزمهم ويسيد عليهم سفهاءهم مرة أخرى. الرغبة إذا متوفرة وملحة. بعد توفر الرغبة لابد من التفكير في البناء وكيفيته ومكانه وأين يمكن أن يكون البناء, وهل تصلح له منطقة بعينها أو يمكن أن يقام في أي مكان كان, ما هي شروط الأرض التي يمكن أن تتحمله وهو شامخ؟ بعد تحديد المكان والزمان الذي سيشيد فيه البناء لابد له من تصميم يقوم عليه مهندسون وخبراء, هم من سيضعون لمشروع الخلافة القانون المنظم له, وما يلزم من الظروف الذاتية والموضوعية , وتسطير المشروع على وثائق تنال الموافقة والتصديق من جميع المسلمين تقريبا أو ممن يمثلهم, عندها يكون بناء الخلافة مسطرا ومقبولا على الورق, يلزم البحث عن المال الكافي لتمويله, والشروع في وضع البناء. البحث عن التمويل سيكون بإنفاق المسلمين المال ليس مال الزكاة فقط, لكن مال خالص كما فعل أبا بكر الصديق وعثمان بن عفان رضوان الله عليهما, وكما فعل غيرهم من الصحابة والصحابيات الذين بذلوا المال من غير حساب, واشتروا الآبار وأعتقوا العبيد وفكوا المعسرين ونهضوا بالدولة الإسلامية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. رسول الله صلى الله عليه قال( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) الذي يمكن أن يتبادر لذهن بعض المسلمين هو أن حكام المسلمين اليوم ورجال الدولة في جميع بلدان المسلمين, لن يحصلوا على شرف المشاركة أو حتى القيادة من أجل البلوغ للخلافة على منهاج النبوة. إن الحلف الوثني الصهيوني, عكس الحلف الصليبي تماما. الحلف الصليبي كان وقت استعماره لبلدان المسلمين, يسعى أول ما يسعى لنهب الثروات وجمعها وترحيلها إلى بلدانهم, في حين أن الحلف الوثني الصهيوني, سيسعى أول ما يسعى لإبادة المسلمين, وستكون نتيجة كل يوم ليس عدد الثروات المنهوبة, بل عدد النفوس المحروقة, وعدد المغتصبات وعدد الأطفال الذي وضعوا على الجمر شواء وهم أحياء. الحلف الوثني الصهيوني, يريد يوميا قائمة بالآلاف من القتلى والمغتصبات, وكل يوم يمر من غير قائمة طويلة فهو يوم خاسر في منطق الحلف. الحلف الوثني سيبدأ في كل دولة بشنق زعمائنا وقادتنا وحكامنا اليوم, سيشنقونهم بدعوى أنهم فاسدون, وأنهم لم يخدموا شعوبهم, لذلك سيجد الحلف داخل بعض الشعوب سفهاء يصفقون لشنق الملوك والرؤساء والوزراء والقادة العسكريين إلى حين شنق أبسط ممثل للدولة على مستوى الأحياء. لقد بثنا نسمع في تقارير إخبارية, أن اغلب حكام المسلمين يسوقون بلدانهم نحو الفقر والجوع, وتركز التقارير على ضخامة الثروات المتوفرة في تلك البلدان. الهدف واضح هو التخلص أولا من حكامنا اليوم, لنكون بعدهم كفراخ الدجاجة الذين فقدوا والدتهم. كل فرقة تتيه في اتجاه, فيموت أغلبنا حتى من غير تدخل الحلف الصهيوني الوثني. الشروع في بناء أساس الخلافة على منهاج النبوة, سيكون لإخوتنا المسيحيين دور مهم فيه, لأن ما سيلحقنا سيلحقهم ومصيرنا ومصيرهم واحد تقريبا. لذلك سيكون إسلام المسيحيين بالجملة إن شاء الله رب العالمين, من غير ترغيب ولا ترهيب, بل هو التصديق أن عيسى بن مريم عليه السلام, نبي ورسول, وحاشا لله أن يكون من يأكل الطعام ويمشي في الأسواق, ربا أو ولد الرب. مراقبة البناء والإشراف عليه ستكون للأهل العلم وأهل الريادة من المسلمين سواء كانوا اسلموا قبل يوم أو يومين أو ولدوا مسلمين. سيتولى المسلمون الأعاجم, إن شاء الله رب العالمين, وأعني بالأعاجم المسلمون الذين يسلمون اثناء الشروع في بناء الخلافة, وهم من شتى بلدان العالم اليوم, مثل أمريكا وأوروبا وروسيا واليابان وأستراليا وإفريقيا. تشييد البناء سيكون كفتح مكة, يكون لكل قطر ولكل قومية قائدتها ورايتها. ليس تمايز تطاحن بل تمايز تنافس في الخير والبذل والعطاء, تنافس يقود لمستقبل مشرق يسموا فيه الإسلام حتى يبلغ ما بلغ الليل والنهار, إن شاء الله رب العالمين. معذرة للذين سيرونني أحلم, أقول لكم إنني أقبل وصفكم, وأدرك جيدا أني احلم نهارا, لكني مستمتع بحلمي, فبالله عليكم دعوني أنتشي بحلمي. اللهم رد كيد ومكر الماكرين لنا وللمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في نحور الكائدين يا رب العالمين.